DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

نزهــة فـي سبعة أيام

نزهــة فـي سبعة أيام

نزهــة فـي سبعة أيام
نزهــة فـي سبعة أيام
أخبار متعلقة
 
الفقيه الفيلسوف وعالم النفس الأول بالحُب: اليوم سأحدثكم عن فيلسوف فقيه، برأيي أنه سبق الفيلسوف الألماني الكبير «كَنْتْ» في «نظرية المعرفة» بقرون، وهو من قال: إن التقليد في الدين حرام، وألا معجزة ولا خوارق ولا اكتمال لأولياء ولا لكبار الحكام والعلماء، وقال: لا معجزة لنبي بعد وفاته. كان يؤمن بالعلم للعلم لا لمنفعة ولا لمظهر فنفع بعلمه كثيرا، وكان استلهاما للغرب لقرون في فهم المنطق والسبب. ملأ الأندلس والمغرب بعلمه وكتبه وبمذهبه، حتى لكأنه أمة وحدُه لا فرد من أمة.

ضاق علماءُ عصره وحكامه بصراحته وإخلاصه فشهروا عليه حربا قاسية ضروسا، وحرقوا كتبه، واضطهدوه شر اضطهاد، وصبوا عليه أنواع النكبات، ومختلف المتاعب. فابنُ حزمٍ يأبى أن يكون مقلِّدا فهو أوضح مثال للعالم للمنافحة والثبات في مسألة احترام عقله، ويرى أن العقلَ وسيلة تفكير من واجبات كل مسلم, وأنك لو تصفحت في كتب ابن جزم لوجدت أن فكره يدور حول الثورة على التقليد فهو يقول : «التقليدُ حرام ولا يحل لأحد أن يأخذ بقولٍ من غير برهان..».  كان ابن حزم يرى في التقليد بدعة ويستدل على ذلك بآيات من القرآن الكريم، وتقرأ له الآتي : «فليعلم من أخذ بجميع قول أبي حنيفة وجميع قول مالك أو جميع قول الشافعي أو جميع قول أحمد بن حنبل (رضي الله عنهم) أنه قد خالف إجماع الأمة كلها من آخرها واتبع غير سبيل المؤمنين..» ورأى ابن حزم أنه حتى العامَّي ـ يعني اللي مثلنا ـ ليس له أن يقلد أحدا فلا يقبل قولا إلا بدليل، ليكون اتباع الناس للدليل لا للشخص. ومن النظريات الفكرية التي عمل بها «ابن حزم» نظرية المعرفة ـ أو هكذا أعرف ـ في فصل من كتاب له بعنوان «الفصل في الملل والأهواء والنِحَل» وهي التي تجيب عن الأسئلة التي طرحها فلاسفة اليونان من قبل وعرضها هو بطريقة السؤال المباشر : «كيف نعرف الأشياء ؟ وماذا نعرف عنها ؟ وما الدليل على صحة هذه المعرفة ؟» وتناولها تناولا إبداعيا بالتفسير والتدليل، ثم سكت عنها حيرةً الفلاسفةُ حتى جاء فيلسوف الألمان «كنت» في أواخر القرن الثامن عشر للميلاد وبوّبها وتفنن في إخراجها وتعميق معانيها وضرب الأمثلة باشتقاقاته العقلية الصعبة حتى سلـّم مفكرو العالم بأن من وضع نظرية المعرفة هو «كنت» بينما برنارد لويس والدكتور عمر فروخ وهما مرجعان بحثيان في الفكر الإسلامي نسبا الفضل لابن حزم. قبل أن ينتهي هذا اليوم علي أن أخبركم بأن أجمل ما قيل في «علم الحُب» كما قال «زردواث» هو ما كتبه صاحبنا «ابن حزم الأندلسي» في كتابه الذائع الصيت «طوق الحمامة في الأُلفةِ والآلاف».. وبرأيي أنها دراسة نفسية هي الأولى من نوعها في التاريخ للحب، وشيء آخر.. كان ابنُ حزمٍ طبيبا موسوعيا!اليوم الثانيتزاعل مع والده .. وضرب الحظ معه!وتسألني الأستاذة خولة البوعلي ـ وهي مصرفية من الامارات ـ فتقول: كتبت في مقالة عن مسلمي بورما أن البوذية في الأصل تدعو للسلام وأنك تتعجب من انهم يذبحون المسلمين، هل شرحت لي ما هي بالضبط البوذية ؟ ولم تعجبت من كونهم سفاحين؟ وأجيب الأستاذة خولة : إنني لم أقل أتعجب، بل قلت : أستنكر أن الديانة أو الفلسفة البوذية التي تدعو للمحبة والأخوة والسلام والهدوء الأرضي يقوم رهبانها المتنسكون بأنفسهم بذبح المسلمين، لذا طالبت بإعداد رسالة من قادة الأمة الإسلامية للداي لاما المرجع الأكبر للبوذية. والبوذية باختصار شديد يا أستاذة خولة ـ ولا يهونون بقية القراء ـ يدين بها أكثر من 700 مليون من شعوب آسيا على الأقل، وأساس العقيدة البوذية قائم بشكل رئيس ومحوري على الإيمان بتناسخ الأرواح، فكل روح تسير بدورة هي دورات الولادة والموت فولادة فموت .. بلا نهاية، وأن أساس كل الآلام في الحياة وأسبابها ومسبباتها إنما هو سيطرة الشهوات على الكيان الجسدي البشري، فالبوذية إذن تدعو إلى قمع الشهوات باتباع طرق شاقة ومحددة ومتصاعدة في العبادة لإهلاك الحس الجسدي حتى يسيطر تماما على شهواته، ثم تنفتح لها معارج الصفاء الفكري والروحي والسعادة الأبدية «النرفانا». أما كيف يكون ثواب الصالحين بمقياسهم : فهو أن روحه تعود للحياة فتتجسد في أفضل الناس وأرقاهم وأثراهم وأحسنهم، وأما عقابُ المذنبين من البوذيين الذين يخطئون ويرتكبون الذنوب فهو أن أرواحهم في الحياة المقبلة فتتجسد في شكل أفعى أو صرصار أو حقير صعلوك أو مجنون أو قرد أعرج!  وأما استنكاري على الكهنة السفاحين المجرمين الذين أراقوا دماء المسلمين في مينامار فقائم على أهم مبدأ من مباديء عقيدة البوذية الذي يقول : « إن الحياة مقدسة، حياة كل مخلوق يدب في الأرض مقدسة على الإطلاق، فلا يجوز أبدا قتل إنسان ولا ذبابة ولا دوس حشرة» .. ويحق لك أن تسأل: طيب ليه ايها البوذيون؟ فسيكون الرد كالآتي : «.. فلعل روح أحدها جد جدك!»، ومؤسس البوذية أميرٌ شاب صغير من شمال الهند تزاعل مع أبيه ذي النفوذ العظيم الذي كان هندوسيا، وجلس تحت شجرة بعد أن أضناه المشي في الصحراء فتنوّر بعقيدة السلام والسكينة، ثم ضربت معه وانتشرت العقيدة الجديدة انتشارا خرافيا في حياته وطبعا بعدها.. وسميت العقيدة باسمه فهو غير اسمه إلى بوذا أي «الشخص المستنير»، وأشكرك يا أستاذة خولة على تفضلك بالسؤال.  اليوم الثالث:من الشعر الأجنبي .. ترجمتي بتصرف : «ليتني سمكة»انتشرت في أمريكا نوادي الشعر وراجت، وفيها يلتقي الشباب من محبي الشعر ويخترعون أنماطا جديدة من الشعر، مثل هذا الشاعر الذي اسمه «إل. أركار» وكتب قصيدة غرائبية رومانسية مرحة معا.. إليكم هي: Oh how I wish I was a fish to swim in the deep blue sea. I would swim up and down and all around in laps of two or three. There would be no rules to follow, all fun down here. On land rules are trouble, a real pain in the rear. Humans are not wanted down here and for them you must always look. For they only want to see us fish dangling from their hook. A sea full of wonder, yes that›s the life for me. Oh how I wish to be a fish and