في نهاية رمضان تطوى صفحة جديدة من الموسم الرمضاني لاستعراض عضلات الدراما الخليجية بشتى اصنافها. والنقد والتحليل لهذه الدراما يتسعان لشتى التخصصات املاً في دفعها للافضل. ولعل الجانب الاستاتيكي الذي تراوح حوله هو موضوعاتها التي لا تنفك تدور حول صورة الخليجي في زمن الغوص الى انسان الحاضر بجشعه وانحرافاته السلوكية وتعقيداته النفسية.
ويغيب بين هذا وذاك ذلك التحوّل العلمي والاجتماعي الكبير الذي خطاه الانسان الخليجي. لماذا كل هذا الاصرار على الماضي الذي لم يكن ليمثل حضارة اندثرت او مدنية تستحق البكاء عليها. لماذا هذا الاصرار على عكس المجتمع الحاضر في صورة منحرفة يستسيغ اللهو بصورة نمطية المرأة فيها تستمرئ الخيانة الزوجية ورجل يمارس التأديب بعقاله. التمادي الذي ما تفتأ الدراما المضي عليه، ساهم ويساهم في سقوط حاجز الحياء في المجتمع ويعين على ادخال الادوات والحيل في استشراء الفساد الاخلاقي.
واما الموضوعات الغائبة في هذه الدراما فهي ذلك التحوّل الذي يعيشه الخليج من التطور العلمي على مستوى تزايد الجامعات والنمو المطرد للباحثين والمختصين في مختلف الحقول العلمية. اهم الموضوعات المفقودة هو الخيال العلمي لعكس صورة الكفاءات والإمكانات العلمية للمؤسسات الاكاديمية والبحثية الخليجية في مواجهة المستجدات المختلفة. ان الامل يحدونا لمشاهدة دراما خليجية تفترض ان مكاناً ما سيتعرّض لجائحة مرضية خطيرة ومن خلال هذا التحدي ينبري المختصون في الامراض المعدية بالابتكارات لمواجهة التحدي وما تعكسه الاحداث المعرفية والامكانات التي يمتلكها هذا الانسان اهم الموضوعات المفقودة هو الخيال العلمي لعكس صورة الكفاءات والإمكانات العلمية للمؤسسات الاكاديمية والبحثية الخليجية في مواجهة المستجدات المختلفة. ان الامل يحدونا لمشاهدة دراما خليجية تفترض ان مكاناً ما سيتعرّض لجائحة مرضية خطيرة ومن خلال هذا التحدي ينبري المختصون في الامراض المعدية بالابتكارات لمواجهة التحدي وما تعكسه الاحداث المعرفية والامكانات التي يمتلكها هذا الانسان.
والامل كبير في ان نرى ابن الخليج في احدى الجامعات عاكفاً على تطوير طاقة بديلة في زمن يواجه الخليج فيه نضوب النفط، ولماذا لا نرى الدراما تعالج اهل الاختصاص في دفع خطر نووي؟ او كيف استطاعت جماعة شابة مبدعة من ابتكار ادوات للتنبؤ بالزلازل، ولماذا لا تستشرف الدراما الخليجية حال الخليج بعد البترول؟ وكيف استطاع الانسان بعزمه وهمته بناء مدنية بديلة بفضل معرفته. ولماذا لا تكون صورة الخليجي تعكس ما بلغ بالعلم؟ ان الدراما الخليجية تغفل الكثير من التحوّلات العلمية والاجتماعية الحاضرة ومصابة بعشى بصيرة عما يجب ان تلعبه هذه التحوّلات في صناعة المستقبل.