على قناة ( mbc4 ) استرعى انتباهي ومتابعتي الأسبوع الفائت برنامج (House Swap) وهو كما يبدو من برامج الواقع الأمريكية التي تحظى بجماهيرية واسعة ومتابعة كبيرة.
ورغم التفاوت الشاسع في برامج الواقع من حيث الأهمية والنوعية والأهداف والنتائج إلا أن الحلقة التي شاهدتها من البرنامج الآنف الذكر تتعدى برامج تلفزيون الواقع الترفيهية إلى احد المفاصل الحياتية المهمة وهو الجانب الأسري والتربوي إذ كانت الحلقة تتناول علاقة الوالدين بالأبناء ومعالجة الأخطاء التربوية الفادحة التي يرتكبها الآباء تجاه أبنائهم وتنعكس بشكل حتمي على سلوكياتهم الحالية والمستقبلية.
أعود للحلقة التي قامت فيها استشارية نفسية وأسرية بدور الأم البديلة في أحد البيوت كان البرنامج يتطلب انفصال الأم الحقيقية عن بيتها شهرا تقريبا لتقوم الاستشارية بدور الأم ولتعالج الأخطاء التربوية الكارثية التي ارتكبها الأبوان تجاه أبنائهم كان ذلك بعد رصد الأخطاء والمشكلات والتصرفات ومعالجتها بشكل علمي ولكن بطريقة تلقائية وسهلة وطبيعية.
واجهت الأم البديلة الكثير من المصادمات والمشاكسات في البيت المضيف لكنها كانت تتقبل ذلك بصدر رحب لعل السبب ثقتها الأكيدة في تحقيق النجاح من هذه التجربة الصعبة جدا.
كم من الآباء في مجتمعنا يقوم بإيصال أبنائه وبناته إلى مدارسهم؟ وكم منا من يشارك أبناءه وبناته في المذاكرة والواجبات المنزلية؟ وكم زيارة قمنا بها لمدارس أبنائنا وبناتنا لمتابعة مستوياتهم والمشاركة في نشاطاتهم؟ولعل أكثر ما ركزت عليه هو انشغال الأب بالعمل وانهماكه فيه إلى الدرجة التي ينسى فيها دوره كمربٍ ولكون الأب قد وافق على وجوده في البرنامج كان لزاما عليه أن يستجيب للمهام المطلوبة منه والتي تركزت على أهمية توصيل الأب لأبنائه للمدرسة بنفسه لما في ذلك من حماية للأبناء وتقوية لروابط المحبة والعطف والحنان وكذلك مشاركة الأبناء في حل الفروض ( الواجبات المنزلية )، وأيضا المشاركة في إحدى الفقرات الرياضية بالمدرسة وكانت في رياضة الجمباز التي كانت مجهدة للأب كان الهدف من المهمة الأخيرة إشعار الأب بمقدار ومستوى التعب الذي يبذله الأبناء في مدارسهم لإرضاء آبائهم.
ومع اختلاف البيئة والمكان والزمان لا شك أن المشكلات السابقة التي سعت الأم البديلة إلى معالجتها تمثل إشكاليات واضحة جدا في واقعنا الذي نعيشه ما يجعلنا نطرح هذه التساؤلات: كم من الآباء في مجتمعنا يقوم بإيصال أبنائه وبناته إلى مدارسهم؟ وكم منا من يشارك أبناءه وبناته في المذاكرة والواجبات المنزلية؟ وكم زيارة قمنا بها لمدارس أبنائنا وبناتنا لمتابعة مستوياتهم والمشاركة في نشاطاتهم؟ أترك الإجابة لكم.