الرسالتان، وإن اختلفتا في الأسلوب والغايات، إلا أنهما اشتركتا في المضمون، والنهاية، وهما على كل الأحوال تعبران عن أفكار صاحبيهما، وإن لم يبديا مزيداً من التخوفات من موجة الاضطرابات التي تعم بعض العواصم العربية، بعضها نجح في إزالة نظامه والآخر الله أعلم!! الأخ المصري، بعد مقدمته التي اعترف فيها بأنه من مؤيدي شباب الثورة، ومن الذين خرجوا في ميدان التحرير، واعتصموا فيه، إلا أنه أبدى تخوفه مما يقال عن دعوات رخيصة لاضطرابات في المملكة، قال لي بصراحة لم ولن تحدث أي اضطرابات في السعودية لتماسك الشعب السعودي وولائه لقيادته وحبه لملك الإنسانية عبد الله بن عبد العزيز .. وأضاف هذا الشاب أنه لا يتمنى أبداً أن يشهد الحرمان الشريفان أي تعكير للأجواء، ولا يتمنى أن يسمع أبدأً أن بلاد الحرمين قد تضررت من أي شيء، ذلك لأن وضعها مختلف جداً، وليست مثل أية دولة عربية... كما أن الشعب السعودي ينعم بالأمن والاستقرار المعيشي الرائع في كافة مجالات الحياة.
واضاف هذا الشاب أنه لا يتمنى أبداً أن يشهد الحرمان الشريفان أي تعكير للأجواء، ولا يتمنى أن يسمع أبدأً أن بلاد الحرمين قد تضررت من أي شيء، ذلك لأن وضعها مختلف جداً، وليست مثل أية دولة عربيةقال لي أيضاً، إنه قضى في المملكة عامين، اضطر بعدهما للرجوع لبلاده، وعايش بنفسه الفرق، لمس مدى الحميمية والتقارب الذي يجمع الشعب السعودي من جميع الطبقات، وروى كيف انه استطاع الدخول لمقابلة أمير المنطقة الشرقية وعرض مظلمته ضد كفيله السعودي، وأخذ حقه كاملاً، دون أن يضطر لدفع رشوة لأحد، أو أخذ «كارت واسطة» من أحد ـ كما قال بالحرف ـ وهو ما أبهره تماماً، عكس ما كان يحدث في بلده طيلة سنوات مضت.. وربما كان هذا مبرراً من ضمن المبررات التي شجعت على الثورة الشعبية المصرية. أما الأخت اليمنية، فقد تحدثت بإسهاب، عن العديد من المشاكل التي يعيشها المجتمع اليمني، صحيح أنها أسهبت أيضاً في الدفاع عن الاحتجاجات التي تشهدها بلادها من صنعاء إلى عدن ولحج، لكنها لم تنس أن تدعو الله أن يجنب المملكة بالذات كل الشرور والفتن، ما ظهر منها وما بطن فهي عاشقة للسعودية. بعد أن قالت لي إنها طالبة جامعية، وولدت في المملكة، لكنها عادت لإكمال دراستها هناك من أربع سنوات، شرحت لي عن «النعمة» التي عاشتها، كما قالت، تحدثت عن الأمان والاستقرار والمعيشة الهانئة مقارنة بما وجدت من معاناة رغم أنها بين أهلها وذويها. قالت في رسالتها، وبالحرف الواحد، إنكم أيها السعوديون لن تعرفوا قيمة وطنكم إلا إذا جربتم العيش خارجه، ستدركون قيمة ما حققتموه خلال نصف قرن تحولتم فيه من مجرد دولة ناشئة وفقيرة ومجردة من كل مظاهر الحياة، إلى دولة مدنية حقيقية، تتمتع بكل وسائل التقدم والتقنية. قالت لي، إنها عندما شاهدت خادم الحرمين الشريفين وهو ينزل من الطائرة عقب عودته من رحلته العلاجية، أحست بالدموع تنهمر من عينيها، رأت الحب في عين كل من قابله أو تحدث عنه، أقسمت أنها كانت تتمنى أن تكون إلى جانب أولئك النسوة والفتيات اللاتي لوّحن بالعلم السعودي ترحيباً به. لا أخفيكم سراً.. بعد أن قرأت الرسالتين، فضلت أن أعرض بعضاً من مشاعرهما الرائعة، لتكون درساً في كيف ينظر إلينا الآخرون، وهو ما يستحق أن ننظر إليه نحن أيضاً. عن الأحساء فقط. إضافة على ما كتبته في الأسبوع الماضي حول احتفال مدرسة الهفوف الأولى والذي أقيم في فندق الشيراتون بالدمام إضافة إلى تلك السطور أتمنى أن تعيد اللجنة المنظمة وجهة نظرها حول مكان إقامة الحفل فالأجدر والأحسن أن يكون في أرض العطاء « الأحساء « تلك المحافظة الجميلة التي تتنفس دائماً الحب .. والوفاء .. فما رأيكم. تذكر!! تذكر ــ يا سيدي ــ أن أنبل الواجبات عمل لرقي الوطن ، وتذكر ـــ أيضاً ـــ أن « المواطنة » الحقة عنوانها حب الوطن في أمنه واستقراره. وخزة.. من الأمور الصعبة أن يطلب إنسان مساعدته وتكون أنت في أشد الحاجة إلى مساعدة.