قبل فترة قريبة وصلني اهداء الدكتور يوسف الحزيم امين عام مؤسسة الأميرة العنود بنت عبدالعزيز بن مساعد بن جلوي الخيرية ويشمل عددا من اصدارات الجمعية وقد اسعفني الوقت لقراءة التقرير السنوي والكتاب (امرأة استثنائية: زوجة ملك) وأعظمت في الكتاب ثلاثة أمور شفافة وصادقة أجملها وصية الأميرة العنود وأشدها تأثيراً جهد الأميرة لطيفة بنت فهد بن عبدالعزيز للحديث عن والدتها، ما أسعد اللحظة التي تقضيها أي امرأة للحديث عن والدتها المتوفاة وما أشدها ألماً. أما الأمر الثالث فهو الراحل فيصل بن فهد والذي حلم بانشاء هذه الجمعية ليقف أشقاؤه على تحقيق رغبتة، هل رأيتم ابنا يبر والدته بعد وفاته! ذلك فيصل الابن الأكبر للملك فهد بن عبدالعزيز والرئيس العام لرعاية الشباب ورئيس اللجنة العليا لجائزة الدولة التقديرية في الأدب.
نحن بحاجة أن يحاسب اللاعب والاداري وكل فرد ظن أنه يمثل نفسه فقط. نحتاج أن نثقف لاعبينا وألا نفصل الثقافة عن الرياضة.. نحتاج أن يكون نواف هو فيصل بن فهد
حين توفي فيصل كنت في السابعة عشرة من عمري وأذكر أنه توفي في الاجازة الصيفية لأنني كنت حينها في الحرم واشتريت قبيل صلاة المغرب جريدة اليوم لأقرأها في التوسعة لتصعقني الصفحة الرئيسية، اقاموا الصلاة بعدها بلحظات فدخلت للحرم وبكيت بهدوء. في حياة فيصل كانت الحماسة والشعبية الكروية في أوجها ولك عزيزي القارئ أن تربط بين الحماسة والوطنية والحب والغرور والمناطحة داخل وخارج الملاعب وشخصيات كروية كنا نظن أنهم جرندايزر كالثنيان والتمياط والجابر والهريفي وعبدالله والجمعان والعويران وغيرهم، والكرة التي جعلها فيصل بن فهد تدخل للمرمى مربعة ومثلثة ومدورة. فيصل الذي تستحثك الذاكرة على استذكار هيبة حضوره القوي في الأستاد الرياضي وهدير الجماهير" رددي الله أكبر" وما أن تذكره الا وتذكر "فوق هام السحب" وهو يلوح ببشته بعنفوان لا مثيل له، والوحيد الذي دمج بين الرياضة والثقافة.. فيصل الذي لم يخلفه أمير عربي حقيقي للشباب حتى اللحظة! فيصل الذي حقق المنتخب في حياته أكثر وأجمل انتصاراته في كأس آسيا عام 1984، 1988، 1996 وفي نهائيات كأس العالم في 1994، 1998، وأجمل هدف في 1994. نعم الحديث سيدور حول اسقالة نواف بن فيصل، السؤال هل كانت استقالة سلطان الحل ليستقيل نواف؟ الهزائم ما زالت تتكرر لأن نواف نسي أن واجبه تجاه الوطن أن يعيد تشكيل فريق قوي ويستغني عن كل لاعب وصلت به الأزعرينة ليظن أن الكرة تركض خلفه؟ نحن بحاجة أن تتحول الرياضة الى مفهوم احترافي لم نفقه منه الا البعد المالي، نحن بحاجة أن يحاسب اللاعب والاداري وكل فرد ظن أنه يمثل نفسه فقط. نحتاج أن نثقف لاعبينا وألا نفصل الثقافة عن الرياضة.. نحتاج أن يكون نواف هو فيصل بن فهد. مجدك لقدام وامجادك ورى وان حكى فيك حسادك ترى مادرينا بهرج حسادك ابد انت ما مثلك بهالدنيا بلد والله ما مثلك بهالدنيا بلد بدر بن عبدالمحسن