الأحد الماضي .. كنت مع فريق «اليوم» في مكتب الدكتور شويش الضويحي وزير الإسكان، أسرني الرجل بتواضعه وبعده عن الإعلام وقربه من الانجاز، كونه يتربع على أهم وزارة نشكو منها، وأسرني أيضا، لان ما اطلع عليه الوفد مبهر ومطمئن لنحو 500 ألف وحدة سكنية، ستعطى تباعا لمستحقيها.
لكن اثارني الوزير الشاب خريج جامعة كرانفليد لموقفه من ان بعض وسائل الإعلام متسرعة في حكمها، وهو لا يعني وزارته الحديثة بالتأكيد، بل على الضجيج الدائم على وزراء الخدمة المتعددين.
أما يوم الاثنين الماضي، فقد صدرت توجيهات المجلس الموقر»على المعاملة المتعلقة بتجاوز بعض الكتاب والصحفيين وادعاء أمور غير صحيحة فيما يتعلق بأعمال بعض الوزارات الخدمية»، وحقيقية الأمر أنني لا أجد مبررا لهذا الحنق من وزراء الخدمات لما يوجه لهم من نقد، فالدولة ـ حفظها الله ـ تغدق مليارات الريالات على الوطن والمواطن، إلا أن المشاريع تنفيذها أقل من المتوقع وبطيئة، بل إن حتى العقود العالمية لا تنفذ بطريقتها الصحيحة، وأما العقود الداخلية فهي مغارة في مغارة وحدث ولا حرج.
وكما هناك وزراء خدمات، هناك كتاب خدمات، وما هو في الواقع هو في الصحافة، فالمواطن ليس معزول عن العالم، يسافر، ويطلع ويقارن، بيننا وبين أقرب دوله، ويدرك الوضع تماما، وفي أحيان يصل الى مقارنة مخجلة بيننا وبين الآخرين.
الى درجة ان سقف الطموحات لديه بدأ في عده التنازلي، أو كما عبر عنها جاري في المكتب والصفحات وأشياء أخرى الأستاذ محمد البكر السبت قبل الماضي» للأسف الشديد فقد تقلصت طموحاتنا كمواطنين في مجرد افتتاح نفق أو سفلتة شارع أو زراعة شجرة أو إنارة حي. طموحات مخجلة لمواطني بلد يسبح فوق بحار من الخيرات، فالوظيفة البسيطة أصبحت طموحا، وإنهاء معاملة في دائرة حكومية أصبح طموحا، والسير في طريق بلا معوقات بات طموحا، وتجاوب حماية المستهلك نعتبره انجازا، وقس على ذلك الكثير من البدهيات وهوامش الأمور».
بيد أنني لا أكتب عن البكر شخصيا، لكن أكتب عن سقف الطموحات المتواضع ولا أكتب عن الوزير الضوحي، لكن أكتب عن سقف طموحات متعددة، أحدها كبير كالإسكان، والتعليم، والتوظيف، والآخر، خدمي بسيط كطريق، أو طابور ما، أو معاملة عادية، لو دقق أي وزير على أداء موظفيه لأراحنا وارتاح.
طموحنا هو طموح قيادتنا، خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي عهده، بأن يكون هذا الوطن في رخاء ، والمواطن في رخاء. طموحنا معالي الوزراء أن نفتخر يوميا بمنجز هذا الوطن واشراقته الدائمة، والسعي الحثيث لرفعته.