اختيار الأمير نايف بن عبدالعزيز كولي للعهد والرجل الثاني في الدولة يأتي لتعزيز مسيرة المملكة في استمرارية العطاء والتفوُّق لحِكمته وحِنكته القيادية ومبايعته من قبل الأسرة الحاكمة، ومن الشعب السعودي يأتي أيضاً في سياق تطوُّر آلية الحكم والقيادة في بلد مشهود عنه التلاحم بين القيادة والشعب، وهي حالة غير تقليدية بمعيار الحُكم السياسي، وتعني فيما تعنيه قدرة المملكة ونظام الحكم فيها على الاستجابة لمعطيات الواقع المستقر.
إن بيعة ولي العهد التي شهدناها من قبل المواطنين من خلال العبارات العفوية للمواطنين، وترحيبهم بالثقة الملكية في اختيار ولي العهد إنما هو وسام سعودي بامتياز وهو استقرار ونعمة نُحسد عليها في المملكة، بينما دول كثيرة تقف عاجزة ومتعثرة في مسيرة تطوُّرها السياسي، ولعل الأمير نايف كشخصية قيادية مارس العمل السياسي والإداري بحكم المناصب التي تولاها والملفات الكبيرة التي أدارها هو ما يعطي المملكة بُعدها الإنساني ويؤرخ لأمجادها السياسية، حيث إن القيادة السياسية منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز دائماً في تماسٍ مباشر مع المواطنين، متمثلة في واجباتها لخدمة شعبها ومتعرفة باستمرار على تطلعات شعبها ومتعاطية بايجابية نادرة مع تطلعاته وطموحاته للوصول إلى أرقى المستويات في كافة المجالات.
إن صفات سياسية متألقة يحملها الأمير نايف هي صفات وخصال متسلسلة في التاريخ السعودي الحديث وهو القيادي والشخصية الكبيرة التي حملت هموم وملفات كبيرة لتتفوق في إنجازاتها، ومن حق كل سعودي صغير أو كبير.. رجل أو امرأة أن يفتخر بهذه العراقة المتوارثة في حكامهم لخدمتهم وقيادة سفينة التقدُّم والإنجاز.
لا شك في أن الشعب السعودي وهو يبايع الأمير نايف على ولاية العهد وعلى ثقة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في اختياره سوف يجني ثمار هذه التقاليد الراسخة في مؤسسة الحُكم السعودي الأصيلة التي تضع خدمة الشعب والوطن فوق كل اعتبار ونحن على ثقة بأن سمو الأمير نايف سوف يكون خير عضيد لخادم الحرمين الشريفين في تسيير شؤون الدولة، والإنجازات التي نراها ماثلة أمامنا ومتحققة في واقعنا سوف تتواصل وتضيف على هذه الانجازات إنجازات أكبر، وسوف تحقق المملكة مكانتها العالية في المجتمع الدولي باعتبارها الأكثر قدرة على فهم دورها العربي والإسلامي والدولي بحكم تطوُّرها المستمر وحصافة قيادتها السياسية وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، ولن تقف المملكة عند حدود في فرض نفسها كقوة مؤثرة لضمان استقرار وأمن المجتمع الدولي.