كانت رحلتنا إلى رفحا بعد تجمع العراقيين هناك حيث متاخمة المنطقة للحدود العراقية ورفحا حاضرة سكانية قديمة تجمع أبناء البادية و اشتهرت مرتين الأولى عند مرور خط التابلاين بها ومرة أخرى عندما أقيم معسكر إيواء العراقيين الذي كنا نزوره بعد إنشائه بثلاث سنوات , بالفعل كان صوت محركات الطائرة يمنع تواصلنا بالحديث والحوار سوى أن بعضنا دفعه طول الوقت لمحاولة كسر ذلك فكان الزميل سليمان نمر وهو مراسل الإذاعة البريطانية في الرياض وربما لتجربته السابقة في زيارة رفحا يتحدث إلينا عن صور من الخيال في يوميات المعسكر والذي وصلناه ضحى فكان أشبه ما يكون المكان بالقرى العراقية في طبيعة تزيين اللاجئين لمساكنهم وطبيعة ألبستهم والمجالس والمقاهي التي كانوا يقيمونها فقد كان العدد يتجاوز 35 ألف نسمة خاصة بعد نقل بعض الجنود العراقيين الأسرى بعد حرب تحرير الكويت ممن رفضوا العودة إلى بلادهم وأقيم لهم معسكر آخر في الإرطاوية وكان الجميع يلقون من حكومة بلادنا جل الرعاية والاهتمام ,
كانت رحلتنا إلى رفحا بعد تجمع العراقيين هناك حيث متاخمة المنطقة للحدود العراقية ورفحا حاضرة سكانية قديمة تجمع أبناء البادية و اشتهرت مرتين الأولى عند مرور خط التابلاين بها ومرة أخرى عندما أقيم معسكر إيواء العراقيين الذي كنا نزورهفقد أقيمت لهم مراكز الرعاية الطبية والتحويل المباشر للمعالجة في المستشفيات العسكرية السعودية بل وفتحت لهم فروع من الجامعات العالمية والمدارس وتوزع عليهم مبالغ نقدية وافرة للإعاشة وتتوفر لهم كل سبل العيش الكريم ورحلات الحج والعمرة والاتصال بكل أنحاء العالم , عموماً وصلنا المعسكر في الحافلة التي تفاجأ قائدها بتسطح احد الأفراد وسط طريقها فما كان من قائد المعسكر إلا النزول إليه وبفضول الإعلاميين كنا جميعا خلف القائد فالمشهد مثير للدهشة خاصة ونحن في أول الرحلة , وبعد حديث للقائد مع الأخ المنبطح بنية الانتحار تحت عجلات الحافلة فقد فهمنا انه يمارس الإثارة لنا واستفزاز مسئولي المعسكر لتحقيق مطلب خاص له , دخلنا المعسكر وتجولنا كثيراً في أرجائه وقد تحول إلى مدينة متوفرة الخدمات وبيوت مؤثثة ومريحة نسبياً واستمعنا إلى الكثير من الكلام والنقد الممزوج بالسياسة والدين للعرب عموما لتخاذلهم في نصرتهم إبان الانتفاضة التي لم تحقق سقوط صدام , تحدث إلينا بذلك شيوخ عشائر وشباب متحمس كلهم يعتبرون وجودهم قضية تحتاج إلى حل سريع بزوال الرئيس صدام بل وشاهدنا رسائل من بعض من غادروا المعسكر إلى دول مجاورة يحذرون أخوانهم في المعسكر من اللحاق بهم حيث لم يجدوا في مقصدهم ما كان يبرق لهم من بعيد , عموما أنا أتذكر هذا الكلام وأنا اسمع من بعض ممن عاشوا في المعسكر طويلاً من الأخوة العراقيين عبر الفضائيات نقداً مكثفاً لبلادنا التي تقف موقفاً مشرفاً مع الأخوة في سوريا الآن فمثلما وقفت بلادنا مع الشرعية في الكويت ومع اللاجئين العراقيين في محنتهم وتشردهم تقف الآن نفس المواقف مع الحق والعدل وتحديداً في سوريا حيث تنتهك الكرامات والحريات وتغتال الأنفس دونما وجه حق , ففي رفحا صورة مشرفة لمواقف بلادنا وبذلها تجاه الأخوة في العراق لايجب أن ينكرها من عايشها أو حتى من سمع عنها فكيف بمن آكلو من خبز رفحا وعاشوا مسائياتها الجميلة أن يتنكروا لذلك فقد كان واجب الصمت أنجع في هذه الحالة مثلما كنا صامتين أغلب الوقت في رحلتنا إليهم .