بعد الأب عن وظيفته الأساسية في رعاية الأسرة والأبناء والاعتماد على الأم التي تعتمد بدورها على الخادمات المسمار الأول في نعش المجتمع وانهياره، وبعض الأسر تنتهج التربية الصارمة دون مبرر ، ناهيك عن الحرمان العاطفي الدافع الأكبر للهروب مع ملاحظة أن أكثر الهاربات في سن المراهقة السن الذي في أمس الحاجة للإشباع العاطفي الكامل من الوالدين والأسرة ، فإن حرمن منه فسيبحثن عن بدائل .
وجوب تقوية العلاقات الأسرية وبمعنى آخر يجب تفعيل دور الآباء والأمهات داخل الأسرة ، وكذلك تفعيل دور المؤسسات التربوية والتعليمية ، والاجتماعية ووسائل الإعلام قبل أن نخسر المزيد من زهرات الربيع ، وقبل أن تعبث بهن رياح الخريف لا قدر الله .
حياة متقلبة أو بركانية وشباب يعيش البركان والمتغيرات ، ويفتقر للأمان ، ولأنه يفتقدهم يلجأ للعصيان بكل أشكاله وأوله التمرد على القيم والمبادئ والأخلاق فوضى تربوية وعشوائية مدمرة ، بالإضافة إلى غزو الثقافات المختلفة للبيوت عبر الوسائل التكنولوجية ، وأهمها الانترنت وبعض الفضائيات وبرامجها الهابطة ، ورغبة الفتيات في المحاكاة والتقليد الأعمى، ومع غياب الرقابة يكون التأثير قوياً ومباشراً ، فتنشأ علاقات عاطفية عبر الانترنت تشجع على الانحراف وتسهل الهروب ، بالإضافة إلى الصحبة السيئة . وللمجتمع المنحاز للرجل اليد الكبرى في هروب الفتيات ، حيث تعيش الفتاة الكبت والضغوط ، فتشعر بالظلم للتفريق بينها وبين أشقائها الذكور بوضع حد معين لها لا يمكن تجاوزه « خط أحمر» ويفتح الباب على مصراعيه للذكر ، معاناة داخل مجتمع ذكوري منحاز للرجل ، في هذه الحالة إما أن تعيش التقوقع في ذاتها والتشرنق بشرنقة اكتئابها هاربة من الواقع ، أو رافضة لكل القيود فتهرب انتقاماً لنفسها ، وانتقاماً من والديها . ومن الأسباب انفصال الأبوين وقسوة زوجة الأب أو زوج الأم ، وكذلك الدلال الزائد والحريّة المطلقة مع انعدام الرّقابة وغياب القدوة . لا زلت أذكّر بأن التربية والتنشئة الإسلامية الحل الوحيد للقضاء على المشكلة ، وكذلك ضرورة وجود القدوة الطيبة في الأسرة ، ومراقبة الصحبة ووسائل الاتصال «الانترنت» «والفضائيات» «والجوال» ووجوب تقوية العلاقات الأسرية وبمعنى آخر يجب تفعيل دور الآباء والأمهات داخل الأسرة ، وكذلك تفعيل دور المؤسسات التربوية والتعليمية ، والاجتماعية ووسائل الإعلام قبل أن نخسر المزيد من زهرات الربيع ، وقبل أن تعبث بهن رياح الخريف لا قدر الله .