قرأتُ، قبل أسابيع، خبراً عن ورشة عمل لتدريب سائقي سيارات الأجرة على كيفية التعامل مع السياح، نظمها ( فرع الهيئة العامة للسياحة والآثار بمنطقة تبوك ) قلت : «مبادرة طيبة»، وتمنيت، أولا، أن تتوافر لدينا خدمات تاكسي متطورة في القرى والمدن، حيث يتصل الراكب برقم هاتف موحد، فيحصل على تاكسي بعد دقائق قليلة، وتمنيت، ثانيا، أن تنتشر ورشٌ مماثلة في كل المناطق لتدريب سائقي الأجرة على كيفية التعامل مع الركاب، سواء كانوا سياحا أم مواطنين ومقيمين، لكن قد يكون هذا المشروع من اختصاص إدارة المرور، أو أية جهة أخرى لها صلة بالنقل والمواصلات.
تمنيت، أولا، أن تتوافر لدينا خدمات تاكسي متطورة في القرى والمدن، حيث يتصل الراكب برقم هاتف موحد، فيحصل على تاكسي بعد دقائق قليلة، وتمنيت ثانيا، أن تنتشر ورشٌ مماثلة في كل المناطق لتدريب سائقي الأجرة على كيفية التعامل مع الركاب
الحديث عن سائقي التاكسي ذو شجون، وفي زيارة سياحية إلى بلد عربي، أقلَّني من المطار إلى الفندق سائق شاب سألني : إلى أين ؟ قلت : إلى الفندق الفلاني. في الطريق بدأت أسئلته تتدفق، لكن المسافة من المطار إلى الفندق قصيرة، لذلك حرصت على أن أكون لبقا. أجبت عن بعض أسئلته، وتجاهلت أسئلة أخرى. أدركت من كلامه، ومن الصور والرسومات والعبارات المخطوطة في سيارته أنه «صاحب قضية» أكثر من كونه سائق تاكسي. عندما وصلنا إلى الفندق التفتَ إلي وقال : « عندي لك فندق أرخص»! بدا لي الاقتراح مضحكا فقلت : «حجزت في هذا الفندق ببطاقة الائتمان، فهل ستدفع الرسوم المترتبة على إلغاء الحجز؟» يبدو أن كلامي لم يعجبه. وددت أن أقول له : « أنت سائق تنقل الراكب إلى الجهة التي يقصدها وكفى»! لكني تراجعت. في بلد عربي آخر، كان السائق كهلا. اتفقنا معه على مبلغ «محترم» لتنقلاتنا اليومية المحدودة، لكنه نقض الاتفاق بعد ذلك، وكعادة السائق العربي «الشقيق» بدأ يمارس وصايته. تقول له : اذهب شمالا فيأخذك يمينا، لأن (اليمين) الذي يأخذك إليه يدفع له نسبة عن كل سائح. تلك شطارة وفهلوة سياحية مزعجة. طبعا لا يوجد ما هو أفضل من العدَّاد لحسم أي خلاف يتعلق باحتساب الأجرة، وفي كتابه المعنون بـ ( تاكسي : حواديث المشاوير ) ينقل لنا الأستاذ خالد الخميسي الحوار التالي : «طب يا سيدي حتاخد كام لغاية المعادي؟».. يجيب السائق : «افرض إني قلت حاخد قد كده، وانت ناوي تدفع لي أكثر .. ده رزق يا أستاذ»! أخيرا يقرر الراكب أن يعطي السائق 15 جنيها.. فيضحك السائق قائلا : «طَبْ تصدق بالله أنا كنت ح أقول عشرة «! وهكذا سيبقى الحوار بين الراكب والسائق يتمحور حول (الرزق) في غياب العدّاد! ختاما، يقول أحد الأصدقاء : «عندما أستقل سيارة أجرة، ويكون السائق وافدا أختار المقعد الخلفي، وعندما أحاسبه أعطيه قيمة المشوار وإكرامية، وحين يكون السائق سعوديا، أختار المقعد الأمامي، وأخجل أن أقدم له إكرامية. يوجد أكثر من تفسير لذلك السلوك، لكن المساحة لا تتسع لذكرها، لذلك أتركها لاجتهادات القراء الأعزاء.