تدور في هذه الأيام مواجهة عاصفة بين الخطوط السعودية والطيارين على قائمة الانتظار في القبول. وتدل أحاديث هؤلاء للصحف على «تخبطات» في المؤسسة، فقبول متقدمين وفقاً لمعايير، وبعد اجتياز الاختبارات المطلوبة تغيّر المعايير السابقة بشروط جديدة ،لا يمكن وصفها بأقل من «تخبط»، حتى وإن كان يدير المؤسسة المهندس خالد الملحم القدير والوافر الطاقة والطموح، لكن ذلك لا يجعله معصوماً من الزلات والأخطاء.
وليس من اللائق تشخيص القضية أو ربطها بشخص، فالمقصود هو المؤسسة ككيان، بغض النظر عمن يديرها، ولكن يحدث أن الرئيس التنفيذي لأي شركة دائماً في فوهة المدفع، فطبيعي يأكل «الحصرم» في الأيام العصيبة مثلما يترغد بالنعمى، ويمد رجليه، في أيام المن والعسل.
ووصلت المواجهة إلى قرارات أكثر تخبطاً، مثل منع صحيفة عكاظ من التوزيع على طائرات المؤسسة، وهذا سلاح مفلسين، ويدل على أن داء الكِبر في المؤسسة بلغ التراقي.
الحل الذي يليق بالمهندس الملحم الذي يظهر لي أن كفاءته مشهودة، أن يعلن استعداده لعقد حوار مفتوح مباشر مع الطيارين المتقدمين، وخبراء متنوعين، وسوف يكتشف بنفسه أخطاءً جديرة بالاعتراف والتصحيح، وسيجد بالتعاون مع هؤلاء حلولاً لمشاكلهم وفقاً للمعايير المهنيةولا تبدو المسألة تحتاج إلى أن تكون معركة هجوم ودفاع، وزلازل وترددات ورعود. وكان يجب أن تعترف المؤسسة بأنها ليست معصومة، ولا خبراء التطوير معصومون.
والمشكلة عندنا وفي الوطن العربي أن كثيراً من المديرين ينظرون إلى أن خبراء التطوير، يأتون ومعهم كتابٌ منزّل لا ينطق عن هوى. بينما لو جاء خبراء آخرون من ذات الملّة والجنسية والخبرة، لرموا بكتاب الأولين واتهموهم بالجهل والهوى، وأخرجوا كتابا من عندهم، وادعوا أنه لا ينطق عن هوى. وهكذا كل ملّة خبراء تلعن أختها.
الحل يسير ولا يستدعي فتح جبهات مع صحف وشباب طموح، والاكتفاء باستقدام طيارين من بنغلاديش وصم الأذان. فمن غير المعقول أن تستقدم المؤسسة طيارين من بلدان في قاع المؤشر التنموي العالمي، وتحجم عن قبول مئات الطيارين السعوديين الذين تنطبق عليهم الشروط السابقة.
الحل الذي يليق بالمهندس الملحم الذي يظهر لي أن كفاءته مشهودة، أن يعلن استعداده لعقد حوار مفتوح مباشر مع الطيارين المتقدمين، وخبراء متنوعين، وسوف يكتشف بنفسه أخطاءً جديرة بالاعتراف والتصحيح، وسيجد بالتعاون مع هؤلاء حلولاً لمشاكلهم وفقاً للمعايير المهنية.
والمؤسسة الطموحة تسعى إلى التحديث والتطوير ولكن بعقل مفتوح. فالمقبول في الشروط السابقة يمكن بعثه في دورات ورفع كفاءته، لحفظ ماء وجه المؤسسة وسمعتها، وكي تتصرف كهيئة مسئولة، وجعل الشروط الجديدة للمتقدمين حديثاً.
للأحبة* عبدالله العنزي ـ شكراً.. ولك كل التحيات.
* سوسو ـ شكراً.. عين العقل.. حقاً على الكاتب أن يطرح ما يستحق القراءة. لكن من لديه «مقياس» ما يستحق القراءة؟. كل منا لديه مقاييسه. حتى الأنبياء حاربهم أناس نظراً لاختلاف الرؤى ومقاييسها. ولهذا يتحاور أناس «معاصرين» جداً بالرصاص والقنابل والمتفجرات و«العُقل» (بضم العين) أيضاً.
وترقطعت بيد عراض وتجاوزات مئة واد، وألف نجمة تأفل، وغيوم تحبل بخداع..
وتنتظر، صابرة، نجمة أن تهل في الأفق القصي..