DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

6 أكتوبر..انتصار يتيم.. أم آخر الحروب؟!

6 أكتوبر..انتصار يتيم.. أم آخر الحروب؟!

6 أكتوبر..انتصار يتيم.. أم آخر الحروب؟!
6 أكتوبر..انتصار يتيم.. أم آخر الحروب؟!
أخبار متعلقة
 
دعا علماء دين ومفكرون إلى ضرورة استلهام الدروس والعبر ومنهج التخطيط وعقلية الأخذ بأسباب النصر من ذكرى انتصار حرب العاشر من رمضان، السادس من أكتوبر 1973 . وشددوا على ضرورة تحويل هذا الانتصار إلى قوة ملهمة نواجه بها تحديات واقعنا الاجتماعي والاقتصادي والسياسي.وأشاروا إلى أن من أهم أسباب النصر فى حرب السادس من أكتوبر :الايمان بالله ، والوحدة القوية بين مصر واشقائها العرب الذين كانوا على قلب رجل واحد، واستخدام سلاح البترول ، الذى كان له تأثير قوي على الدول التى تساند اسرائيل بالسلاح ومختلف أنواع القوة. من جانبه قال شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب إن ذكرى انتصارات أكتوبر المجيدة مناسبة غالية على كل مصرى وعربى تجسدت فيها روح الوحدة والايمان بالله خاصة وأن هذا النصر تحقق فى شهر رمضان الذى شهد كثيرا من المعارك الفاصلة فى التاريخ العربى والإسلامى فقد شهد هذا الشهر غزوة بدر، وفتح مكة. وتابع شيخ الازهر قائلا: فما أحوجنا إلى أن نستلهم ذكرى حرب أكتوبر المجيدة، لنعيد أمجاد الأمة، مما يتطلب استنهاض الهمم والعزيمة وشحذ الإرادة في أبناء الأمة بمختلف تياراتها وائتلافاتها وأحزابها لتكون على قلب رجل واحد، لأن تلك الذكرى المجيدة قد تحققت حينما اجتمع المصريون على قلب رجل واحد ورفعوا شعار «الله أكبر»؛ فدكوا حصون العدو وارتعدت فرائصه، فكان الإيمان قائدهم، فنصرهم المولى - عز وجل - حينما رأى فيهم نصرتهم لدينه ونصرا لأنفسهم، فنصرهم المولى - عز وجل.استحضار المعانيوقال الدكتور علي جمعة مفتي الديار المصرية إن ذكرى انتصار المصريين والعرب جميعا فى حرب السادس من أكتوبر، العاشر من رمضان  مازالت تومض في الذاكرة بمعانٍ جليلة لا تتقادم بمرور الزمن وما أحوجنا اليوم إلى استحضار هذه المعاني ونحن نعيش في عصر جديد لنواجه بروح السادس من أكتوبر التحديات الماثلة أمامنا فنحن في أمس الحاجة إلــــى انتصارات حياتية في معارك التنمية والتعليم والإدارة ومكافحة الفساد والنهوض والتقدم كما نحتاج لأن نستلهم من انتصار أكتوبر روح العمل الدءوب ومنهج التخطيط وعقلية الأخذ بأسباب النصر ومواجهة وتجاوز الصعاب والتحديات، وأضاف اننا نحتاج أيضا في واقعنا الراهن لأفكار خلاقة ومبتكرة تقدم حلولاً جديدة لقضايا متراكمة مستعصية مثل ما فعل البواسل من جنود مصر . وشدد مفتي مصر على ضرورة تحويل هذا الانتصار إلى قوة ملهمة نواجه بها تحديات واقعنا الاجتماعي والاقتصادي والسياسي، مضيفا ان الشعوب لا تضمن الانتصار في معاركها بالنوايا الحسنة فقط ولكن الشعوب تنتصر حين تمتلك أسباب الانتصار بمعناه الصحيح والشامل.فضائل رمضانأما الدكتور محمد عبد الفضيل القوصي وزير الأوقاف المصرى السابق، فقد أكد أن شهر رمضان يزخر بالكثير من المعارك الفاصلة فى التاريخ العربى والإسلامى ففى هذا الشهر الكريم وقعت غزوة بدر وتم فيه فتح مكة ، وانتصر المسلمون على التتار فى معركة عين جالوت ، ثم جاءت معركة العاشر من رمضان لتضيف نصرا جديدا للعرب والمسلمين فى هذا الشهر الكريم . وأضاف أن ذكرى انتصار حرب اكتوبر ستظل على مدى الأيام والدهور شهادة فخر واعتزاز لكل مصري بوطنه وقواته المسلحة التى تمكنت بتوفيق من الله من تحطيم أسطورة الجيش الذي لا يقهر واسترداد ارض مصر..