تأتي الإدانة الدولية لمحاولة اغتيال السفير السعودي في أمريكا عادل الجبير انتصاراً للعدالة الدولية التي انتهكها النظام الإيراني دون أن يقيم أي اعتبار للقيم والمواثيق الدولية، ونجاح المملكة في حشد دول العالم لإدانة محاولة الاغتيال ونبذ الإرهاب الذي أصبح سلوكاً يومياً للنظام الإيراني، لا يمثل ذلك انتصاراً للمملكة فحسب إنما هو انتصار للعدالة في أكثر تجلياتها حضوراً.
انتهى الزمن الذي تفلت فيه الأنظمة باستخدام وسائل الاغتيال لتنفيذ أجندتها السياسية وتحقيق إستراتيجيتها وأصبح العالم أكثر وعيا بأن الإرهاب حالة يجب القضاء عليها خصوصاً إذا جاء من قبل دول وأنظمة متواطئة مع عالم الجريمة ومنظمات الإرهاب الدولية.
إن المملكة وهي تنجح في حشد دول العالم خلف حقها السياسي والقانوني إنما تؤكد على ضرورة أن يكون العالم خالياً من الأنظمة الفاسدة والحاقدة التي تنفذ أجندتها السياسية ضمن أطر غير قانونية أو أخلاقية.. وإيران التي وجدت نفسها وحيدة في عالم بدأ يتجه صوب صيانة السلام العالمي لا تملك إزاء انحسار دورها الإقليمي والدولي سوى تلك الوسائل الوحشية العنيفة وهذا ما تعوَّدناه من نظام كشَّر عن أنيابه عبر خلط الأوراق السياسية لإدخال المنطقة في دوامة من العنف والقتال الدموي.
إن المملكة كدولة مسؤولة تعرف واجباتها والتزاماتها تجاه العالم والدول لا تقبل أن تمرَّ مثل هذه الجريمة دون عقاب ودون أن يدفع القاتل ثمن جريمته، وذلك من خلال الوسائل المتعارف عليها في إطار الشرعية الدولية وهو ما ترجم هذا الحشد الدولي خلف مشروعها الذي طرحته أمام الأمم المتحدة، ولقي كل ترحاب وهو تأكيد على نجاح سياسة المملكة تجاه العالم.
إننا في المملكة لا نريد سوى أن يقر النظام الإيراني بجريمته البشعة ويحاسِب القائمين عليها مهما كانت مراتبهم في القيادة الإيرانية وقرار الاغتيال لا يمكن أن يتخذ بمعزل عن القيادة لذلك نؤكد أن انتصار الدبلوماسية السعودية هو انتصار للحق في أوضح تجلياته.
الانتصار السياسي والدبلوماسي للسعودية في الأمم المتحدة هو تقدير لدورها في إقرار السلام العالمي وجهودها في مكافحة الإرهاب على كافة الأصعدة والمستويات وهو أرقى وسائل العمل الناجح الذي يقدر دور المملكة.
نأمل أن يقوم النظام الإيراني بمحاسبة المسؤولين عن محاولة الاغتيال وأن يدرك أن سياسة الجرائم دون عقاب قد انتهت في ظل اتحاد المسرح الدولي ضد الإرهاب.