مسكين هذا التعليم الذي يفترض ويحتاج إلى أبطال أسطوريين لكي يعيشوا مهنته، يتعاملوا معه، ويصحّحوا مساره، ويقيّموا أدواته، ويطوّرا بيئته.. مسكين هذا المعلم غير الخارق حين يطلب منه ان يكون خارقا كسوبرمان وهو لا يملك قوى ولم يأتِ من كوكب آخر.. هذا المعلم الذي هو من كوكب الأرض.. مطلوب من المعلم أن يطير بالطلاب في بيئة التعليم إلى فضاءات رحبة، ومساحات واسعة، ويكون خارقا في عمله، وبطلا في شغله، وباهرا في أدائه، ومحبوبا في مجتمعه.. كل هذا مطلوب من المعلم.. أما بيئته فليس مطلوبا منها شيء فهي بالظن بيئة خارقة، وخصبة، ومهيأة، وجاهزة لكي يستخدم المعلم السوبرمان قواه، ويطير في كل أفق واتجاه..
للأسف حين يكون المعلم هو محور العملية التعليمية وحده ويطلب منه الخوارق مع ان بيئته ترفل بكثير من البطء في التجاوب، والإهمال، والاجتهاد البائس، وتداخل العمليات، وانفصال المسئول عن ميدان التعليم، ومشاكل التعيين والنقل، وفقر في المدارس المجهزة والمباني المناسبةللأسف حين يكون المعلم هو محور العملية التعليمية وحده ويطلب منه الخوارق مع ان بيئته ترفل بكثير من البطء في التجاوب، والإهمال، والاجتهاد البائس، وتداخل العمليات، وانفصال المسئول عن ميدان التعليم، ومشاكل التعيين والنقل، وفقر في المدارس المجهزة والمباني المناسبة، وتكدس للطلاب في الفصول، وتورم في أنصبة المعلم من الحصص، وعدم التفريق بين المعلم المميز والأقل، والمساواة بين المعلم الخبير والمعلم الشاب، وتشابه في تقييم المدرس القديم والمدرس الحديث، وتقليدية في التوجيه، وضعف في الإرشاد، وزحام في الإدارة. للأسف ان يطلب من المعلم خارقا في بيئة تحتاج إلى 28 عاما للتطوير وهي مقدار عشرة آلاف يوم. ختام القول: لكي يكون المعلم كما يجب وينبغي خارقا وبطلا لابد ان يجد بيئة خارقة ترفع قدره وتحط من الصعوبات التي يواجهها، ويجب ان تجهّز المدارس كمبان وتعدُّ كل المتطلبات والإمكانات، وينبغي ان تهيأ استمارات التقييم لتمييز حقيقي بين المكافأة والمحاسبة.. نعم يجب أن تكون وزارته هي ملاذه لا ينفصل عنها فيما يزعجه ولا يبتعد المسئول عن الميدان وليكن المسئول من الوزير والنواب والوكلاء والمدراء سوبرمانات فيستلهم المعلم من نشاطهم وخوارقهم.. لكي يكون خارقا لابد أن نترك المديح والإطراء والجدل ونتفرغ للعمل فنسابق الزمن على التطوير، ونختصر السنوات إلى أيام ما دام الدعم موجودا من الكل وعلى رأسها قيادتنا الرشيدة.. ساعتها يكون المعلم سوبرمان وإن أرادوا (باتمان).