DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

من الضروري تغيير النمط الحياتي للحد من البدانة لدى الأطفال واليافعين

السمنة المفرطة تفتك بأطفال «الشرقية».. والبدانة تهددهم بأمراضها

من الضروري تغيير النمط الحياتي للحد من البدانة لدى الأطفال واليافعين
من الضروري تغيير النمط الحياتي للحد من البدانة لدى الأطفال واليافعين
أخبار متعلقة
 
كشفت دراسة أعدها المكتب التنفيذي لمجلس وزارة الصحة لدول المجلس التعاون الخليجي عن صدارة المنطقة الشرقية بالمملكة من حيث نسبة الأطفال المصابين بالسمنة «البدانة»، وبينت الدراسة ـ التي أجريت في نهاية العام الماضي 2011م ـ أن حوالي 7056 طفلاً من أبناء المنطقة الشرقية ـ ما بين 2- 18 عاما ـ لديهم ارتفاع في نسبة زيادة الوزن تقدر بـ (19%)، ونسبة في البدانة تقدر بـ (23.3%)، الأمر الذي يمثل ظاهرة خطرة إذا ما قورنت بنتائج دراسة مماثلة أصدرت في عام (2010م).. الرئيس التنفيذي لمكتب مجلس وزراء الصحة لدول مجلس التعاون د. توفيق خوجة تحدث لـ «اليوم» حول هذه الظاهرة من أسبابها حتى تداعياتها مشيرا إلى ضرورة اتخاذ استراتيجيات وقائية لمواجهة مشكلة انتشار البدانة بين الأطفال كونها ـ على حد قوله ـ أصبحت ظاهرة قد تؤثر سلبا بشكل كبير على المجتمع كله، إحصاءات رقمية وبيانية.. بالإضافة إلى رأي الطب الإكلينيكي في هذه المادة.

مقارنة فيما بين دراستين أجراهما المكتب.. قارن د. خوجة نسبة ظاهرة بدانة الأطفال ما بين عامي 2010م، و2011م ـ في المنطقة الشرقية تحديدا ـ فقال: «جاءت المنطقة الشرقية في المرتبة الأولى من بين جميع مناطق المملكة من حيث ارتفاع معدلات نسب زيادة الوزن والبدانة لدى الأطفال والمراهقين بحسب دارسة أجريت على حوالي 12 ألف طفل ومن نفس الفئة العمرية (1-18سنة)، ولقد بلغت نسبة زيادة الوزن لدى الذكور 10.7%، ولدى الإناث 12.7%، أما البدانة فقد بلغت 6% لدى الذكور و6.7% لدى الإناث، وهذه الدراسة أقيمت بحسب معدلات البدانة وزيادة الوزن على جميع مناطق المملكة، وكانت أعلى النتائج في المنطقة الشرقية، وأقلها في الجنوب».البدانة المفرطةوأضاف د. خوجه: «سبق ذلك دراسة أخرى صدرت في 2010م أكدت ارتفاع نسب هذه المعدلات، وقد أجريت على 19 ألف طفل ومراهق من السعودية ممن يتمتعون بصحة جيدة وتتراوح أعمارهم بين (5 - 18 سنة)، وقد ظهرت النتائج أن معدل زيادة الوزن لديهم بلغ (23.1%)، والبدانة (9.3%)، والبدانة المفرطة (2%)، وأن نسبة عدد المصابين بزيادة الوزن بلغت حولي (36%)، ونسبة البدانة (36%)، ونسبة ارتفاع الكوليسترول بالدم (19%)، وقد أجريت 9 دراسات لـ 57 من الأطفال والمراهقين السعوديين البدناء حول اختلاف معدل المتلازمة الأيضية وعوامل الاختطار القلبية الوعائية، ووجد أنه لدى 42% منهم ارتفاع في معدل ضغط الدم الانقباضي، كما وجد ارتفاع في الدهون الثلاثية لدى 10% منهم، وكذلك ارتفاع نسبة الكولسترول في 8% منهم، وقد اتضح  بأن 37 فردا منهم يعانون من أمراض مزمنة»، وبين د. خوجة أن هناك دراسة مماثلة أجريت في عام 2007م على 1500 طفل من أطفال مملكة البحرين.. وبينت نتائج الدراسة أن نسبة البدانة لديهم بلغت حوالي 36%، وزيادة الوزن 39%، ونسبة ارتفاع الكوليسترول بالدم (40%)، وعندما أجريت هذه الدراسة في دولة الكويت في عام 2008م بلغت نسبة البدانة وزيادة الوزن 80%، ونسبة زيادة الكوليسترول بالدم 42%».شحوم في الدموبشكل أشمل أوضح د. خوجة أن بلدان منطقة الشرق الأوسط ـ وتحديداً دول مجلس التعاون الخليجي ـ تأتي في مقدمة البلدان التي يعاني فيها الأطفال والمراهقون من زيادة الوزن، وأضاف د. خوجة قائلا: «لقد أظهرت دراسة للمكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لشرق المتوسط بأنه يعاني من السمنة واحد من كل فردين، وأن كل أربعة أشخاص من خمسة يعانون من ازدياد الشحوم في الدم، وقد بلغ المعدل الكلي لهذه الدارسة حوالي 13.3%، بحيث احتلت دولة الإمارات العربية المتحدة المركز الأول بأعلى نسبة بلغت حوالي 17%، ومن ثم دولة قطر بنسبة بلغت 6.8%، ومن ثم دولة الكويت بنسبة بلغت حوالي 5.7%، بعدها المملكة بنسبة بلغت 5.5%، وأخيراً مملكة البحرين بنسبة بلغت 4.7%».استراتيجيات وقائيةوأضاف د. خوجه: «البدانة وزيادة الوزن في الدول النامية يفوق بحوالي 10-15% من الدول المتقدمة، وأن النساء أعلى من الرجال بنسبة تزيد عن 60%، والسبب في ذلك هو التغيير في النمط الغذائي غير الصحي وقلة النشاط البدني إذ يمثلان اثنين من أهم أربعة أسباب تؤدي إلى الأمراض القلبية والوعائية وداء السكري والأورام المسببة للوفاة والتشنج المبتسر، ومن هنا ينبغي اتخاذ استراتيجيات وقائية لمواجهة مشكلة انتشار البدانة بين الأطفال، لأنها أصبحت ظاهرة قد تؤثر على المجتمع وعلى الأجيال القادمة خاصة، وأنها نتاج لسلوكيات غير صحية منها قلة النشاط البدني وعدم ممارسة الرياضة اليومية، بالإضافة إلى الغذاء غير الصحي المشبع بالدهون والسكر، كذلك الجلوس فترات طويلة ومشاهدة التلفزيون أو الحاسب الآلي وتناول الوجبات السريعة والمشروبات الغازية، وعدم الاهتمام بتناول الفواكه والخضار الطازجة بمعدل 3ـ5 ثمرات يومياً».

