قابلت مؤخراً الصديق الشاعر والناقد تركي المريخي في حفل توزيع جوائز مسابقة الأمير راشد بن سعود بن عبدالعزيز بن سعود للدفاع ونصرة أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر الصديق رضي الله عنها، تحدث معي عما جرى في أمسية البحرين، وكان متأثراً ومستغرباً مما قاله الشاعر البحريني محمد آل مبارك أمام الجمهور معتبراً أن آل مبارك شاعر شاب مازال الطريق أمامه طويلاً حتى يصل ويكون له شأن في ساحة الشعر الشعبي،
من جانبي أكدت للمريخي أن محمد آل مبارك شاعر شاب ومؤدب وأنا على ثقة بأنه لم يكن يقصد الإساءة وانها ربما تكون زلة لسان غير مقصودة.
ما حدث يدفعنا لطرح تساؤل مهم حول العمل الذي كان يقوم به أعضاء لجان تحكيم المسابقات الشعرية وعلى رأسها مسابقة شاعر المليون بالطبع والتي حصدت خلال السنوات الماضية متابعة جماهيرية كبيرة، وهل كان الآلاف من الشعراء الذين قدموا قصائدهم لتلك اللجان مقتنعين فعلا بالتقييم أم أن سكوتهم كان “غصبا عنهم” حتى يستطيعوا الوصول إلى مراحل أبعد في المسابقة وهو الأمر المتوقع بلا شك، خصوصا أن تلك اللجان كانت تضم شعراء كانوا ولا زال بعضهم يشارك في إحياء الأمسيات الشعرية، الأمر الذي قد يجعل الأمسيات تتحول إلى مسرحً لرد الاعتبار من الناقد الذي اُجبِر الشاعر على القبول برأيه الخاص في يوم من الأيام حول ما يكتبه من قصائد، وربما يكون هذا ما حدث في أمسية البحرين ولكن بطريقة غير مقصودة أبدا من الشاعر البحريني، وهو ما كان يتوقعه المريخي من أي شاعر شعبي قد يشارك معه في أمسية شعرية ولذلك جاء الرد سريعاً وبدون تأخير.
ربما نشهد خلال الفترة القادمة وفي أمسيات شعرية الكثير من المواقف المشابهة من قبل شعراء يبحثون عن تصفية الحسابات ، الأمر الذي قد يدفع الشعراء الذين شاركوا في لجان تحكيم إلى أن يتوقفوا عن المشاركة في الأمسيات الشعرية، أو ربما السؤال عن الأسماء التي قد تشارك معهم، منعاً للوقوع في أي موقف محرج خلال الأمسية.
[email protected] 
