وسبب انزعاجي هو أنني لم أستطع أن أستوعب هذا الحدث الذي جندت له إمكانيات ضخمة وجهود كبيرة من السفارة والملحقية السعوديتين بالولايات المتحدة الأمريكية، وكذلك من وزارة التعليم العالي السعودية؛ وشاركت فيه (55) جهة خاصة وحكومية سعودية بإرسال ممثلين لها إلى الولايات المتحدة الأمريكية بتكاليف تجهيزات وانتداب وطيران لتعرض هذه الجهات السعودية في أمريكا فرص وظيفية في السعودية لخريجين وخريجات سعوديين!!؟. قلت: إنني لم أستوعب هذا الحدث والسبب في ذلك هو ما تطاير في رأسي من أسئلة أزعجتني، ومنها : ألم يحتفل من شارك في هذا الحفل بتخرجه في جامعته التي أتم دراسته بها!؟ فما المبرر لإقامة حفل تخرج جديد لهم!؟ وماذا عن الخريجين الذين لم يستطيعوا حضور هذا الحفل ومعرض التوظيف الذي يصل عددهم إلى (2400) خريج وخريجة ويمثلون (70بالمائة) من الخريجين السعوديين في أمريكا!؟ فماذا سيكون مصيرهم بعد عودتهم!؟ وهناك خريجو الدول الأخرى؛ بما أن تكلفة هذه الحفلات والمعارض الطائرة متوافرة لديهم وستصرف على أي حال؛ لم لا تتحول لكي تكون مكافأة تخرج لأبنائنا وبناتنا بعد عودتهم إلى الوطن لحين أن يجدوا فرصة وظيفية مناسبة لهم متى ما وجدوها! هل سنقيم لهم حفلات تخرج خاصة بهم في الأربع والعشرين دولة التي تضم مبتعثينا!!؟ وهل سيكون معرض التوظيف هذا معرضاً طائراً يتنقل بين دول العالم لجذب أبنائنا للعمل في وطنهم بعد أن بدأت الوظائف لدينا لا تجد من يريدها من السعوديين بمن فيهم من خريجي جامعاتنا المحلية!!؟ سألت نفسي: أليس أبناؤنا وبناتنا سيعودون بعد تخرجهم إلى السعودية؟ فلماذا لا يتم تنفيذ معرض توظيف لهم في السعودية بعد عودتهم!؟ ولماذا لا يكون هذا المعرض معرضاً سنوياً يستفيد منه كل خريجي الجامعات من خارج المملكة وداخلها؟ هذه الأسئلة الكثيرة هي التي أزعجتني؛ لكنه من الواضح أن من خططوا ونفذوا لهذا الحفل والمعرض لم تزعجهم هذه الأسئلة أو أنهم لم يفكروا فيها! ولعلي أطرح عليهم اقتراحا؛ وهو : بما أن تكلفة هذه الحفلات والمعارض الطائرة متوافرة لديهم وستصرف علي أي حال؛ لم لا تتحول لكي تكون مكافأة تخرج لأبنائنا وبناتنا بعد عودتهم إلى الوطن لحين أن يجدوا فرصة وظيفية مناسبة لهم متى ما وجدوها!! آمل أن نتوقف عن هدر مواردنا وأن نهتم بأن نتخذ القرارات التي تخدم بلدنا ومستقبلنا.
تابعت بانزعاج «وأتمنى أن تعذروني عليه» التغطية الإعلامية الكبيرة التي صاحبت إقامة حفل تخرج (1100) طالب وطالبة سعوديين من الجامعات الأمريكية وما صاحب ذلك من إقامة معرض توظيف لهم في ولاية ميرلاند الأمريكية؛