وهكذا يتضح أنه (ما فيش فايدة) في الإنسان العربي الذي فُرغ تماما من المنطق في التعامل مع الأشياء وبات قابلا فقط لممارسة الشخصنة والفوقية الجوفاء التي تجعله يتصور أنه على حق دائم، بينما الآخرون على باطل دائم. ولذلك تجد هذا الإنسان العربي، والحديث هنا من باب التغليب، يكابر على حق الآخر حتى لو اتضح له كوضوح الشمس أنه هو على الباطل. لا يَصدُق ذلك على المصريين فقط، وإن كانوا أكثر عاطفة واندفاعا، ولكنه يصدق على كل شعب عربي بدون استثناء. وما يؤيد كلامي أنه أثناء تداول قضية الجيزاوي في الإعلام تبرع عرب كثيرون من جنسيات مختلفة للحضور والمشاركة في حفلة الطبل البلدي. لم يسألوا أنفسهم أولا ماذا يحدث؟ ولم يتوانوا لحظة عن التبرع بشتائمهم ومسباتهم الخاصة فقذفوا بحمم من الألفاظ والتعبيرات المسيئة. وكم كنت أتمنى، إذا عذرنا عاطفة المصريين، لو أن هؤلاء المتبرعين بالشتائم نيابة عنهم تمهلوا قليلا واستخدموا عقولهم،بل استخدموا دينهم الذي حثهم على التبين متى جاءهم فاسق بنبأ. لكن الطبع غلاب.. وطبع العرب جميعا أنهم يشحذون السكاكين ليذبحوا الحقيقة ويذبحوا بعضهم.. للأسف.