لا يخفى على المنصفين جهود مؤسسات الدولة قاطبة في مواسم الحج عاماً تلو الآخر وعلى وجه الخصوص وزارة الداخلية التي حشدت كافة طاقاتها القصوى للمساهمة في حج يتوافق مع شريعة الله «عز وجـل» التي نادت بأن يكون بعيداًً عن الإزعاج والتطرف والغلو والإرهاب والصخب مصداقاً لقول الحبيب «عليه افضل الصلاة والسلام» فيما معناه «من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع من ذنوبه كيوم ولدته امه»
وللأسف الشديد ان بعض من ينتسب للإسلام ويُحسب عليه خرج عن هذا الإطار الشرعي الذي آمن به عامة المسلمين قاطبة من السلف للخلف، وعلى وجه الخصوص حملة محدّدة من دولة البحرين الشقيقة خرجت عن هذا السياق فأزعجت المارة وتجمهرت وصاحت وناحت وأرادت الاشتباك مع افراد الأمن عن تعمّد بإيعاز موجّه ومقصود من أطراف وأشخاص معروف توجّهاتهم وغاياتهم ولكن الحنكة الأمنية تجاوزت في هذا الفساد لمفهوم الحج وبالتالي ساهمت وزارة الداخلية ممثلة في القيادات العليا في تفويت هذه الغوغائية التي تتكرر من عام لآخر، وقد عادوا الى ديارهم صفري اليدين ملطخة أسماؤهم بتصرُّفات خارجة عن الدين والإسلام وتسببوا في مزيد من الازدراء عليهم؛ لأنهم لطخوا انفسهم عن قصد ونية مبيّتة للتعامل ضد توجيهات النبي «صلى الله عليه وسلم» من خلال تفويت تعظيم ركن نفيس وأساسي ضمن أعمدة الدين التي لا تقوم إلا بها مهما تزلفوا ومهما وافقوا ومهما اظهروا من عذب الكلام واخفوا باطنه.
ان اعتناق الدين ليس تجارة ومظاهرة وصخباً بل هو سكينة وخشوع في المسجد لأداء الصلاة وكذلك في الحج والصدق في التعامل من خلال رمضان وكذلك بقية الفرائض الشرعية التي يؤمن بها عامة المسلمين ومن هنا كانت الحاجة ماسة لوقوف منظمة المؤتمر الاسلامي التي خرج من رحمها نسب الحجاج وفقاً لكل دولة ان تقوم بمساعدة الدولة المضيفة وإعانتها بعد كل هذه الملاحظات في الميدان عن التوتر المسبق والتجاذبات الاعلامية والنفسية والتجاوزات الأمنية والعقدية والشرعية لبعض من يسمون انفسهم حجاج بيت الله الحرام ان يعـيدوا صياغة القرارات السابقة لتتوافق مع المنظور لهذا الزمان الذي كثر فيه اللغط وقل فيه العقل والحكمة ممن درس وتعلم ناهيك عن الرعاع ومن هنا كان واجبا على اكثر من صعيد ان يتكاتف المسلمون قاطبة ليس في التوجيه والإرشاد والدعوة والموعظة والذي اتضح تغاضيهم عنها بكل وقاحة عند بعضهم وهم قلة ولكن يظلون رقما قل او كثر في اكثر من صعيد وان المقصود ان تعاد نسبة مشاركة الدول وفقاً لسجل سكانها في المخالفات أسوة بما يحدث من عقوبات في الميدان الرياضي مع الفارق ولكن للتأكيد ان الغالبية العظمى من الدول والأفراد يريدون حجاً وفق الشريعة وليس وفق رغبات افراد من اشخاص حاقدين على الدين الصحيح وانفسهم ومن يشاركهم في العبادة للرب الواحد ان يلطخوا مناسكه وهدوءه ومشاعره بالضوضاء ومن هنا لابد من وقفة للمنظمة الاسلامية وفق تصويت غالبية الدول على ذلك مع فرض قيود وقوانين تحفظ سلامة رجال الأمن وجهودهم من عبث العابثين وحقد الحاقدين لان هذه دماء مسلمة يهمنا بالدرجة الاولى الحفاظ على ابنائنا واخوتنا لأن الغوغائيين ووفق