و كما يقول الفيلسوف الكبير سيد حسين نصر (لابد أن نفهم أن الطبيعة ليست وجود آخر في هذا الوجود بل هو حقيقة الوجود المعبر عن البعد المقدس للحياة و المعبر عن هويتنا ووجودنا. إن إدراكنا لهذا المعنى يرغمنا على احترام هذه الطبيعة و لا يجعلنا في أشد الحرج من التجاوز عليها فحسب بل في غاية الاحترام لها. إننا لا يمكن أن نمارس الدمار للطبيعة حولنا دون أن نلحق الدمار بأنفسنا. عندما نتمكن من إعادة صياغة إدراكنا في العلاقة مع الطبيعة عندئذ نتمكن من التصدي لجميع التقنيات التي تستهدف الطبيعة و تتخذ من الأساليب الجائرة عليها).
إن إدراكنا لهذا المعنى يرغمنا على احترام هذه الطبيعة و لا يجعلنا في أشد الحرج من التجاوز عليها فحسب بل في غاية الاحترام لها. إننا لا يمكن أن نمارس الدمار للطبيعة حولنا دون أن نلحق الدمار بأنفسنا. عندما نتمكن من إعادة صياغة إدراكنا في العلاقة مع الطبيعة عندئذ نتمكن من التصدي لجميع التقنيات التي تستهدف الطبيعةمع دخول طلائع هذه المدنية الجديدة بدأ زحف المدن على الأرياف بانقلاب ذات الانسان الريفي بفطرته الحنون على الطبيعة الى طاغوت المدينة الجشع الذي لم يكتف بالزحف على السواحل فيدفنها لتتسع حدود المدينة دون أن يبالي بانقراض نبات المانجروف الحامي للثروة السمكية ، هذا التوازن البيئي للطبيعة البحرية ، بل امتداده كان أشد ضراوة في اتجاه الصحراء لتنقلب الرمال السحرية الى امتار تدر أموالا طائلة فينقلب الهامور البحري الى هامور بري جشع لا تشبعه الصحراء بامتدادها و لا البحار في سعتها. انها مدن الملح الذي يشير اليها الراحل عبد الرحمن منيف التي لا تدر الا تلوثا و جريمة و جورا على البيئة. تشير الاحصاءات ان المدن تضخمت بسكانها حيث اكثر من 281 مدينة في العالم يزيد سكانها عن مليون نسمة و مناطق عشوائية تصل لمليار نسمة .و مع تحسن الخدمات تتمدد المدن على ما حولها من الاراضي الزراعية و البرية و البحرية مع توقع عدد سكان العالم يبلغ 5.1 بليون نسمة عام 2030. اننا امام تحد لهذا المارد الذي حل في بنيتنا المعنوية و لابد ان نبدأ بكل ما نملك من مخزوننا المعنوي الديني و التراث الاسلامي الانساني في اعادة تشكيل سلوك اجيالنا القادمة. (ان التباطؤ بهذا الامر لا ينجب الا كارثة الله يعلم حجمها و عواقبها. اننا يجب ان نغير نظرتنا في ان الخطر المحدق بنا هو ليس على هيئة كارثة صناعية او بيئية واسعة بل ان الفاجعة تكمن في هذا الدمار البطىء و غير الملحوظ للطبيعة و نحن نتحدث و هناك انواع لا حصر لها من الطبيعة قد انقرض).