وحالياً، يُقدر معدل البطالة 10.5 بالمائة للمواطنين، رغم أن مجلس الوزراء الموقر كان قد أصدر قراره رقم 260 بتاريخ 5 شعبان 1430هـ بإقرار استراتيجية التوظيف السعودية، التي تتمحور حول كبح وتقليص البطالة. وهذا مطلب ينسجم مع تطلعات الخطة الخمسية التاسعة التي تستهدف تقليص البطالة إلى 5.5 بالمائة مع نهاية العام 2014، أي بعد نحو 35 شهراً من الآن.
لابد من الاقتناع بأن مكافحة البطالة لن تتحقق أبداً إلا بتراجع أعداد العمالة الوافدة. ذلك أن الدرس المستفاد والذي - في تقديري- لا يمكن استبداله أو سحبه أو شده أو طرقه هو: ضرورة إحلال العمالة الوافدة.. وهو كذلك درس ليس مفيدا تأجيله
وكما ندرك جميعاً، فالبطالة تحد وطني لا يمكن أن تقوم به وزارة واحدة منفردة. ودون تفخيم للكلام، تكمن المعضلة -وعلى الرغم من كل ما يصدر من قرارات ويطلق من برامج- في أن اعتماد الاقتصاد السعودي على العمالة الوافدة (من حيث النوع والكم) في تزايد، وخير شاهد البيانات الرسمية التي تصدرها وزارة العمل عن عدد تأشيرات العمل ، وتحديداً فما صدر من تأشيرات استقدام (بعد استبعاد العمالة المنزلية) خلال الأربع سنوات الماضية (2008-2011) فقط بلغ قرابة 4.3 مليون تأشيرة عمل، أي ما يساوي جميع المشتغلين السعوديين والسعوديات. وفوق ذلك، تبين الخطط الخمسية المتعاقبة ما تستهدفه من وظائف من حيث العدد والنشاط الاقتصادي، ثم تنقضي السنوات لنجد أن بوصلة "السعودة" تذهب في الاتجاه المعاكس! هذا مثلا ما خلصت إليه الجهود في الخطة الخمسية الثامنة، ولن أطيل عليكم في سرد البيانات. ولعل فيما تقدم ما يكفي للقول أن سوق العمل المحلي تعاني من ضغط متزايد من تنامي أعداد العمالة الوافدة، وهذا يؤدي –بطبيعة الحال- إلى منافسة الباحثين والباحثات عن عمل من السعوديين بل ليس من المبالغة القول أن الأعداد التي تستقدم حالياً تزاحم الباحثين مزاحمة لا هوادة فيها. السؤال: لماذا؟ أي لماذا يسمح بهذا التنامي في "التوفد"؟!! لا سيما أن تنمية الموارد البشرية استغرقت أكثر من 55 بالمائة من الانفاق الحكومي على مدى عشر سنوات هي عمر الخطتين الخمسيتين السابعة والثامنة، ولن يخرج الانفاق في سنوات الخطة التاسعة عن تلك النسبة الهائلة من الانفاق. وحفاظاً على ما أنفق وما ينفق وعلى مواردنا البشرية الواعدة فلابد من الاقتناع بأن مكافحة البطالة لن تتحقق أبداً إلا بتراجع أعداد العمالة الوافدة. ذلك أن الدرس المستفاد والذي -في تقديري- لا يمكن استبداله أو سحبه أو شده أو طرقه هو: ضرورة إحلال العمالة الوافدة.. وهو كذلك درس ليس مفيدا تأجيله. توتير: ihsanbuhulaiga@