وإننا ندعو جميع الأطراف المعنية إلى حماية الأطفال من التأثيرات الجسدية والنفسية الناجمة عن العنف والنزوح». هناك بواعث قلق مسبقة لحالة الثورات العربية لم تنجح مؤسسات المجتمع المدني في تداركها، فكيف تتمّ المعالجة في ظل التيار العنيف شكلًا وموضوعًا لحالات الاستلاب الواسعة لبراءة أطفالنا من خلال هذا الواقع المتفجّر والمشحون بضغط عصبي ونفسي وإدراكي على نطاق واسع، ولغة الأرقام تؤكد أن محاولات امتصاص نمو نسب العنف والانحدار الحقوقي لم تنجح بشكل طموح في جميع الدول العربية، ففي المملكة أكدت دراسة صادرة من مركز مكافحة الجريمة، أن 45% من الأطفال يتعرّضون لصورةٍ من صور الإيذاء في حياتهم اليومية مع ملاحظة أن 60% من السكان في سن الطفولة، كما أوضحت الدراسة أن العنف الاسري أصبح ظاهرة يجب التصدّي لها حتى لا تتفاقم ويصبح من الصعب احتواؤها.
بنية الأجيال العربية المقبلة تعرّضت لتشويهات جذرية تتطلب معالجات بصورة جذرية مماثلة، وهنا يبرز دور مؤسسات التنشئة في مقاومة الاختزان المعرفي السلبي لدى الأطفال وإعادة حقوقهم في الحياة بصورةٍ بريئة بعيدًا عن العنف الذي يمكن وصفه بالمنهجي من واقع جهل كثير من المجتمعات بأسس التنشئة السليمة والعلمية والتعاطي العلمي مع المتغيّرات التي تحيط باستيعاب الأطفال وتشوّش عليهم.وهناك بالتأكيد معطيات معقدة نسبيًا لظروف التنشئة بدءًا من الأسرة والمدرسة مرورًا بالمجتمع وما يشهده من تحوّلات ودور جماعات الرفاق في المدرسة أو المجتمع، ومع الضغط التقني الذي أحدثته وسائل الاتصال الحديثة تبدو الصورة أكثر محاصرة للبنية الفكرية والمستوى الإدراكي للطفل، وذلك يضعنا دون شك أمام مستوياتٍ سلبية تحتاج الى تداخل أكثر فاعلية في إعادة التوازن الى نفسية وعقلية الطفل العربي تعصمه من الاضطراب الفكري والسلوكي مستقبلًا. بنية الأجيال العربية المقبلة تعرّضت لتشويهات جذرية تتطلب معالجات بصورة جذرية مماثلة، وهنا يبرز دور مؤسسات التنشئة في مقاومة الاختزان المعرفي السلبي لدى الأطفال وإعادة حقوقهم في الحياة بصورةٍ بريئة بعيدًا عن العنف الذي يمكن وصفه بالمنهجي من واقع جهل كثير من المجتمعات بأسس التنشئة السليمة والعلمية والتعاطي العلمي مع المتغيّرات التي تحيط باستيعاب الأطفال وتشوّش عليهم، وهي في تقديري مسألة تتطلب رفع المستوى الحقوقي الى جانب دور سلوكي موازٍ قويم لمؤسسات المجتمع المدني والتنشئة ورفع مستوى البيئات التعليمية في تغيير اتجاهات الأطفال نحو أفكار إيجابية تصرفهم عن سلبيات الربيع العربي وانتقاصه لحقوقهم، وعدم الركون للأنظمة والتشريعات الحقوقية الدولية والإقليمية والمحلية لأنها أعجز من السيطرة على كمية الشحن المعرفي السلبي التي تعرّض لها هؤلاء الأطفال وحتى المرأة.. إنه دور مؤسساتي وعلمي يتطلب مقاربات مبتكرة ومتطورة لتشكيل حائط صد للقاموس الثوري وبانوراما العنف اليومية في المشهد العربي البائس.