تصريحاتهم المعلنة هي سياسة ستتكرر يوماً تلو الآخر لن تتوقف ازعاجاتهم ولابد من تصدّي المسلمين للعبث في الحج بكافة درجاته من اي طرف كان من خلال المنع او التقليل او الغرامات او اي اسلوب آخر يراه اهل الاختصاص وما يهمنا كشعب مسلم في المملكة وعامة المسلمين هو وقف هذا الاستهتار وهذا التجاذب بأي صورة كانت من المسلمين جميعاً لان الدين كله لله ولابد من تعاون الكل في هذا المجال ولأن الدولة السعودية مهما ملكت من خبرات أمنية في الحج وقدرات وإمكانيات سيأتي يوم تطلب مساعدة إخوانها واشقائها في الدين والعقيدة تحت اي بند لأن أعداد الحجاج تتضاعف سنة بعد اخرى والموقف والزمان والمكان بدأ يئن من ذلك.ان اعتناق الدين ليس تجارة ومظاهرة وصخباً بل هو سكينة وخشوع في المسجد لأداء الصلاة وكذلك في الحج والصدق في التعامل من خلال رمضان وكذلك بقية الفرائض الشرعية التي يؤمن بها عامة المسلمين، ومن هنا كانت الحاجة ماسة لوقوف منظمة المؤتمر الاسلامي التي خرج من رحمها نسب الحجاج وفقاً لكل دولة ان تقوم بمساعدة الدولة المضيفة وإعانتها بعد كل هذه الملاحظات في الميدان عن التوتر المسبق والتجاذبات الاعلامية والنفسية والتجاوزات الأمنية والعقدية والشرعية لبعض من يسمون انفسهم حجاج بيت الله الحرام.ومن جهة ذات صلة فان التجاوزات الأمنية الاخرى التي رصدت في هذا الموسم وغيره هي الاعداد الغفيرة التي تحج دون تصريح او دون التقيّد بالفارق من حج لآخر وهي أرقام مهولة وقد وقفت جريدة «اليوم» بتحقيقات مصورة في هذا السياق وتحدث عنها الكثيرون وأسبابها وطرقها ومخالبها يعرفها الانسان العادي قبل الفصيح ولكن من اهم النتائج التي يمكن ان نستفيدها من دروس الحج هو استدراك وتصحيح المنافذ البرية والجبلية بأساليب افضل لأن المتسللين في غالبيتهم من الوافدين العرب والمسلمين المقيمين في هذه البلاد واستهتارهم بالأنظمة او عدم اكتراثهم يجعلهم في نظر الانسان العادي قنبلة موقوتة للقيام بتجاوزات اخرى سواء منها أخلاقية او مالية او سرقات او أعراض او مخدرات وغيرها لأن مخالفة ولي الامر والحاكم الاداري لأي دولة تعني هذا بكل بساطة ان ذلك الشخص لا يكترث بأي شيء ويمكن ان يعمل اي شيء اذا سنحت له الظروف والإمكانات ومن هنا نعتقد انه لزاماً على الداخلية ان تفكّر ملياً وبعمق ومن خلال معهد الحج ليس فقط في اشكالية التهريب والتسرّب بل في خطرهم الحاضر والمستقبلي على البلاد والعباد تحت اي ظرف كان وأي زمان كان وما لم تكن العين حمراء ومغلظة امام الجميع للتقيد بالأنظمة التي تراها الدولة فسنرى انفسنا في ظروف اشد خطراً ليس فقط خلال اسبوع الحج بل وبعد ذلك وعلى اقل تقدير من البعض حتى لا أعمم وكما قيل للدلالة على هذا التوجّه من المقصود الفقهي باستدلال آخر «ما أسكر كثيره فقليله حرام» ولعل المقصود واضح بالمعنى.
وقبل الختام شكراً واثابكم الله بجهودكم لكل من ساهم في نجاح وسلامة الحج وأعـانكم على ضلال وجهل البعض وفي ميزان أعمالكم.
وفي الختام الصدق في الظاهر والباطن من علامات الايمان التي لا تخفى لمن أرادها والله يهدينا ويهدي لنا، ويحفظ بلادنا وقادتنا وشعبنا اليوم ودوماً.