بل تعدى مصر إلى دول أخرى. ومن هذه الدول, المملكة العربية السعودية. ودولة مصر في حاجة ماسة للمملكة في وضعها الحالي. فمصر تمر بمرحلة صعبة. ومن البديهي أن تسمع آراء مختلفة وتصريحات غير مسؤولة. ولكن الغريب هو أن ما يربط المملكة بمصر هو علاقة دينية وسياسية وإستراتيجية وإقتصادية, بل و حتى مصيرية. والكل يعلم بأن المملكة التي وقفت حكومة وشعبا مع مصر في جميع مراحل الشدة والرخاء. كانت المملكة حاضرة ومساندة لمصر في حروبها و في نهضتها. ولكن للأسف الشديد نسمع بين فترة وأخرى قيام جهات مصرية غير مسؤولة بالتجني على المملكة ولأسباب واهية. سواء بسبب مباراة كرة قدم أو سوء فهم بين مواطن مصري ومدير مدرسة سعودي وغيرها. ولكن آخرها هو ما حدث للمدعو أحمد الجيزاوي. وتم سماع كلام عن المملكة لا يليق قوله عن دولة معروفة مواقفها ومعروفة مكانتها. والغريب أن الموضوع تم توضيحه بواسطة رجل مسؤول يمثل جهة رسمية سعودية. فقد ذكر المتحدث الرسمي لوزارة الداخلية اللواء منصور التركي ملابسات أسباب القبض على المدعو أحمد الجيزاوي. وعند معرفة كمية الحبوب التي كانت بحوزته وهي عشرات الآلاف فإن هذا يقطع حبل كل شيء يقع تحت مسمى سوء الفهم. فالكمية لا يستطيع من تكون بحوزته أن يقول إنه لا يعلم عنها شيئا. والمحزن في الأمر هو أننا نرى بعض وسائل الإعلام المصرية لا تحترم مشاعر مئات الآلاف من المصريين الذين يعيشون في المملكة ويعولون عوائلهم. وكذلك مئات الآلاف من المعتمرين والحجاج الذين يأتون للمملكة. ونحن في المملكة سواء الإعلام الرسمي أو المواطن السعودي يترفعون عن الخوض في المهاترات الإعلامية التي لم تفد المصريين في أي وقت من الأوقات. فيجب على المصريين التعامل مع الإعلام و خاصة فيما يخص دولة مثل المملكة بطريقة محترفة والكل في مصر لا يريد عودة أسلوب المعلق المصري أحمد سعيد في التعامل مع كل حدث بسيط. فالكل يعلم ماذا سبب أسلوب أحمد سعيد لمصر.
الربيع العربي في مصر له عدة فروع . منها السياسي والاجتماعي والثقافي والإعلامي . والغريب أن الفرع الإعلامي كان البادئ والمؤثر. بل أن الربيع المصري سمي بثورة (الفيس بوك والتويتر). وحيث إنني لست حاملا للجنسية المصرية فما يفعله المصريون في جميع النواحي هو شأنهم. ولكن الربيع الإعلامي المصري لم يكن تأثيره على مصر فقط .