مع الأسف الكثير منا يفشل ، فجأة يتحول الحوار إلى حوار الند بالند الخالي من الديمقراطية، حوار جيلين يرفضان الانهزام ولابد بالطبع أن يكون المنتصر الجيل الأول جيل الخبرة والرأي السليم - مع احترامي أقول : من المحتمل أن يكون للجيل الثاني رأي سليم أيضاً حتى ولو لم يكن لديه الخبرة – وبعد انتصار الأبوين يأتي انتقاداتهما المفرطة واستهزاؤهما بأفكار الجيل الثاني ، ثم يأتي دور المقارنة بغيرهم من أبناء الأسرة مما يقلب الأوضاع من حوار بناء إلى ثورة بركانية وردود أفعال ، شباب ثائر متمرد يرفض المناقشة والحوار فمادام أنه مصدر للمتاعب والاستهزاء ، فلم الحوار إذاً ؟! ولم البقاء في المنزل ؟!! ويهرب المتحاور المهزوم إلى دائرة الأصدقاء التي قلما تجد فيهم الناصح الأمين وربما العكس ،
مع الأسف الكثير منا يفشل ، فجأة يتحول الحوار إلى حوار الند بالند الخالي من الديمقراطية، حوار جيلين يرفضان الانهزام ولابد بالطبع أن يكون المنتصر الجيل الأول
أعرف بعض الشباب يكرهون الجلوس مع كبار العائلة أو أصدقاء الآباء لأنهم سبق وأن تعرضوا للانتقادات و السخرية ، الصغير يكبر فمتى يشعرون ؟! ومتى يشعرون بما يشعر به الأبناء من ضياع الأحلام وفقدان الثقة؟! في كل حوار: أنت مذنب وأنت مخطئ ، لا يعجبني رأيك أفكارك غبية .. هذا ليس بأسلوب توجيه وتربية سليمة ولا بحوار هادف ، نعم نريدهم أفضل منا ولكن ليس بهذا الأسلوب، نستطيع أن نعطيهم كل شيء حتى أرواحنا لكن من الصعب أن نعطيهم أفكارنا ، لماذا نجعلهم يعيشون أسرى الماضي ، الحياة مليئة بالثوابت والمتغيرات فلابد أن يكون هناك تكامل وتطور للنظم الحياتية، لندعهم يخطئون ويحاولون ومع تكرار المحولات يوجد «قانون بقاء الأثر» بقدر زيادة المحاولات بقدر بقاء الأثر، الخبرات لم تكن قط نظرية وإنما هي ممارسة ، الخطر كل الخطر في انقطاع حبل التواصل ، والذي يمنع هذا الخطر الحوار الإيجابي ، لماذا نقابل أغلب رغباتهم بالرفض حتى قبل أن ندرسها لماذا نصدمهم فينا ونحن نحبهم ؟ مشكلتهم الوحيدة اختلاف زمنيين ونشوء فريقين لا يفهم كل منهما الآخر ، بإمكاننا جعل هذا الاختلاف طبيعيا وصحيا إذا تم توظيف الحوار بشكله الصحيح ، نحافظ على الجذور نعم ، ولكن لا ننعزل عن التطور، وحتى لا تنكسر العلاقات الصحية لابد أن نحافظ على التفاهم للوصول إلى المنطقة المحايدة لأننا الطرف الأكثر قدرة على التعامل مع الحياة بكل عقلانية ونضج .