الخطاب التاريخي لخادم الحرمين الشريفين – حفظه الله - إلى الأشقاء في سورية، يؤكد من جديد للعرب خصوصاً، ولمسلمي العالم عموماً أن اختيارهم خادم الحرمين الشريفين كأكثر قائد إسلامي يحظى بثقة في قدرته على اتخاذ القرارات والخطوات الصحيحة بشأن القضايا العالمية - خلال استطلاع سابق أجراه مركز أبحاث «بيو» الأمريكي - كان في محله، ولو كانت القيادة السورية حاولت في السابق فهم لماذا حصل خادم الحرمين الشريفين على المرتبة الأولى بين القادة الأكثر شعبية وتأييداً في العالم الإسلامي لجنبت شعبها الكثير مما يعانيه حالياً،
ولو حاولت فهم ذلك حالياً ربما تستطيع أن تدرك مغزى اللغة الحازمة والرسائل القوية والموقف الواضح الذي حملها خطابه تجاه ما يحدث في سوريا، ولأدركت جيداً أن قائد مهموم بقضايا أمته العربية والإسلامية لن يستطيع أن يصبر أكثر من هذا الوقت، وهو لا يرى بارقة أمل بوضع حدٍّ لدماء الأبرياء التي تراق يوماً بعد يوم، وشهراً بعد شهر، حتى تجاوز عدد الضحايا أكثر من ألفين، وآلة القتل مستمرة.
حتى لا تختلط الأمور لدى البعض، ويظن البعض أن تحرّك المملكة جاء متأخراً، فإن هذا الخطاب بالطبع ليس الخطوة الأولى للمملكة على طريق وضع حدٍّ لما يجري في سوريا، فلا شك في أن هذا الخطاب سبقته خطوات وجهود وتحرّكات شتى، ولكن مع استمرار ما يواجهه السوريون من قتل وتدمير، وما تعاني منه مدنها من حصار وتجويع، وما يتعرّض له مواطنوها من تنكيل واعتقالات، الأمر الذي فاق كل حدٍّ وتجاوز كل تصوّر، رأى المليك بحكمته وحنكته أن من مصلحة الشعب السوري أن تخرج هذه الجهود للعلن.وحتى لا تختلط الأمور لدى البعض، ويظن البعض أن تحرّك المملكة جاء متأخراً، فإن هذا الخطاب بالطبع ليس الخطوة الأولى للمملكة على طريق وضع حدٍّ لما يجري في سوريا، فلا شك في أن هذا الخطاب سبقته خطوات وجهود وتحرّكات شتى، ولكن مع استمرار ما يواجهه السوريون من قتل وتدمير، وما تعاني منه مدنها من حصار وتجويع، وما يتعرّض له مواطنوها من تنكيل واعتقالات، الأمر الذي فاق كل حدٍّ وتجاوز كل تصوّر، رأى المليك بحكمته وحنكته أن من مصلحة الشعب السوري أن تخرج هذه الجهود للعلن، وأن تحدّد المملكة بشكل واضح للجميع "أن ما يحدث في سورية لا تقبل به المملكة العربية السعودية"، لذا حمل خطاب خادم الحرمين الشريفين لهجة حازمة، واختتمه باستدعاء السفير السعودي بسورية للتشاور حول الأحداث الجارية هناك، فلم يعد هناك وقت ليُراق فيه المزيد من الدماء، وكان تحذيره «حفظه الله» واضحـاً بأن"مستقبل سورية بين خيارين لا ثالث لهما، أما أن تختار بإرادتها الحكمة، أو أن تنجرف إلى أعماق الفوضى والضياع ــ لا سمح الله ــ"، ولحرص المليـك على ألا تنجرف سورية الشقيقة إلى الفوضى والضياع كانت نصيحته للقيادة السورية بـ"تفعيل إصلاحات شاملة سريعة"، وأعاد وأوضح ماهية هذه الإصلاحات بأنها "إصلاحات لا تغلفها الوعود، بل يحققها الواقع"، إصلاحات "يستشعرها إخوتنا المواطنون في سورية في حياتهم.. كرامة.. وعزة.. وكبرياء"، لا نسمع عنها فقط في وسائل الإعلام الرسمية السورية.
وختاماً، آمل - ونأمل جميعاً - أن تستجيب القيادة السورية لصوت الحكمة ولنصيحة مليكنا، وأن تراعي حرمة الشهر الكريم وأن توقف فوراً إراقة دماء الأبرياء، رحم الله الشهداء وحمى سورية وشعوب المنطقة والعالم من كل شر.