يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: «الجنة تحت أقدام الأمهات» ويقول خليل جبران: «إن أعذب ما تتفوه به البشرية هو لفظة الأم، وأجمل مناداة في الوجود هي أمي، كلمة صغيرة كبيرة مملوءة بالحب والعطف والحنان، وكل ما في القلب البشري من الرقة والعذوبة» في هذه القضية التقينا بعدد من الشباب وسألناهم: ماذا لو طلب أحدهم معرفة اسم أمك؟!!
فتضاربت الآراء بين مؤيد ومعارض وناكر ومستهجن واضعين نصب أعيننا احترامناً الكامل لعادات وتقاليد كل المجتمعات لا سيما تلك المجتمعات التي تعتبر الخوض في مثل هذه الأمور عيبا كبيرا!!.
في البداية يقول (فهد. ب) طالب ثانوي «كثيرا ما حصل معي هذا الموقف ولكني أقابله بالإجابات الدبلوماسية والضحك لكن إذا احتدمت الأمور فأقول للسائل: وش دخلك».
ويستطرد أحد الطلاب ساكن في حارتنا واعرف اسم أمه ودائماً أهدده بأن أقول اسم أمه لكن جاءت على رأسي وقال اسم أمي أمام كل الطلاب وصارت فضيحة بجلاجل لكني وقفته عن حده ونفيت التهمة.
عبدالرحمن عامش الشمري طالب ابتدائي «احترم نفسك وش دخلك باسم أمي وهذه خصوصيات ما اسمح لأحد يتدخل فيها وعيب الواحد يقول اسم أمه» ويضيف «ذات مرة ناداني واحد من الطلاب باسم أمي فغضبت وضربته ضرباً مبرحاً لكن المفاجأة حين اكتشفت أن أسم أمه نفس اسم أمي فضحكت من هالموقف».
وأوضح محمد الأحمري (معلم مرحلة ابتدائية) قائلا: لا أعلم السر في خجل بعض الشباب عند ذكر أسماء أمهاتهم ولا أرى أي غرابة في أن ينادى باسم أمه كأن يقال: «يا ولد فلانة» فهذا ليس عيباً أو عاراً وأمك لم تأت بشيء يجعلك تخجل من أن يناديك أحدهم باسمها ولا أي احتقار أو تصغير في اقتران اسمك بها كما أن بعض الفرسان وحكام العرب في الجاهلية أخذوا أسماءهم من أمهاتهم كالمنذر بن ماء السماء وعمرو بن كلثوم وغيرهما، وزاد: لقد كان الرجل في عهد الصحابة الكرام ينادى باسم أمه كزياد بن سمية وغيره الكثير. مضيفاً أنه في يوم القيامة ينادى الرجل باسم أمه ألا يكفي كل ما سبق للدلالة على عدم مشروعية الخجل من ذكر اسم الأم.
ويرى خالد القحطاني (معلم مرحلة متوسطة) «أن معرفة اسم الأم يعتمد على من يطرح السؤال ومقدار العلاقة التي تربطني به وعلى ضوء معطيات الموقف الذي طرح فيه هذا السؤال تكون الإجابة. ويستطرد: كما يعتمد على البناء الاجتماعي والعقلية التي تربى عليها الشاب بحكم العادات والتقاليد الضاربة في أعماق نفوسهم.. مضيفاً: أرى أن يفتخر الشاب بذكر اسم أمه ولا يخجل من ذكرها واعرف أناسا قطعوا علاقاتهم بآخرين بسبب مثل هذا الموضوع وبالطبع هذا يعود إلى المجتمع ونمطية التفكير فيه.
وزاد «بشكل عام الموضوع جريء ويحتاج لمعالجة أعمق فكل واحد منا تحكمه عقلية الضمير الجمعي المتأصل في ذاته ويحتاج إلى سنوات حتى تفك قيود العادات والتقاليد المترسبة في هذه العقول وليس عيباً أن يذكر اسم أمه ولكن بشرط لمن تقول؟ ولماذا؟ وما سبب ذلك؟»
