DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

المساواة بين المحرومين والمرفّهين

المساواة بين المحرومين والمرفّهين

المساواة بين المحرومين والمرفّهين
المساواة بين المحرومين والمرفّهين
أخبار متعلقة
 
لا أدري، لماذا استفاق صندوق التنمية العقاري فجأة من سباته، وقرر حرمان من يمتلك مسكناً، من الحصول على قرض عقاري؟، وكأنه وجد ضالته المنشودة في تخفيف الضغط عليه، وتقليل أعداد المنتظرين على قوائمه.

 الصندوق الذي أنشئ قبل 38 عاماً، ساوى تماماً ـ بهذا القرار ـ بين من عانى الأمرين، وشد الحزام، حارماً نفسه وأسرته من متع الحياة، بهدف تأمين منزل ولو غرفة واحدة وصالة ودورة مياه، وبين من رفض الحرمان، وعاش في رفاهية، داخل فيلا مستأجرة، ينعم فيها بالعيش الكريم، حتى يحين موعد حصوله على قرض الصندوق، كي يمتلك منزلاً، فرأى الصندوق بهذا القرار أن يزيد حرمان المحرومين، ويعزز رفاهية المرفهين.

أشاطر المواطنين المحرومين من قروض الصندوق استياءهم، وأشاطرهم مناشدة المسؤولين في إعادة النظر في هذا القرار، والتراجع عنه، خاصة إذا وضعنا في الاعتبار أنه ليس كل من يمتلك عقاراً، هو إنسان غني وميسور الحال، وليس كل من لا يملك عقاراً، هو فقير ومحتاج، ولابد من الوقوف معه.

قد يكون الصندوق محقاً في قراره، لو كان اتخذه قبل 20 أو 25 سنة، وتحديداً قبل استفحال أزمة الإيجارات، وغلاء الأراضي البيضاء، وارتفاع أسعار مواد البناء، وهي أمور لخصت حلم أكثرية المواطنين، في الحصول على قرض، يؤمنون به منزلاً، ولو وحدة سكنية متواضعة، تنقذهم من الإيجارات، أما أن يأتي القرار بعد شهور قليلة، من دعم خادم الحرمين الشريفين للصندوق بـ40 مليار ريال، لتقليص مدة انتظار المواطنين الراغبين في الحصول على قروض، وبعد قرار رفع القرض إلى 500 ألف ريال بدلاً من 300 ألف ريال، وبعد السماح لمن لا يمتلكون أرضاًً في الحصول على قروض، فهذا معناه قتل «متعمد» لطموح وأحلام آلاف المواطنين، الذين ليس لهم ذنب، سوى أنهم وثقوا في الصندوق، وصبروا معه صبراً جميلاً، وحلموا بالقرض، وامتلاك منزل، واطمأنت نفوسهم بأن عامل الوقت فقط، هو ما يفصلهم عن تحقيق حلم العمر. أشاطر المواطنين المحرومين من قروض الصندوق استياءهم، وأشاطرهم مناشدة المسؤولين في إعادة النظر في هذا القرار، والتراجع عنه، خاصة إذا وضعنا في الاعتبار أنه ليس كل من يمتلك عقاراً، هو إنسان غني وميسور الحال، وليس كل من لا يملك عقاراً، هو فقير ومحتاج، ولابد من الوقوف معه.. فمثل هذه الحسبة خاطئة، ولا عيب أن نتراجع عنها، حفاظاً على المساواة بين من حصل على قروض، ومن ينتظر منذ 10 سنوات، وحفاظاً على الأحلام من الاندثار، وتمسكاً بالوفاء بالوعود.