one day soon I›ll be آه ، يا ليتني سمكة .. تسبح عميقاً في البحرِ الأزرق.. كيفي! أسبح واقفا، ونازلا، ومتقلبا، وأدور مرة أو اثنتين.. لأن لا قوانين تحكمني، ولا يملي تصرفاتي أحد.. ففي البرّ القوانين موضوعة من البشر متى أطعناها ضاع المرحُ، في البرِّ زهرةُ الحبّ تصير شوكة.. لذا نحن الأسماك، لا نرحب بالبشر في أعماق البحار.. لأنهم يعلـِّقون قلبَ المحبِّ مثل سمكةٍ في صنـّاراتهم.. فتنتفضُ القلوبُ ألماً، فتهجرُ الحبَّ أملاً في أنفاس الحياة.. في أعماقنا هنا الحبّ كل البحر، حبٌّ بلا مدى.. وفي برّكم مُدى بلا حبّ.. عالم البحر بعجائبه عالمي، لذا في يومٍ ما.. سأصير سمكة!اليوم الرابعلو سألتكم ما أكبر مصدر للأكسجين على الأرض؟أعرف ما ستقولون : إنه الشجر، أو الغابات المطرية، مع أن أجابتكم صحيحة .. لكن قد لايطرأ على أذهانكم أن أكبر مصدر للاكسجين على الإطلاق : الطحالب! نعم، الطحالب والأعشاب البحرية تطلق الأوكسجين جراء فضلات حيوية بتفاعل التكوين الضوئي ما يسمى مصطلحا بالإنجليزية»Photosynthesis» وحجم الخارج الأكسجيني منها يزيد على كل أشجار الأرض مجتمعة، بل إن الطحالب من فجر تكون الأرض هي المكون الرئيس للنفط والغاز، ومن الحفريات القديمة وجد أن الطحالب قد تكون أقدم كائن حي على الإطلاق، حيث حسب عمر الطحلب الأزرق منها بحوالى 3,6 مليار عام. كانت الطحالب الدقيقة تُحسب من مملكة النبات، إلا أن العلماء صنفوها فيما بعد من حيث تركيبها الخلوي من مملكة البكتيريا. ومن المعروف أن الأعشاب البحرية والطحالب تؤمن أقوى مادة غذائية تزيد قوة المناعة في أجسادنا، ولم تكن هذه المعرفة جديدة، فقد عرفتها حضارة الأزتك في جنوب أمريكا، وحضارات السواحل في أفريقيا وحتى في وسطها، فهي تغذي فعالية أداء الجهاز المناعي لدينا بما تحفزه في أجسادنا من تحفيز انترفورونات البروتين، وهي خط الدفاع الأول ضد الفيروسات الغازية وضد خلايا الأورام السرطانية. ويدرس علماء المستقبليات إمكانية زراعة الطحالب في الأراضي غير الغنية بالغذاء والأسمدة بتدوير المياه المالحة والمستخدمة وحتى الملوثة، فالطحالب لديها القدرة لتنقيتها. كما أنها ـ بالطبع ـ لا تنهك الأرض فالأرض أساسا غير صالحة للزراعة .. وستكون فائدتها عظيمة في تنقية الأجواء الملوثة وفي الاستخدامات الطبية.. فهل يعمل علماؤنا شيئا مع من يعلمون؟ لم لا؟!اليوم الخامسالحضارم .. مرة أخرىوجاءني ردٌ من السيد عبد المنعم بلفقيه، مفكر أندونيسي من أصل حضرمي كما أخبرني في رسالته المكتوبة بإنجليزية علمية دقيقة، ردا على ما قلته عن سيطرة العمانيين على الملاحة في القرنين الثامن والتاسع عشر، لما تكلمنا هنا عن اللغة السواحلية أنقلها لكم للعربية: « أذكرك بأني أعرف العربية لكن كتابتي فيها غير ملائمة، لذا فأنا مضطر أن أكتب لك بالإنجليزية، وسامحني على ذلك إن كان هذا يشكل لديك فارقا. كما أذكرك أولا من ناحية تاريخية انثروبولوجية أن الملاحَ العربي «شهاب الدين أحمد بن ماجد» الذي كان يعيش في العام 1498 للميلاد، الذي استفاد منه البرتغاليون معرفة المسالك البحرية