واصلت الأحساء تحليقها في سماء العالمية بعد أن سجلت إنجازا عالميا جديدا للوطن بدخولها موسوعة «غينيس» للأرقام القياسية ،وذلك من خلال تسجيل رقمين قياسيّين جديدين، تمثل الأول في تحقيق أعلى نافورة راقصة متفوقة على النافورة الأمريكية، وكسرت الرقم السابق بفارق متر كامل، بينما جاء الرقم الثاني لصالح أكبر جرّة فخَّارٍ أبدعتها أناملُ حرفية من أبناء المحافظة.
جاء ذلك على أرض متنزّه الملك عبدالله البيئي بمدينة الهفوف الذي يحتضن النافورة العالمية والجرّة، فيما تسلّمت أمانة الأحساء شهادتي التفوّق من قبل القاضي التنفيذي في موسوعة غينيس للأرقام القياسية طلال العمر، الذي أعلن رسميا تسجيل الإنجاز العالمي، والذي يعكس المهنية والاحترافية التي تنتهِجُها الأمانة في تقديم خدماتها المختلفة، وكانت الأحساء قبل سنتين قصّت شريطَ الأرقام القياسيّة بتسجيل أكبر سلّةٍ على مستوى العالم.إلى ذلك، أكّد أمين الأحساء رئيس المجلس البلدي المهندس فهد بن محمد الجبير أن الإنجاز يُسجّل باسم المملكة أولا، وباسم الأحساء ثانيا، وهو بمثابة رسالة للعالم ،أن أبناء هذا الوطن لهم القُدرة على تحقيق مكاسبَ عالمية، خصوصاً وأن ذلك يأتي عِبر بوابة موسوعة غينيس، والتي اشتهرت بالمصداقية، كما أن هذا الإنجاز يعطي الوطن زَخَماً سياحياً، كما يتيح ذلك لملايين البشر الإطِّلاع على معالم المملكة، مؤكداً بأن النافورة جزءٌ من مكوِّنات متنزّه الملك عبدالله البيئي الذي يقوم برنامجه على إنشاء نموذجٍ لتحوّل بيئي في أكبر واحة نخيلٍ في العالم، لخفض درجات الحرارة تصل إلى 5 درجات مئوية.في حين يرى مدير مدير فرع الهيئة العامة للسياحة والآثار بالأحساء علي بن طاهر الحاجي، بأنّ المنتَجَين الفائزين يُعَبِّران عن أن الأحساء غنيَةٌ بالمقوّمات المتنوعة وما تكتنزه من إرث وتراكُمٍ تاريخيّ من الحِرف، وتسجيل الأحساء لهذه الأرقام القياسية في موسوعة غينيس العالمية، هو استشعار وطني لإبراز مقومات الأحساء بتوجيه من صاحب السمو الأمير بدر بن محمد بن جلوي محافظ الأحساء، وهي بلا شك من المنتجات السياحية التي أظهرت إبداع المسؤولين في أمانة الأحساء ،ومدى حرفيّتهم في تنفيذ المشاريع الخدمية، وسيكون إضافة قوية سياحياً تُعرِّفُ العالم بمعالم الأحساء، وستكون عامل جذب، كما يضع الإنجاز الأمانة في موقف التحدي لتنفيذ مشاريع أكبر مستقبلاً, وهي قادرة على ذلك، ونبارك وطننا الغالي بهذا الإنجاز. وأوضح صاحب فكرة تنفيذ الجرّة محمد بن عبدالعزيز العويفير، بأن الفكرة انطلق هدفها صُنع إنجازٍ حِرَفيّ يمثِّل بيئة الأحساء، وجاء هذا الإنجاز بتعاون الجميع وبدعمٍ وتشجيع من العائلة، مشيرا إلى أنه تم تنفيذ الفكرة بعد مراجعتها، لترسيخ سياسة الهويّة الوطنية بالمحافظة يُحفِّز الحرَفيِّين والمهتمين على مستوى أبناء المملكة، وظهرت الجرّة إلى النور بأناملً حرّفية أحسائية، وما يميّز الجرة أنها استحدثت رقماً جديدا في الموسوعة.
بدورها، اعتبرت الأستاذة المساعدة بالإدارة التعليمية بجامعة الملك فيصل الدكتورة ناهد الموسى هذين الرقمين إنجازا إبداعيا جديدا تمثّل في «النافورة الراقصة» التي استحقت من خلالها الأحساء اقتحامها وللمرة الثالثة موسوعة غينيس للأرقام القياسية، وفي فترات زمنية متقاربة، فهنيئا للوطن وواحته هذا الإنجاز، ونبارك لمحافظ الأحساء صاحب السمو الأمير بدر بن محمد بن جلوي وللاحسائيين، كما نُثمِّن جهودَ كلِّ من ساهم في هذا العمل الذي لم يأتِ من فراغ، مشيدةً بما قدمته أمانة الأحساء والجهات المشاركة كافة، موضحة، بأن هذا الفوز جاء متزامنا ومكمِّلا للنهضة والقفزات التي تشهدها المحافظة في عدة مجالات، وأن لا نكتفي بتواجدنا العالمي على خريطة غينيس، بل أن تكون هذه نقطة البداية والانطلاقة لاستثمار هذه المعالم لتكون الأحساء نقطةَ جذبٍ سياحي.
من جانبها، أشارت نائبة مديرة فتاة الأحساء فادية الراشد إلى أن الإنجازات القياسية تُسجّل باسم الوطن، وهي برهان على قدرتنا على الإبداع والمنافسة، اليوم نحتفل برقمين قياسيّين جديدين، وهما امتدادُ لأكبر سلّةٍ في العالم مصنوعة من الخوص التي دخلت موسوعة غنيس قبل سنتين بإشراف جمعية فتاة الأحساء ،ونفّذتها الأسر المنتجة ،حيث نفّذت السلة 56 فتاةً وسيدةً في 45 يوماً بمقاس 22 متراً، 11 متراً ارتفاع، 13 مترا استخدم في صنعها 20 طنٍ من الخوص ،وكان إنجازٌ على مستوى عالي لِما يتميّز به هذا العمل في كون جميع المحتويات والمكوّنات للسلة من المواد الطبيعية.
