إن القرارات الاقتصادية الأخيرة التي صدرت من الولايات المتحدة الأمريكية والتي تلتها مباشرة القرارات التي صدرت من البنك المركزي الأوروبي ودفعت بذلك الصين واليابان وبعض البلدان التي تأثرت أو سوف تتأثر سلبا
بأحد هذه القرارات باتخاذ إجراءات حمائية بعض الشيء كان لها الأثر الكبير في التقلبات السعرية الحادة بعض الشيء والتي حصلت خلال تداولات الأسبوعين الماضيين، ولكن ما يمكن الإشارة إليه أنه من خلال التحليل المالي والأساسي لم يكن لدى الكثيرين أي معلومة عن توقيت أو مكان أو حتى صدور مثل هذه القرارات بالأساس إلا أنه من خلال التحليل الفني كان من الممكن تحديد بعض نقاط الدعم والمقاومة والتي احترمها السعر رغم التحرك السريع الذي صاحب هذه الأخبار.
وما أقوله ليس تقليلا من أهمية الأنواع الاخرى من التحليل بل لكل واحد منها قدره ولكن ما أريد أن أثبته وأعمل عليه منذ سنين هو التأكيد على أن التحليل الفني هو علم كباقي العلوم ليست له عيوب كثيرة ولكن أخطاء استخدامه كذلك.
اليورو مقابل الدولار بعد القوة التي اكتسبها الدولار الأمريكي خلال الأسبوعين الأخيرين فشل اليورو في الاستمرار صعودا أمامه خصوصا بعدما ارتطم بمستويات المقاومة الرئيسية الأولى له عند 1.3170 المتمثلة بحاجز 38.2 بالمائة فيبوناتشي من الموجة الأخيرة الصاعدة على الإطار الزمني الشهري والتي تراجع منها إلى مستويات الإغلاق الأخيرة عند 1.2850 ليكون بذلك قد كسب خلال تداولات الشمعة الشهرية الأخيرة ما قيمته 278 نقطة وهو ما نسبته 2.2 بالمائة من سعر افتتاحها عند مستويات 1.2572 والتي انطلق منها في أول أسبوعين وهبط بالبقية كما ذكرنا. ويدفع الإغلاق الحالي عند هذه المستويات المتعاملين للتريث في الدخول أكان بيعا أم شراءً حيث ان الأسعار الحالية في مناطق الوسط حيث تأتي المقاومة كما ذكرنا عند مستويات 1.3170 ويأتي الدعم الأول عند مستويات 1.2290 والمتمثلة بحاجز 50 بالمائة فيبوناتشي من الموجة السابق ذكرها، وعليه فإن الأفضل بكل حال أن نتريث قليلا خصوصا وأن أول مستوى دعم فرعي في الوقت الراهن يأتي عند مستويات 1.2739 المتمثلة بحاجز 38.2 بالمائة فيبوناتشي من الموجة الأخيرة الصاعدة على الإطار الزمني اليومي والتي من الأفضل أن نحتاط عندها جيدا في حال الدخول الشرائي عند تلك المستويات وذلك بوضع أمر لوقف الخسارة أدنى من ذاك المستوى بعدد قليل من النقاط تحسبا لأي انزلاق سعري نتيجة كسر الدعم .
إن عدم وضوح الرؤية العامة لزوج اليورو مقابل الدولار الأمريكي على الأطر الكبيرة نسبيا يجعل اتخاذ القرار صعبا وخطرا بذات الوقت لذا فمن الأفضل بمكان البحث عن خيارات أخرى بأزواج عملات يكون بها الاتجاه أكثر وضوحا.