في المحيط الهندي، أقول: إن هذا الملاحَ العظيم ينتمي لقبيلة «آل ابن ماجد»  من ظفار، وهم انتقلوا في الأصل من منطقة تريم الحضرمية في أواخر القرن السادس هجري. كما أُرْجِعُ الفضل لاسم خطير في الملاحة البحرية في القرن الثالث عشر الهجري ـ يعني من قريب ـ هو الربان المشهور أول من فتح خطا بحريا جديدا لأن الهولنديين منعوه من الملاحة بالمسالك المعروفة، وأبحر من «سورابابا» في أندونيسيا إلى المكلا في حضرموت، ثم إلى ميناء جدة في العام 1284هجري، وأود أيضا أن أذكرك مع أنه عاش وتدارس مع حضارمة إلا أنه كان من نزلاء عرب البحرين المهاجرين إلى أندونيسيا واسمه الشيخ : «اسماعيل المعيني»، وصدف أن أجرى اختباراً لمعارفه الملاحية أمام لجنة خبراء الملاحة الأوربيين، فساألوه كي يمنحوه رخصة استحقاق كربّان بحري فأجاب عن جميع أسئلتهم، ثم توجه لهم هو بأسئلة.. ولم يستطيعوا الإجابة عنها، ووقفوا له اعترافا بالتفوق والكفاية. هي مجرد معلومات من رأس رجل عجوز لعل فيها ما يفيد». «المخلص: ع بلفقيه»اليوم السادسأكبر دولة تستورد الموتَ لشعبهافي الصين الضخمة منطقة صغيرة جدا ليس بها إلا أربع قرى فقط، لكنها أكبر مقبرة الكترونيات في العالم .. كم شاحنة تتصورون تأتي لتنزيل الأجهزة الالكترونية التي انتهت أعمارها في المقبرة يوميا ؟ رقمٌ كبير، كل يوم على الأقل 200 شاحنة. طيب، وكم عامل يشرفون على عزل وتصنيف هذه الكميات الضخمة من الأجهزة الالكترونية المنتهية الصلاحية، رقم صاعق فعلا : 200 ألف عامل، لكن هؤلاء البؤساء ربما هم من أقل الناس حظا في العالم، فهم معرضون يوميا وعن قرب لمختلف الإشعاعات القاتلة، حسب المصادر الطبية أكثر من 90 بالمائة منهم مصابون بأمراض خطرة، وربما مميتة. أما كمية مادة الرصاص في دماء أطفال المنطقة فيفوق نسبته 50 بالمائة أعلى من الأطفال في أعمارهم خارج المنطقة، بفعل الشرب من مصادر المياه الملوثة بالأشعة والمخلفات المعدنية .. وهذا كي تعرفوا الصين، وكيف تبني صناعاتها وثرواتها الاقتصادية بعيدا عن استشعار القيمة الحياتية للإنسان، بل إن هذا الركام من البضاعة الخطرة هو ما تشتريه الصين من كامل المخلفات الالكترونية من أمريكا وكندا واليابان بمعدل يفوق المليون طن سنويا، ما يؤدي إلى سفك صحة جماعية. هذه هي الصين، وأقرأ كتابا عن أسرار الصناعة الصينية وانتشارها حول العالم وتهديدها المباشر على التوازن الأرضي .. وسيأتي يومٌ أحدثكم عنه. المهم ألا يكون الصينيون يبعون لنا منتجاتٍ مدوّرة من مقبرة الموت!اليوم السابعمن أروع شاعرات العرب في القرن العشرين الفلسطينية «فدوى طوقان» فلها قصائد ملتهبة بالحماسة الوطنية ولها قصائد عاطفية تربت مباشرة على الأفئدة والنفوس، ومنها أبيات اخترتها لها، تصف فيه الحب: بلي، بلى، لا شيء يبقى لنا.. لا نجمَ، لا نغمةْ لا ظَلَّ، لا نسمةْ ترفُّ في صحرائنا المـجـدبـةْ بلى، بلى، لا شئ، لـــــكـــنّما يا تعْـسـَنا، يا فقرَ أيــامــِـنــــا إذا انطوي العمرُ، ولم تحترق أرواحُنا في لهَبِ التجربةْ!ألقاكم في الجمعة القادمة على خير إن شاء الله