شبابنا والصيف عنوان كبير للفراغ الطويل والممل الذي يطول في كل عام فيغرس مخالبه الحادة في نفوس شبابنا المأزومة وليس ثمة حل. ذلك الفراغ الذي لم نملأه بالأنشطة والبرامج المفيدة فملأه الشباب بكل ما يضرهم في حاضرهم ومستقبلهم وحين تتوالى النتائج بأخطاء فادحة من شبابنا نتباكى على اللبن المسكوب. في بدء إجازة طلابنا هذا العام كنت أنتظر في أحد مراكز التسويق وإذا بشاب يسلم بحرارة على صديق يبدو أنه لفترة لم يلتق به ويدعوه إلى الانضمام معهم في الاستراحة ولكي يرغبه أكثر قال له (راح تعجبك الجلسة فيها فلان وفلان وفيها شيشة وبلوت وبلاي ستيشن و .. و .. ).
قد نلوم شبابنا في كتاباتنا الصحفية وفي خطبنا ومحاضراتنا المنبرية نجلدهم بسياط حارقة نوجّه أصابع الاتهام لهم نحذرهم ونحذر منهم لكننا لا نقدم الحلول وحتى لو قدّمنا الحلول لا نجد الجهات التي تنفذها وحتى لو وجدنا جهات معنية تنفذها فسيكون تنفيذًا مبتسرًا وتقليديًا يركّز على فئات محددة قليلة ببرامج غير جاذبة وغير مبتكرةوفي تقديري أن هذا الترغيب من الشاب لصديقه ليس جديدًا وأن المميزات الشبابية في جلستهم ليست فريدة أو خاصة بجلسة دون أخرى فلك أن تتخيل أن مئات بل آلاف الاستراحات بطول الوطن وعرضه في غالبها هي مستنسخة من تلك الاستراحة يمارسون فيها قتل أعمارهم بتزجية أوقاتهم فيما لا يفيد وإحراق زهرة شبابهم بالعادات السيئة على صحتهم في السهر وتدخين السجائر والشيشة التي قد تتحوّل في حالة ضعف إلى تعاطي المخدرات. وفي جانب آخر فلا يخفى أن معدلات الجرائم والمشاكل التي يثيرها الشباب ويكونون سببًا فيها تزداد بشكل ملحوظ في الإجازات خاصة في إجازة الصيف. قد نلوم شبابنا في كتاباتنا الصحفية وفي خطبنا ومحاضراتنا المنبرية نجلدهم بسياط حارقة نوجه أصابع الاتهام لهم نحذرهم ونحذر منهم لكننا لا نقدم الحلول وحتى لو قدمنا الحلول لا نجد الجهات التي تنفذها وحتى لو وجدنا جهات معنية تنفذها فسيكون تنفيذًا مبتسرًا وتقليديًا يركّز على فئات محددة قليلة ببرامج غير جاذبة وغير مبتكرة. الجهات المعنية بالشباب مسؤولة والجهات الخاصة مسؤولة والمجتمع بكامله مسؤول عن هؤلاء الشباب ولا ينبغي أن يتنصل أحد عن دوره لأن الأمر يتعلق بشباب الوطن الذين هم عماد المجتمع وكيف ستكون خيمة المجتمع حينما يكون عمودها ضعيفا متهالكا قد نخره السوس. وإذا لم تنتبه الجهات المسؤولة لهذا الأمر المهم فستستمر دعوات الشباب لبعضهم البعض للانضمام الى الاستراحات لتتسع البقعة القاتمة لتغطي أكبر مساحة من شبابنا ولا تسل بعد ذلك عن خيمة بلا عمود .