يروي لنا التاريخ أن الحضارات لم تأت وحدها هكذا منفردة، بل جاءت بعد تلاقح وتواصل إنساني فريد وطويل، وإن المدارس الأولى في تاريخ العالم لم تأت هكذا، بل بدأت من الصالات الرياضية، حيث لم يكن هناك شيء اسمه مدرسة .. وإنما جاءت المدرسة من قاعة الألعاب الرياضية،
وتحديداً من مؤسستي افلاطون وارسطو، وهذا يدل ـ تاريخياً ـ على أن الرياضة مهدت الطريق للمدارس ولطلب العلم، ثم أصبحت علماً يدرس علمياً ونظرياً في سائر جامعات العالم اليوم، لما لها من فوائد جمة على الجسم والعقل في آن واحد ، وتلك هي المعادلة الأولى .
أما المعادلة الثانية فهي تقول : إن الرياضة البدنية ليست نشاطا فرديا، بل عملاً جماعياً، وديننا الإسلامي الحنيف يحث على العمل الجماعي، فيد الله مع الجماعة ! .أليست (السمنة) سبباً لكثير من الأمراض؟! أليست حوالي نسبة (45 %) من السعوديات يعانين السمنة، وهي من أعلى المستويات على مستوى العالم بين النساء؟!، أليست اللياقة البدنية تساعد على الحفاظ على الصحة؟!، أليست مادة التربية الرياضية في مدارس البنات ضرورية اليوم والمعادلة الثالثة الحاسمة التي تحتوي على الحجة الدامغة، هي مربط الفرس ومحور المعادلات، وهي تقول : إن الرياضة للبنات ليست بعيدة عن ثقافتنا العربية والاسلامية، التي سنامها ذلك الدين القيم الذي يتساوى فيه الناس (كأسنان المشط)، جاء به الوحي لسيد الخلق ـ عليه الصلاة والسلام ـ ذلك النبي الأمين الذي قام بعمل سباق مع زوجته أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها، وأحمد الله أن محمد بن عبدالله ـ عليه الصلاة والسلام ـ عمل ذلك السباق، وإلا لما ناقشنا هذا الموضوع على صفحات الجرائد .. لأننا قد نجد من (يكشر) عن أنيابه ضدنا، ويتهمنا بالتغريب، ويرغمنا على تناول حبوب منع (الفكر)، معتبراً أن مناقشة هذه الأمور على صفحات الجرائد ضرب من الوقاحة وقلة الحياء ومن الدعوة إلى التغريب !.
وبعد هذه المعادلات دعني – عزيزي القارئ – أعرض أمام ناظريك بعض التساؤلات التي تعترك في داخلي، والتي منها : أليست ( السمنة ) سبباً لكثير من الأمراض ؟ ! أليست حوالي نسبة ( 45 % ) من السعوديات يعانين من السمنة، وهي من أعلى المستويات على مستوى العالم بين النساء؟!، أليست اللياقة البدنية تساعد على الحفاظ على الصحة ؟ !، أليست مادة التربية الرياضية في مدارس البنات ضرورية اليوم؛ لأنها ستساعد البنات على تعلم الحمية بطريقة علمية، وتتماشى مع القول الشائع : العقل السليم في الجسم السليم؟!.
وما دام الأمر كذلك، ألا ترى بأن علينا البدء في تأهيل المعلمات السعوديات كي يدرسن مادة التربية الرياضية؟! ألا ترى أن علينا أن نستقدم لهن مدرسات من الخارج، لأن جامعاتنا لا تعرف شيئا عن هذه المادة (للبنات)، ولا يوجد لهذه الرياضة تاريخ في ذاكرة الوطن ؟! .. هذه هي المعادلة الصعبة!.
وأخيراً أقول لمن يتبنى موقف الرفض مع سبق الإصرار ويعارض الرياضة في مدارس البنات: استعد قول الإمام الشافعي: " مذهبي صواب يحتمل الخطأ ومذهب غيري خطأ يحتمل الصواب" ودع عنك نرجسية احتكار الحقيقة، وساهم معنا في إزالة شحوم التخلف المتراكمة على مفاصل بعض العقول لتشفى من الكلسترول (الديكارتي)، ولنتحل بشيء من الروح الرياضية!!.