وتحقق النصر بفضل مجموعة من رجال مصر البواسل الذين كتبوا بدمائهم وشجاعتهم مستقبل هذا البلد متحملين مسئولية جسيمة بكل الأمانة والوعي وتصدوا لأعبائها الثقيلة بالعزم والإصرار فأعادوا للوطن كرامته وعزته.الدم والروحواختتم الدكتور القوصي قائلا: هناك كثير من الملاحم النضالية التى سطرها التاريخ للمصريين والمسلمين في رمضان ..وكان النصر دائما حليفا للصائمين وكان شهر رمضان القاسم المشترك في انتصاراتهم ومبعث القوى الروحية التي تنطلق في نفوس الصائمين ، فتجعلهم أقوياء الارادة ، صامدين فى ايمانهم بالله واثقين بان النصر حليفهم. من جانبه قال المفكر السياسي الدكتور عبد الله الأشعل مساعد وزير الخارجية الأسبق : تحل فى السادس من أكتوبر من كل عام ذكرى عزيزة على مصر والعالم العربى وهى ذكرى ثورة مصر العربية على الاحتلال الإسرائيلى الذى تجاوز فلسطين وسوريا ولبنان وامتد إلى سيناء الحبيبة ، مضيفا ان احتلال سيناء عام 1967 والظروف الصعبة التى عانتها مصر وقيادتها وجيشها لم يكن لها ما يبررها وقد نجح المصريون والعرب فى محو جوهرها وإن لم ينجحوا فى إزالة آثارها، وجوهر الكارثة هو اعتقاد الجيش الإسرائيلى أنه جيش لا يقهر وأن هزيمة مصر هى هزيمة لكل مقاومة للمشروع الصهيونى. وأضاف الدكتور الأشعل لقد تحرر المصريون من الاحتلال الإسرائيلى المعتدى ، ولذلك فإن انتصار اكتوبر هو تأكيد لمركزية القوة المصرية .سلاح البترولأما الدكتور محمد الدسوقى أستاذ الشريعة الاسلامية فى كلية دار العلوم بجامعة القاهرة وعضو المجلس الاعلى للشئون الاسلامية بالقاهرة فقد أكد أن من أهم أسباب النصر فى حرب العاشر من رمضان ، السادس من أكتوبر 1973 هو الإيمان القوي بالله، لأن الايمان بالله هو الذي منح جنودنا القوة الروحية فى اجتياز أقوى جسر فى العالم ، وهو خط بارليف الحصين ، فضلا أن هذه الحرب وقعت فى شهر رمضان وهو شهر الانتصارات الكبرى فى التاريخ الاسلامى بالاضافة الى الوحدة القوية بين مصر واشقائها العرب . وواصل الدكتور الدسوقى قائلا: إن هذه الوحدة التى هى من مسببات النصر والقوة للمسلمين تمثلت فى أن العرب كانوا على قلب رجل واحد، فقد اتفق الجميع على استخدام كل الاسلحة البتارة فى هذه الحرب ، وكان من ضمن الاسلحة المهمة الذى لعب دورا كبيرا فى انتصار حرب أكتوبر،  سلاح البترول ، فقد كان لهذا السلاح نصيب كبير فى التأثير على سير المعركة لأنه عندما اتخذت المملكة هذا القرار مع أشقائها العرب ، كان له تأثير على الدول التى تساند اسرائيل بالسلاح ومختلف أنواع القوة.الدور السعودي قاد العرب لتفعيل الوحدة لأول مرة في التاريخ المعاصرأكد عدد من الدبلوماسيين والمسئولين الخليجيين والعرب أن قرار الملك فيصل (رحمه الله) بقطع البترول عن الغرب في حرب 1973، كان نقطة تحول في المعركة، حيث توقفت الإمدادات العسكرية الغربية عبر الجسر الجوي الذي أقامته واشنطن لتل أبيب، ليس هذا فحسب بل واضطرت الإدارة الأمريكية للتدخل بالضغط على القيادة الإسرائيلية لوقف القتال وإنهاء الحرب، وتسترد مصر كامل ترابها وتعود سيناء محررة بعد عبور ظلام الهزيمة في يونيه 1967 إلى نور النصر الذي تحتفل به الأمة كل عام ويتجدد معه الخزي والعار للعدو الإسرائيلي حتى رحيله عن باقي الأراضي التي اغتصبتها عصاباته الصهيونية.. وإذا كان البترول نقطة تحول في حرب أكتوبر فما أحوجنا لتوظيف هذا السلاح من جديد لتحرير الأقصى الأسير والتصدي لكل من يسيء للمسلمين.. وفيما يلي الاستطلاع الذي أجرته (اليوم).