فإذا كان ابن وزير دفاع ممن كان في مراكز حساسة في الحرس الجمهوري يغادر هو وعائلته أو طيارو القوات الجوية الذين لا توجد بينهم وبين أركان النظام أي مودة، فهذا يدل على أن سوريا كانت مفكّكة قبل قيام أي تظاهرات أو الادعاء بأن هناك أيادي خارجية. فحتى مَن تبجّح بإسقاط الطائرة التركية بواسطة الدفاع الجوي قد لا يعلم بأنه لو كان هجوم جوي منظم فإن أول طائرة ستقترب من الأراضي السورية هي طائرة تشويش وطائرة هجوم. وحسب ما اعتقد برأي متواضع, هو أن الطيار التركي لم تكن لديه أوامر بالاشتباك وهذا أمر طبيعي بالنسبة للطيارين إذا كانت الدولة ليست في حالة حرب.
فسوريا الأمس وسوريا اليوم لا توجد لديها أنظمة مراقبة جوية محمولة أو أنظمة قيادة وسيطرة متقدّمة. وكذلك لديها عجز في أساليب الإمداد والتموين وأسلحتها روسية قديمة ومن النوع الثابت مثل المضادات الأرضيةولا أستبعد أن الطائرة لم تكن محمّلة بالسلاح بصورة كاملة، وهذا أمر طبيعي أيضًا للطائرات الحربية إذا لم تكن في حالة حرب، بل إن التصرّف من الطيار قد يكون مخالفًا لأوامر قيادته اقترب أكثر مما هو مخطط له وهذا شيء يحصل في كثير من الأحيان وقد يفسّر ذلك ردة الفعل التركية غير الحادة. فسوريا الأمس وسوريا اليوم لا توجد لديها أنظمة مراقبة جوية محمولة أو أنظمة قيادة وسيطرة متقدّمة. وكذلك لديها عجز في أساليب الإمداد والتموين وأسلحتها روسية قديمة ومن النوع الثابت مثل المضادات الأرضية. فالسلاح الروسي المتحرك مثل الطائرات ضعيف جدًا مقارنة بالأسلحة الغربية. وهذا ما يجعل إسرائيل تبتسم لأنها رأت منظومة عسكرية عربية تتفكّك دون أن تدخل في حرب أو تخسر جنديًا. وكذلك فإن ستخدام النظام السوري آلة الحرب ضد شعبه هو بمثابة دعاية مجانية لإسرائيل لكي تخبر العالم بأن السلاح السوري موجّه ضد الشعب الأعزل وهذا يضع العرب بأكملهم في حرج مع العالم الخارجي. وكذلك إن ما يحدث في سوريا يجعل العالم الغربي يضع مقارنة بينه وبين إسرائيل ويصبح رأيه مواليًا لإسرائيل أكثر منذ قبل.. فالعالم ليس لهم إلا الظاهر. فهم يرون آلة عسكرية سورية تقتل رجالًا ونساءً وأطفالًا ليس لهم حول ولا قوة.