أهم ما يتميز به رمضان هو حالة الانضباط بوقت الإفطار ووقت الإمساك وما بين ذلك يسود رمضان لا يشاهد إلا الانشغال بالنفس عبادة او نوما. في غمرة هذا الانشغال يكثر المنسيون في بيوتنا وأقصد بشكل خاص الأطفال في عمر المدرسة الابتدائية. فهؤلاء بين زمن طفولة اللاوعي و الإدراك يعيشون رمضان منه يأخذون وفي كنفه يرفلون. يا ترى كم يعاني اطفالنا في هذا الشهر -لاسيما وان الاغلب لم يكلف- بعد من الاهتمام بإعداد الطعام المناسب؟ هل يجوع اطفالنا قسرا لأننا صائمون؟ أم حظهم في رمضان طعام السحور أو ما تبقى من الإفطار فينتهون بسوء التغذية.
و كم يشكل اطفالنا من اهتمام في برنامجنا الرمضاني؟ و كم نبذل من مجهود كي يتمثل رمضان أفضل من الذي نفهمه و نحييه في وجدان أطفالنا؟ يا ترى كيف ينظر اطفالنا لرمضان و كيف يتطور فهمهم و ادراكهم لهذا الشهر الفضيل؟ هل ينظر الاطفال الى هذا الشهر بعين التشاؤم و الخوف عندما يرون شكوانا الدائمة و تذمرنا من حجم المعاناة من الجوع و العطش؟ هل يمتلئ اطفالنا خوفا من رمضان عندما يرى أهله تحال اخلاقهم سوءا و اطباعهم عدوانية؟ فالام لا تطيق اسئلة الاطفال الطبيعية ، و الاب يصرخ بأعلى صوته دعونا ننم نحن صائمون.كم يشكل أطفالنا من اهتمام في برنامجنا الرمضاني؟ و كم نبذل من مجهود كي يتمثل رمضان أفضل من الذي نفهمه و نحييه في وجدان أطفالنا؟ يا ترى كيف ينظر أطفالنا لرمضان و كيف يتطور فهمهم و إدراكهم لهذا الشهر الفضيل؟ان اطباعنا و عاداتنا الرمضانية وقيمنا و مفاهيمنا التي نعبر بها عن رمضان هي ميراثنا الذي ننقله لابنائنا. فما عسى أن يكون رمضان ابنائنا اذا لم نحسن نقل هذا الميراث المعنوي والتراثي والاجتماعي العظيم؟ تزداد مفاهيم رمضان تشويشا في أذهان اطفالنا عندما يكون الحرام في نهار رمضان شديد التطبيق وليل رمضان يشهده بكل يسر ففي نهار رمضان نكثر الاحتراز من الغيبة والغضب بالقول "اللهم إني صائم" وما ان يطل علينا الليل وتجري القوة في العروق واذا بألسنتنا لا تكاد يسيطر عليها فهي كالتائه تذهب يمينا وشمالا واذا بأطفالنا يلفهم العجب من هذا التباين. رمضان شهر القرآن والطاعة نعم ولكن ذلك مرهون بحجم ما نستثمره في اخلاقنا. وذلك كله تحت رصد أطفالنا وإدراكهم . فإذا رمضان المستقبل ،رمضان أطفالنا وأولادنا اليوم، أسوأ حالا من رمضاننا فتلك صنيعتنا في وجدان أولادنا .ما يحصد اطفالنا من رمضان وما ينالونه خيرا او سوءا بحاجة لشديد التأمل فإننا تحت مراقبة "ساهر" أطفالنا.