نصير القضيةفي البداية، أكد السفير محمد صبيح الأمين العام المساعد للجامعة العربية لقطاع فلسطين والأراضي المحتلة أن كل من عاصر الملك فيصل (رحمه الله) وعرف تاريخه وجد في حياته مواقف لا تنسى نذكر منها على سبيل التذكير لا الحصر قراره الصادم للولايات المتحدة الأمريكية والغربية بقطع البترول كرد فعل لدعمهم ومساندتهم للكيان الصهيوني والقوات الإسرائيلية ضد العرب في حرب أكتوبر عام 1973، ثم دعمه ومساندته للقضية الفلسطينية ودفاعه عن الأماكن المقدسة والأقصى، كل هذه المآثر جعلته يحتل مكانة كبيرة ويحظى بحب العرب والمسلمين كافة، موضحا أن القضية الفلسطينية شغلت حيزا كبيرا من اهتمامات الملك فيصل وقد شارك في الدفاع عن حقوق فلسطين عالميا، وظهر ذلك واضحا وهو واقف على منبر الأمم المتحدة عام 1963 وتذكيره أن الشيء الوحيد الذي بدد السلام في المنطقة العربية هو المشكلة الفلسطينية ومنذ قرار الأمم المتحدة بتقسيم فلسطين، ومن سياسته التي اتبعها حول هذه القضية عدم الاعتراف بإسرائيل، وتوحيد الجهود العربية وترك الخلافات بدلا من فتح جبهات جانبية تستنفذ الجهود والأموال والدماء، وإنشاء هيئة تمثل الفلسطينيين، وإشراك المسلمين في الدفاع عن القضية.مقومات زعامةمن جانبه أكد السفير علي جاروش مدير الإدارة العربية بالأمانة العامة لجامعة الدول العربية، أن موقف الملك فيصل وشجاعته التي تخطت حاجز كل التوقعات مع قراره الجريء بقطع البترول عن أمريكا والدول الغربية التي ساندت وأعلنت دعمها لإسرائيل خلال حرب أكتوبر مع مصر وسوريا عام 1973، تبرهن على عظمة شخصية الملك فيصل رحمه الله وتجسد الروح الحقيقية للتضامن العربي، وفي نفس الوقت كانت بمثابة حلقة جديدة أضيفت إلى ما بذله وقدمه قادة وملوك المملكة منذ النشأة الأولى للمملكة، بفضل حكمتهم وحنكتهم السياسية وبصيرتهم الثاقبة بشكل جعلهم يسهمون في تغيير مجرى التاريخ بفضل ما امتلكوه من مقومات الزعامة والقيادة والقدرة على صنع القرار الرشيد، ولعل ما يبرهن على حقيقة ذلك قدرتهم البارعة على النهوض بالمملكة وقيادة البلاد من مناطق صحراوية مترامية الأطراف إلى دولة حديثة قوية موحدة ومتماسكة تتمتع بأعلى مستويات التقدم والرخاء الاقتصادي والاجتماعي والعمراني والتنمية البشرية، وتمثل واحدة من القوى السياسية والاقتصادية والعسكرية العظمى على مستوى العالم مشيرا إلى أن للمملكة تاريخا طويلا من العراقة والأصالة والإرث الحضاري والإنساني والمحبة الدائمة في أعماق العالم العربي والإسلامي. وأضاف جاروش أن مواقف الملك فيصل رحمه الله خلال حرب أكتوبر 1973 جعلتنا نكتشف القوة الحقيقية التي تمتلكها أمتنا والمكانة والوزن والثقل الحقيقي للعرب في مواجهة أعداء الأمة.الفارسمن جانبه قال السفير الدكتور عبدالوالي الشميري سفير اليمن السابق بالقاهرة وراعي منتدى المثقف العربي إن الملك فيصل بن عبدالعزيز آل سعود –طيب الله ثراه– كان الفارس العربي الأول في حرب أكتوبر 1973 وذلك بفضل حنكته السياسية والقدرة على اتخاذ القرار الشجاع في وقت الأزمات، والذي تجسد في توظيف البترول لخدمة الموقف العربي في حربه مع إسرائيل ليؤكد للجميع أن سلاح النفط يستطيع حسم المعركة في الوقت المناسب باعتبار أن المملكة كانت ولا تزال من أهم