  د. المسلمي: يفترض إيجاد بيئات تشجع الالتزام بالغذاء  الصحي والنشاط البدني للأطفالاستشاري الأطفال في مستشفى الولادة والأطفال بالدمام د. إبراهيم المسلمي تحدث من جهته مشخصا هذه الإشكالية وذاكرا مسبباتها فقال: «ترجع البدانة لدى الأطفال واليافعين إلى عاملين رئيسين هما: السمنة الوراثية أو السمنة المكتسبة، ويرجع العامل الوراثي إلى الوالدين إذا كانوا يعانيان من سمنة، أو بعض الأقارب، وبالتالي فإن الولد سوف يتأثر بذلك، أما من حيث الاكتساب فهي ترجع إلى العادات والتقاليد الاجتماعية، وأيضا الغذائية التي يعيشها الطفل أو المراهق وطرق تناوله للأطعمة، وعلى ضوئه قد يصاب بالسمنة المفرطة»، وعن أسباب ارتفاع نسبة البدانة لدى الأطفال واليافعين في المنطقة الشرقية قال د. المسلمي: «يعتبر سكان المنطقة الشرقية من أكثر المناطق رقياً وتقدماً في طريقة حياتهم سواء من حيث نمط المعيشة التي يعيشونها، أو أنواع الأطعمة التي يتغذون عليها، والإفراط في تناول الغذاء المشبع بالدهون، وهذا الشيء أثر بشكل كبير على العديد من الأطفال مما أدى إلى إصابتهم بالسمنة، ومن زاوية أخرى فإن التقدم العمراني وكثرة المطاعم وتعدد المجمعات التجارية الكبيرة التي يوجد فيها مطاعم تقدم وجبات سريعة، خاصة التي تحوي نسبة عالية من الدهون والسكريات، كل ذلك ساهم في ازدياد نسبة البدانة لدى أطفال المنطقة الشرقية، وربما تكون هناك أسباب أخرى لزيادة نسب البدانة والسمنة لدى أطفال المنطقة الشرقية وهي قربها من بعض الدول الخليجية، وبالتالي فإن بعض العادات والثقافات الاجتماعية والغذائية التي يعيش عليها الناس في هذه الدول وتحديداً نمط المعيشة لديهم انعكس على عادات وثقافات أهالي المنطقة الشرقية ناهيك عن الترابط الأسري، وبالتالي أثر ذلك على أبنائهم من حيث نوعية الأغذية التي يتناولونها، كما أن محدودية الأماكن الترفيهية التي تساعد على ممارسة النشاطات الرياضية.. وكذلك عدم استقرار الأجواء وكثرة تقلباتها في المنطقة الشرقية، جعلت الكثير من الأسر تفضل الجلوس في البيت ومشاهدة التلفزيون وتناول الأطعمة المليئة بالدهون والسكريات خاصة عند الأطفال والمراهقين، ومن هنا نقول إنه يفترض إيجاد بيئات تشجع الالتزام بأنماط النظام الغذائي الصحي والنشاط البدني للأطفال، وتوفير خدمات تساعد في تحسين هذه الأنماط في حياة الأفراد والمجتمعات وصحتها سواء داخل الأسرة وخارجها أو المدرسة، وذلك من أجل الوقاية وتوقي الحذر من الإصابة بالسمنة وزيادة الوزن وبالتالي التعرض للأمراض».