وتوفر لها خدمات بلدية متطورة ومبتكرة عالية الجودة والكفاءة.....» ( أمانة منطقة الحدود الشمالية ) رؤية رائعة لا تنطبق على أرض الواقع، المنطقة بها أحياء عشوائية ومن ضمنها حي عفيرا، تضم مئات الأسر، أغلبهم لا دخل لهم سوى الضمان الاجتماعي، عشش من الصفيح والأخشاب، لا تقي من برد أو حر – الله أكبر – ولا أمان والأمل كسراب يتلاعب بالعيون، أطفال لم يعرفوا مذاق الدفء الحقيقي، وشعور البهجة. فقط القليل من الفرح المؤقت. حين ننظر للعشوائية، ترى عيوننا الأكواخ، الممرات الضيقة لكن القليل منا من يرى الحزن يختبئ خلف بسمات الأطفال، قلق الأب على ثمن وجبة العشاء ،إن أصعب شعور بالحياة أن تقف أمام طفلك لاتعرف كيف تداري عجزك عن عيونه، هكذا يجب أن نرى العشوائيات، الإنسان قبل أي شئ، ونسأل مسئولينا، لماذا لدينا بيوت من الصفيح؟ أي تخطيط كان وأي تنمية؟ إن تطور العشوائيات علم معروف اسمه « علم العمران « لأن هناك عناصر واضحة للحق في السكن المناسب تزخر به المراجع الحقوقية، لدينا خبراء متميزون في التنمية البشرية،
هكذا يجب أن نرى العشوائيات، الإنسان قبل أي شيء، ونسأل مسئولينا، لماذا لدينا بيوت من الصفيح؟ أي تخطيط كان وأي تنمية؟
ولدينا أيضا فائض كبير في الموازنة، لماذا لايزال بالمملكة التي أنعم الله عليها بالغنى وجود هذه الصنادق؟ إن الأمر لايحتاج لخطط طويلة الأجل، والوضع لايحتمل الكثير من الوقت، الأمر في غاية البساطة، الحل أن توجد الإرادة، الرغبة الحقيقية في مواجهة المشكلة والعمل على حلها، بل إن الأمر لايحتاج لأموال كثيرة، غالبية برامج وخطط التنمية البشرية المستدامة، ترتكز على مكونات البيئة المادية، وتوفير فرص عمل من خلال مشروعات تعاونية تعتمد على الحاجات الأساسية للمجتمع المحلي، إذا المشكلة ليست في الإمكانيات البشرية أو المادية، المشكلة يا إخوتي في منهج التفكير الذي يوصل لنتائج خاطئة. أنا إنسانة أشعر بالألم لهذه المعاناة في بلدي التي أعشقها، وكحقوقية أرى أنه انتهاك صارخ للمنظومة الحقوقية بكل مكوناتها، والفئات التي تحميها. تلك المرأة التي تنام ليلا غير مطمئنة على الغد، ذلك الطفل الذي يفقد أجمل سنوات عمره في بيئة غير مناسبة على أي وجه، وأسأل نفسي قبل الجميع، ماذا سيحمل هذا الطفل في عقلة وقلبه حين يصبح شابا؟ لن أدعو المسئولين إلى العمل فورا على تغيير الأحياء العشوائية بالمملكة، بل أدعو الجميع، المثقفين، الجمعيات، الجميع بلا استثناء، الجميع مسئول، دعونا نطلق حملة لتكون المملكة العربية السعودية خالية من العشوائيات في كل مناطقها خلال خمس سنوات، حملة يقودها المجتمع، يديرها ويوجهها على أساس التنمية المستدامة، وبالمنهج الحقوقي، أتمنى أن يشاركني الجميع.