في الصحافة يقال: حققت الصحيفة سبقا صحفيا إذا ما تميزت بنشر خبر لم تسبق إليه من صحيفة أخرى وقد يكون السبق بتحقيق ما أو غيره من فنون الصحافة وعادة يستميت الصحفي إلى تحقيق ذلك التميز لأنه يحقق له مكاسب شتى في عمله وهذا بلاشك يعد سبقا ايجابيا.
اليوم ينتشر بيننا تنافس عجيب في المواقع الاجتماعية الالكترونية وبالتالي يحق لي كمحاولة ان اسميه سبقا اجتماعيا. ولكن المؤسف أن السبق في تلك المواقع يروج وينتشر كالنار في الهشيم كلما كان يعتمد على الفضيحة أو كشف العورات والسوءات التي قد يسقط فيها بعضنا، وأحيانا قد يقع في الإساءة المركزة لشخص ما من خلال النيل منه بالتحقير والإهانة واستخدام الألفاظ البذئية معه معتقدا من صدر منه ذلك الفعل المشين أنه حقق سبقا اجتماعيا عندما أهان ذلك الشخص أيا كانت مكانته قدرا وسنا وعلما. إما بطريقة مباشرة إليه أو بطريقة غير مباشرة وكلها قابلة للنشر السريع بناء على أن الدعاة إلى الشر الأخلاقي صاروا للأسف كثرة غالبة.فإذا هتكت الأعراض لفظيا وقذف الناس بأقبح ما يمكن أن يقذفوا به من الصفات كان أثر ذلك صراعا مخيفا قد يبدأ على الورق، ولكن يعلم الله كيف سينتهي بنا جميعا كأفراد يفترض ان نتعايش معا في سلم وحب وقبول كأشخاص وليس كأفكاروهذا في الحقيقة أمر يستحق الوقوف عنده ورفضه والكف عن نشره، ففيه خرق لكل الأصول الدينية الأخلاقية التي يفترض بنا أن نسعى للتمسك بها بعيدا عن صحة أو خطأ ما صدر من ذلك الشخص الذي وقع عليه سوء أفعال هواة السبق. أحيانا يكون هناك خطأ فادح وأحيانا هناك مجرد فكرة أو أسلوب معين صدر منه أو غير ذلك في لحظة ما تفكر أن أشباح تلك المواقع وأعني بهم من لا يصرحون بأسمائهم هم السبب ثم سرعان ما تكتشف أن سوء التصرف وقع من رجال لهم مكانتهم العلمية والاجتماعية والدينية التي لا يصح أن تدفعهم لغمس أقلامهم أو أفكارهم بتلك الأمور. إن في ذلك صدى واضحا ومروعا عن توجيهات الدين الإسلامي الأخلاقية وهي توجيهات لا يتحقق خيرها على فرد واحد بل على المجتمع بكامله. فإذا هتكت الأعراض لفظيا وقذف الناس بأقبح ما يمكن أن يقذفوا به من الصفات كان أثر ذلك صراعا مخيفا قد يبدأ على الورق، ولكن يعلم الله كيف سينتهي بنا جميعا كأفراد يفترض ان نتعايش معا في سلم وحب وقبول كأشخاص وليس كأفكار. أشخاص تتطلب منهم الحياة بكل تفاصيلها أن يتعاملوا بتعاملات تحقق كل مطالبهم الاجتماعية وغيرها عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ ، قَالَ : جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيُّ الأَعْمَالِ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ ؟ قَالَ : « سُرُورٌ تُدْخِلُهُ عَلَى مُسْلِمٍ ، أَوْ تَكْشِفُ عَنْهُ كُرْبَةً ، أَوُ تَقْضِي عَنْهُ دَيْنًا ، أَوْ تَطْرُدُ عَنْهُ جُوعًا ، وَلأَنْ أَمْشِي لأَخٍ لِي مُسْلِمٍ فِي حَاجَةٍ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَعْتَكِفَ فِي هَذَا الْمَسْجِدِ ـ يعَنْيِ مَسْجِدَ الْمَدِينَةِ ـ وَمَنْ كَفَّ غَضَبَهُ سَتَرَ اللَّهُ عَلَيْهِ ، وَمَنْ كَظَمَ غَيْظَهُ وَلَوْ شَاءَ أَنْ يَمْضِيهِ أَمْضَاهُ مَلأَ اللَّهُ قَلْبَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ رِضًا ، وَمَنْ مَشَى مَعَ أَخٍ لَهُ مُسْلِمٍ فِي حَاجَةٍ حَتَّى يُثَبِّتَهَا ثَبَّتَ اللَّهُ قَدَمَيْهِ يَوْمَ تَزُولُ الأَقْدَامُ ، وَسُوءُ الْخُلُقِ يُفْسِدُ الْعَمَلَ كَمَا يُفْسِدُ الْخَلُّ الْعَسَلَ» أين نحن من ذلك التعايش السلمي المغلف بالحب جعل من تلك الفئة من الناس وتلك النوعية من الأعمال هي الأحب إلى الله. توقفوا قليلا عند نص الحديث واحكموا على أنفسكم صادقين.