كثير من الشركات والمؤسسات الاقتصادية والاجتماعية لا تكترث لقيمة وأهمية الاستشارات الأمنية، وذلك يمثل مصدر خطر محتمل ومؤكّد على المدى القصير لانطلاق أعمالها، فمع تطور الحياة وتقنياتها ونمو بيئات الأعمال ترتفع معدّلات الخطورة من أي سلوك إجرامي قد يستهدفها، وأضرب مثالًا بسيطًا على ذلك، مع تطوّر النشاط المصرفي ظهرت أجهزة الصراف الآلي كتقنياتٍ عصرية لخدمة المستفيدين، ولكنها تعرّضت لكثير من عمليات السلب وصل حد اقتلاعها للسطو على موجوداتها النقدية، وهنا يبرز دور الاستشارات الأمنية في اختيار أفضل المواقع بمنظور أمني يوفر الحد المناسب لتأمينها.
كثير من الشركات والمؤسسات الاقتصادية والاجتماعية لا تكترث لقيمة وأهمية الاستشارات الأمنية، وذلك يمثل مصدر خطر محتمل ومؤكّد على المدى القصير لانطلاق أعمالها، فمع تطور الحياة وتقنياتها ونمو بيئات الأعمال ترتفع معدّلات الخطورة من أي سلوك إجرامي قد يستهدفها
وذلك ينطبق على كثير من المنشآت الاقتصادية التي ينبغي أن تتعامل مع الاستشارات الأمنية كضرورةٍ استراتيجية، بدءًا من التخطيط الإنشائي وانتهاء بوضع مسؤولي الحراسات المدنية، وللأسف هناك اعتقاد بأن مؤسسات الحماية المدنية هي خلاصة تأمين المنشآت، وذلك غير صحيح، فالعملية الأمنية المدنية تتعلق بجميع تفاصيل العمل بحيث يتم توفير بيئة عملٍ آمنة تشمل حتى النظام الإلكتروني، لأن الاستشارات هدفها النهائي التعامل مع جميع أشكال الاختراق الأمني لمنظومة العمل في المنشآت. وفي الدول المتطورة يتم التعامل مع هذه الاستشارات بمهنيةٍ وتقدير أكثر، فهي جزء أساسي من العمل، وليس بالضرورة أن تكون ضمن إدارات الهيكل التنظيمي للمؤسسات والشركات، وإنما هي بمثابةٍ إدارة في الظل بحيث لا يحدث ارتباك لأطقم العمل الذين ينبغي أن يعرفوا أن هذه الاستشارات موجودة لتوفير أكبر قدرٍ من الأمان في بيئة العمل وحمايتهم من أي أعمال عدائية تستهدف مصدر رزقهم، ولذلك فإنها لا تقل أهمية عن أي إدارة أساسية غير أنها ليست مما ينص عليه في لوائح وأنظمة العمل. ينبغي على مسؤولي المنشآت والشركات والمؤسسات إعادة النظر في وضع الاستشارات الأمنية واستصحابها في أي مشروعات جديدة وتقييم القديمة أمنيًا، فهذه الاستشارات تتعامل مع متغيّرات غير منظورة لدى كثير منهم، وهدفها النهائي توفير بيئة عملٍ آمنة، تشمل أمن المنشآت بصورةٍ كاملة ومتكاملة، بحيث يغطي بذلك حتى التقنيات المستخدمة والعوامل النفسية والسلوكية للموظفين وقياس مستويات أدائهم بحثًا عن أي ثغراتٍ قد يأتي منها اختراق يضر بالعمل، ولا شك في أن أي مسؤول أو صاحب عمل يتطلع للطمأنينة لمقر العمل والموظفين وذلك لن يحدث بصورةٍ نموذجية دون دور حقيقي للاستشارات الأمنية التي آن الأوان لأن تجد حظها من التقدير والاعتبار في ظل التطور التنموي الذي نعيشه.