وإنهاء معاملة في دائرة حكومية أصبح طموحا ، والسير في طريق بلا معوقات بات طموحا ، وتجاوب حماية المستهلك نعتبره انجازا ، وقس على ذلك الكثير من البديهيات وهوامش الأمور. تُرى من أوصلنا إلى هذا الحال ومن ساهم في اختزال طموحاتنا رغم كل ما نملكه من خير وموارد طبيعية واقتصاد مزدهر ؟! سؤال قد تكون إجابته متباينة بين الناس ، لكن الأغلبية تُجزم بأن الوزراء أنفسهم هم السبب وراء هذا الاختزال وإلا كيف نحسب بعض المشاريع الخدمية على أنها إنجازات يشار إليها بالبنان،وغايات تتحقق كالأحلام في الوقت الذي يشاهد معظمنا مشاريع أكثر كفاءة وجودة وأهمية في دول لا تملك نفس إمكاناتنا أو خبراتنا ومواردنا يتم تدشينها بلا تطبيل أو تزمير. الأمناء والمدراء العامون في المناطق يتحملون جزءًا كبيرا من هذا الاختزال ،وهذا الوضع المؤلم ، فهم الذين يتركون المقاولين يعبثون في مشاريعنا ،وهم الذين يضعون مواصفات أقل جودة وكفاءة ، وهم العالمون بما يدور في إداراتهم ،ولهذا فهم أولُّ من يتحمّل مسئولية هذا الإحباط الجماعي . ولكم تحياتي
للأسف الشديد فقد تقلصت طموحاتنا كمواطنين في مجرد افتتاح نفق أو سفلتة شارع أو زراعة شجرة أو إنارة حي. طموحات مخجلة لمواطني بلد يسبح فوق بحار من الخيرات ، فالوظيفة البسيطة أصبحت طموحا ،