"آمنـة نصيب سعيد، هي فتاة إماراتية تبلغ من العمر (19 عاماً).. نشأت في عائلة كبيرة يزيد عدد أفرادها على 25 شخصاً، جميعهم حافظون لأجزاء من القرآن الكريم، مما دفعها لمنافستهم، والانضمام إلى دورة حفظ مكثّفة في مركزين لتحفيظ القرآن، وكانت تقضي 12 ساعة يومياً في حفظ كتاب الله حتى أتمت حفظ القرآن الكريم كاملاً، في أقل من 100 يوم، وخاضت مسابقات محلية ودولية، حققت فيها المركز الأول".. هذا هو ملخص لقصة آمنة التي أوردتها جريدة "الإمارات اليوم" قبل أيام، ورأيت أن من المناسب أن أنقلها لكم، لا سيما بعد انتهاء شهر رمضان، حيث تفتر الهمم، وتضعف العزيمة وتتبدل الأحوال.
آثرت أن أقدّم لكم نموذج تلك الفتاة التي تفوّقت على نفسها، وتحدّت من حولها، وتنافست في الخير، فوفقها الله لحفظ كتاب الله في وقت قياسي، بعد أن أخذت بالأسباب، وجدّت واجتهدت، فهل لها من منافس، هل هناك من يتحدّاها، ولا أقصد هنا بالمنافسة أو التحدي حفظ كتاب الله، بل أقصد التحدي في ميدان التنافس على الخيرات، سواء في مجال العبادات أو السلوكيات، فمن نجح في مجاهدة نفسه على مدار30 يوماً ارتقى فيها عن مرتبة الغرائز والشهوات إلى مرتبة امتلاك العزيمة والإرادة، فهو معنا في المنافسة، ومن أقلع عن التدخين خلال الشهر الكريم وعزم على ألا يعود له أبداً فهو في دائرة التحدي، ومن كان مقصراً في عباداته وداوم على الالتزام بها فهو في ميدان التنافس، ومن وصل رحِمه وبرَّ والديه وأحسن رعاية أهله فهو معنا في السباق، ومن كان متكاسلاً في عمله وعقد العزم على أن ينجزه على أتم وجه فهو شريك في المنافسة، كل من قرر أن يغيّر نفسه للأفضل من أجل دينه ودنياه، أهله وأصدقائه، عمله وحياته فهو معنا في التحدي.آثرت أن أقدّم لكم نموذج تلك الفتاة التي تفوّقت على نفسها، وتحدّت من حولها، وتنافست في الخير، فوفقها الله لحفظ كتاب الله في وقت قياسي، بعد أن أخذت بالأسباب، وجدّت واجتهدت، فهل لها من منافس، هل هناك من يتحدّاها، ولا أقصد هنا بالمنافسة أو التحدي حفظ كتاب الله، بل أقصد التحدي في ميدان التنافس على الخيرات، سواء في مجال العبادات أو السلوكياتوان كنت نصحت في مقال سابق أن يرسم كل منا خريطة ذهنية ليخطط كيف سيقضي شهر رمضان على مستوى العبادة والعمل والأسرة .. و…. و .... حتى لا يضيع الشهر هباء، فنرسم خريطة لكل الشهور، نفكر فيها كيف نتاجر بأوقاتنا على مدار العام، حدّدوا هدفاً لكم في كل شهر واسعوا لإنجازه، ثم ارسموا طرقاً توصلكم لتلك الأهداف، وضعوا خطة زمنية لتحقيق أهدافكم، وخلال الخطة الزمنية حدّدوا أولوياتكم لضمان عدم إهدار الوقت فيما لا يفيد.
وختاماً.. العيد ليس هو نهاية لرحلة الإيمان في رمضان، بل يجب أن يكون رمضان هو نقطة بداية لحياة جديدة، فكما كانت لدينا عزيمة في شهر رمضان لتغيير سلوكياتنا والابتعاد عن العادات السيئة والاقتراب من الله، ما الذي يجعلنا ننقلب على أنفسنا، ونضيع ما أنجزناه طوال الشهر الكريم، أليس رب رمضان هو رب كل الشهور، فاجعلوا العام كله رمضان في الحفاظ على الطاعات ومجاهدة النفس ضد الغرائز والشهوات، لنتقِ الله في أعمالنا فنؤديها كما ينبغي وننجزها على أكمل وجه، لنعطِ كل ذي حق حقه.. وكل عام وانتم بخير بمناسبة عيد الفطر المبارك، أعاده الله علينا وعليكم وعلى سائر الأمة الإسلامية بالخير واليمن والبركات.