الدول المنتجة للنفط بالعالم، وكان من الطبيعي أن يكون قرارها باستخدام النفط سلاحا في المعركة ضد المؤيدين للاحتلال الإسرائيلي من أهم القرارات السياسية التي اتخذها العرب في إدارة المعركة ومواجهة الصهيونية والاستعمار. واشار الشميري الى أن الوثائق تسجل مواقف الملك فيصل المناصرة للقضية الفلسطينية وأنه كان دائما يقول إن القضية الفلسطينية هي قضية المملكة وقضية العرب الأولى، وإن فلسطين بالنسبة للمملكة أغلى من البترول، وأن الشعب الفلسطيني لا بد وأن يعود إلى وطنه مهما كانت فداحة الثمن"، لافتا الى أن المغفور له بإذن الله الملك فيصل قد دفع ثمن مواقفه الشجاعة والبطولية وتهديد عرش واستقرار أمريكا باعتبارها القوى العظمى والدول الغربية باستخدامه للنفط ورقة ضغط عليهم لإجبارهم على تغيير مواقفهم الداعمة للاحتلال الإسرائيلي، الأمر الذي جعلهم يدبرون مؤامرة دنيئة لإزاحته عن الساحة ظنا منهم بأنهم سيجدون خلفه لقمة سائغة ولكن خاب مسعاهم، وكان الخلف خير سلف.الدروس المستفادةمن جانبه أكد توفيق العلاف مدير وكالة الأنباء السعودية بالقاهرة أن التاريخ المعاصر قد سجل للمغفور له بإذن الله الملك فيصل بن عبدالعزيز آل سعود موقفه البطولي في حرب أكتوبر 1973 ومواجهاته مع عدو الأمة العربية والإسلامية، موضحا أن قرار الملك فيصل بقطع البترول عن الولايات المتحدة  الأمريكية والغرب لإجبارهم على التراجع عن دعم ومساندة إسرائيل في حربها ضد القوات المصرية السورية عام 1973 ونجاحه في ذلك جعله بطلا عربيا رئيسيا من أبطال حرب العبور من دون أنواط ولا نياشين عسكرية، وإن كانت مواقفه الباسلة محفورة في ذاكرة سجل الانتصارات العسكرية العربية وكلما تلألأت سماء العرب للاحتفال بذكرى انتصارات حرب أكتوبر على إسرائيل تحلق في عنان الفضاء مآثر الملك فيصل الخالدة كصانع لهذه الاحتفالات، وسوف تظل الأجيال العربية تتناقل سيرته العطرة ومواقفه القومية العربية الملهمة للنشء قيم التعاون ومؤازرة الأشقاء والتضحية بكل غال ونفيس من أجل الدفاع عن الحقوق العربية وفي مقدمتها المقدسات الإسلامية في القدس والمسجد الأقصى، وكم كان الملك فيصل رحمه الله يمني النفس بأن يصلي ركعتين في الأقصى بعد أن تستجيب الولايات المتحدة الأمريكية والغرب تحت ضغط سلاح قطع البترول، موضحا أن الملك فيصل كان أيضا من الداعين لتفعيل التضامن الإسلامي بين الوطن العربي والعالم الإسلامي وتوظيف ذلك لخدمة القضايا العربية، خاصة تحرير فلسطين المحتلة. وأضاف العلاف قائلا إن القيمة الحقيقية لاستحضار السيرة العطرة لمواقف وشجاعة الملك فيصل رحمه الله، تكمن في الوقوف أمام هذه الشخصية العظيمة ونستلهم من روحها العطرة الدروس والعبر حتى تكون لنا زادا في مشروعنا الطموح بالتخطيط من أجل تحرير الأماكن المقدسة والأقصى الأسير الذي يمثل قضية المملكة والشغل الشاغل للقيادة السعودية منذ المغفور له بإذن الله الملك عبدالعزيز آل سعود وحمل شعلة الأمانة خلفه من بعده ومازال يحملها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود –حفظه الله– حتى يضيء الطريق للأمتين العربية والإسلامية في اتجاه الأقصى الأسير لتحريره من قبضة المحتلين. نقطة تحولمن جانبه قال الشيخ محمد علي المشعل رئيس مجلس إدارة قناة إرادة الفضائية، في السادس من أكتوبر كل عام نجدد العهد بالوفاء ونحن نذكر أولي الفضل ممن جعلهم الله جنوده في الأرض لإعلاء كلمة التوحيد والدفاع عن الحق