** لا أود أن تأخذني الأوهام والأحلام والمباهج الصغيرة فأكتب ما أريد وكيفما أريد وان كنت أفعل هذا أحيانا.. وبالتأكيد لا أحب أن أمس او تقطع أطرافي أو أؤكل دونما أدنى سبب.. وإذا كان لبعض العبارات أسنان فهي في الغالب لا تؤذي ولا تعض وإذا كانت عمليات «البتر» هذه واردة لا محالة كنوع من المهانة وعدم احترام الكاتب وكأسلوب حضاري لممارسة الحذر من قبل الناشر فعلى الأقل ينبغي أن يستشار الكاتب من أين يذبح من أذنيه أو قدميه .. أو من الوريد إلى الوريد.
** إنني أفاجأ أحيانا بعمليات «البتر» غير المشروع فيما أكتبه ولكن أسلوب الربط المهني المتقن ينسيني الى حد كبير تلك الكلمات المسفوح دمها والمقتولة دونما مبررات للقتل.. وعلى أية حال قد يكون هذا «اهون» بكثير من أولئك الذين كانوا يضعون لي مواليد لا اعرفهم.. وعبارات لم أكتبها قط.. وكنت أقرأ في اليوم التالي عبارات غريبة وسمجة أنا برىء منها وهي بريئة مني وأسمع من يهتف خلف أذني بنشوة.. لقد أصلحت لك المقال.. وجعلته «معقولا» ومقبولا للنشر والحق انه قد أفسده لا أصلحه وكنت أتطلع بعينين ملؤهما الأسى والحزن واذهب في حال سبيلي.
** ولست هنا بصدد العتاب فالأدوار قد وزعت ولكل عمله فأنا اكتب كما أريد أحيانا وهم ينشرون ما يريدون على كل لقد اخترت وبعد كل حساب أن أبقى حيث أنا حتى بأبخس ثمن .. ولن اقف في مزادات البيع والشراء وليس ذلك زهدا في المال ولكنه زهد في العذاب والعناء وغالبا ما يصل المرء إلى مرحلة يرى فيها العديد من الأمور تتشابه تماما وليس بالضرورة أن تختار من يدفع أكثر ولكن من ترتاح عليه أكثر.. المهم أن تمضي هذه السفينة برغم الوهن الذي أصاب بحارتها.. وبرغم تضحياتهم المريرة.. ولكن لا أمل ألا تزيدوا الثقب اتساعا.. والهم همين.. فالبحر أكثر عمقا وأكثر خطرا.. وهولا.. يا معين..
** بقي ما أود أن أقوله لمن عبث في مقالي .. فوضع الرأس في الذنب والذنب في الرأس وكرر الجمل وادخل هذه في تلك.. واجتهد اجتهاداً أعمى.. فلم أعرف من انا ولم يعرف هو ما اود ان أقول فلا هو أضاف ولا هو حذف ولكنه اعاد جمل المقال مرتين.