الدولار الأمريكي مقابل الكندياستطاع الدولار الأمريكي أن يحافظ على مستويات الدعم الرئيسية الحالية له أمام نظيره الكندي بعد الارتفاع الأخير الذي حققه خلال الأسبوعين الماضيين بالإضافة للارتداد الذي تحقق في الشمعة التي سبقتهم حيث وصلت قيم التداولات خلال الشمعة الشهرية الحالية عند مناطق 0.9631 كاسرا بذلك مستويات الدعم الرئيسي المتمثل بأدنى سعر خلال السنة الحالية حينها والواقع على 0.9798 والذي أدى كسره إلى حدوث انزلاق سعري بـ 167 نقطة قبل أن يتعرض لموجة شراء قوية كبحت هبوطه شبه المستمر منذ مستويات 1.0444 إلى أن وصل إلى قاع العام الحالي عند المستويات المذكورة ولكن ارتداده وإغلاقه عند المستويات الحالية 0.9829 قلص خسارة الدولار الأمريكي أمام نظيره الكندي إلى 45 نقطة فقط فضلا عن أن العودة إلى مستويات ما فوق الدعم المذكور سابقا يعد محفزا كبيرا للمتعاملين للإقدام على الشراء في الزوج كون كفة الترجيح تميل الآن إلى فكرة حدوث موجة انعكاسية للموجة الهابطة الأخيرة إلا أنه بالرغم من ذلك يجب على المتعاملين أن يكونوا أكثر حذرا وذلك بوضع أمر لوقف الخسارة تأتي دون مستويات الدعم الحالي المذكور أعلاه أو عند أدنى إغلاق أسبوعي والذي يتمثل أيضا في قاع الموجة الهابطة الأخيرة على الإطار الزمني الأسبوعي والذي يأتي عند مستويات 0.9709.
إن ما أود الإشارة إليه أننا إن كان تعاملنا مع الأسواق على أساس متوسط وطويل الأجل يجب علينا النظر على ما كانت عليه الأسعار قبل خمس إلى عشر سنوات ولو نظرنا إلى فترة السنوات الأربع الماضية لوجدنا أن قمة الموجة الهابطة التي نحن لا نزال بداخلها بدأت في الربع الأول من العام 2009 وكانت حينها عند مستويات 1.3062 أي أن الأسعار الحالية تأتي على بعد 24.7 بالمائة من قيمة القمة المذكورة و 39.3 بالمائة من القمة الكبرى للزوج عند مستويات 1.6196 التي جاءت في الشهر الأول من العام 2002 ميلادية والتي بدأ الدولار الأمريكي انحداره منها أمام العملات الرئيسية.
حالة الذهبأغلقت أسعار أوقية الذهب الشمعة الشهرية الحالية عند مستويات 1773 دولارا كاسبة في تداولات الشهر الماضي ما قيمته اثنان وثمانون دولارا وهو ما نسبته 4.7 بالمائة من سعر افتتاح الشمعة المذكورة عند مستويات 1692 حيث صعد في الأسبوعين الأول والثاني ثم تباطأ في الثالث والرابع وقد كانت أعلى نقطة وصلها خلال الشهر الماضي كانت عند مستويات 1787 دولارا والتي ارتد منها إلى مستويات 1736 قبل أن يعود مجددا ليحقق بعض المكاسب والتي انتهت كما ذكرنا سابقا عند مستويات 1773 دولارا ليكون بذلك قد اخترق مستويات المقاومة الرئيسية المتمثلة بالخط الواصل بين قمة الشهر الحادي عشر من العام الماضي مع قمة الشهر الثاني من العام الحالي والتي تعتبر قمم موجات صاعدة على الإطار الزمني اليومي والتي التقى معها السعر في الشهر الحالي عند مستويات 1761 والتي أغلق فوقها بـ 12 دولارا وهو ما يعتبر اختراقا جيدا خصوصا وأنه تأكد بالإغلاق وليس الصعود فوقها، وما يدعم التوجه الصاعد فضلا عن الاختراق الحاصل أن الأسعار صاعدة وبزخم جيد من مستويات الدعم الرئيسي والمفصلي والواقع على مناطق 1523 دولارا مستهدفا مستويات المقاومة الرئيسية الأولى حاليا والتي تأتي عند مستويات 1825 دولارا للأوقية والمتمثل بأعلى إغلاق شهري بتاريخ أسعار الذهب يليها من حيث المقاومات على الإطار الزمني الشهري مستويات القمة الكبرى عند 1920 دولارا والتي لا أعتقد أن يكون اختراقها سهلا حيث سيواجه السعر بعض عمليات البيع عند تلك المستويات، ولكن ما يجب أن نشير إليه أن الشراء أيضا من المرجح أن يكون محموماً بسبب ضعف الثقة التي تتزايد يوما بعد يوم بالدولار الأمريكي وخصوصا بعد الإجراءات التي اتخذها أصحاب القرار السياسي والاقتصادي في الولايات المتحدة الأمريكية مؤخرا.