والوقوف أمام الأعداء وتحرير الأرض من المحتل، بداية من أصحاب الكلمة الأولى لقرار العبور وانتهاء بالجنود البواسل الذين ضحوا بدمائهم الذكية لتخضب كل ذرة من تراب مصر، وعندما نتأمل صورة النضال العربي المشرف ضد إسرائيل نجد المغفور له بإذن الله الملك فيصل بن عبدالعزيز آل سعود في صدارة من ساهموا في كتابة ملحمة النصر العربي على إسرائيل عام 1973، مازال يسجل التاريخ بأحرف من نور موقفه المشرف وقراره الجريء بوقف ضخ النفط إلى الولايات المتحدة الأمريكية وبدون أن يعبأ بما ترتديه من ثوب القوة العظمى ردا على إعلانها إقامة جسر جوي لدعم إسرائيل عسكريا بعد أن أحكمت القوات المصرية السورية قبضتها وأوشكت أن تكسب المعركة، كما منع الملك فيصل رحمه الله ضخ النفط إلى الدول الغربية لإجبارها بالوقوف على الحياد وتجنب مساندة إسرائيل، وكان القرار حكيما واعتبر نقطة تحول فاصلة في معركة العبور جنبت القيادتين المصرية والسورية أي حسابات معقدة نتيجة دخول أمريكا بكل ثقلها وبمساندة غربية جنبا إلى جنب القوات الإسرائيلية. وأوضح الشيخ محمد المشعل أن ما سجله المعاصرون آنذاك حمل بين طياته ملامح التحدي من الملك فيصل رحمه الله لأمريكا والغرب، كذلك روى وزير خارجية أمريكا كيسنجر في مذكراته في زيارته للمملكة بعد قرار الملك فيصل رحمه الله قطع البترول عن أمريكا والغرب، وقتها حاول كيسنجر مداعبة الملك بقوله طائرتي توقفت بمطاركم فهل تأمرون بتزويدها بالوقود؟، وكان رد الملك فيصل بليغا بقوله وأنا أريد أن أصلي بالمسجد الأقصى فهل تمكنون تحقيق هذه الأمنية؟، وحاول كيسنجر أن يلعب على وتر التهديدات والتلويح بمصير الأرصدة النفطية في البنوك الغربية، إلا أن الملك فيصل قال له مقولته الشهيرة (عاش أجدادنا وآباؤنا على التمر واللبن وسنعيش نحن عليهما)، وقد أدهشت كلمات الملك الوزير الأمريكي الذي ظن قدرته على اللعب بالعصا والجزرة مع المملكة تارة بالمزاح وتارة أخرى بإثارة القلق على الأرصدة دون جدوى بسبب ثبات مبادئ الملك فيصل وقبوله التحدي، وكانت ثمرة ذلك رضوخ الولايات المتحدة الأمريكية ووافقت على الكف عن تزويد إسرائيل بالعتاد الحربي وفي نفس الوقت إجبار قادة إسرائيل أنفسهم على القبول بإنهاء الحرب ووقف القتال. وأضاف الشيخ محمد المشعل أن من يقلب صفحات الماضي سيجد الكثير من مآثر الملك فيصل رحمه الله، ولكن إذا كان الحديث على قدر موقفه في حرب العبور والنصر العربي في أكتوبر 1973 فما ذلك إلا نقطة في بحر الشجاعة التي نشأ عليها في بيت الملك المؤسس المغفور له بإذن الله عبدالعزيز آل سعود الذي كان قدوة لأبنائه بوقوفه بجانب الأشقاء ودعمه ومساندته للقضايا العربية والإسلامية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية وتكوينه لفرق من المجاهدين للدفاع عن المقدسات الإسلامية وتحرير الأقصى الأسير من يد الاحتلال الإسرائيلي، وورث عنه سلفه هذه الروح الجهادية في الدفاع عن الحقوق العربية ومد يد العون للأشقاء، وما زالت تتواصل مسيرة الخير والعطاء السعودية خلال عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود –حفظه الله– تأكيدا على التزام المملكة بدعم القضايا العربية والإسلامية، وفي نفس الوقت ملتزمة بالسير في طريق التضامن مع جهود المجتمع الدولي من أجل إقرار وسيادة الأمن والسلم الدوليين، إدراكا منه أهمية السلام والاستقرار في التقدم ورفاهية الشعوب العربية والإسلامية خاصة والعالمية عامة.