DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

كلمة اليوم

كلمة اليوم

كلمة اليوم
أخبار متعلقة
 
إعلان حركة طالبان الباكستانية مسؤوليتها عن الهجوم الذي نفذته انتحارية في بلدة خار بين مجموعة من الأشخاص كانوا يتلقون إمدادات من مركز لتوزيع الغذاء تابع للأمم المتحدة وراح ضحيته أكثر من 42 شخصا من نساء ورجال وأطفال يمكن اعتباره تطورا نوعيا في حرب طالبان باكستان فللمرة الثالثة يتم فيه استخدام نساء انتحاريات وهو أمر مقلق وينمّ عن تكتيك جديد استلهمته طالبان باكستان من قاعدة العراق ومقاتلي الشيشان في استخدام المرأة مما يؤسس إلى انقلاب في مفاهيم المجتمع القبلي الباكستاني وتنمحي فيه الحدود بين ثقافة المحافظة فيما يتعلق بالمرأة وثقافة الاستحلال واستخدام كل الوسائل بغض النظر عن ماهيتها ومشروعيتها وارتباطها بالقيم الدينية والقبلية والاجتماعية. ثقافة تعميم الانتحاريات وتجنيد المرأة للقيام بأفعال خارجة عن المألوف والتوقعات سوف تدفع السلطات الباكستانية إلى إعادة النظر في حربها على الإرهاب مع أن هذا الأمر كان متوقعا لدى أي مراقب ومتابع للحركات الإرهابية في تطور أساليبها وتعدد وسائل تنفيذ العمليات لان هناك مفتين شرعيين في أي تنظيم إرهابي وهؤلاء المفتون من أضعف الناس دراية بالفتوى الشرعية ويتم اختيارهم ضمن مواصفات محددة مطابقة للأهداف العسكرية الدموية وهدفهم الأساسي تطويع وتزييف النصوص الشرعية بما يتوافق مع أهدافهم ولعل من قام بالتوسع في هذا المجال هم زعماء القاعدة في العراق في دلالة صارخة على مدى المأزق الذي وصلوا اليه والاضطراب العقلي الذي استشكل في فهمهم الخاطئ والشاذ لنصوص الشريعة السمحاء. إن التوسع في استخدام المرأة والأطفال من قبل الحركات الإرهابية ينذر بفوضى شاملة ويدل على اضمحلال شخصياتهم القيادية ووصولهم إلى جدران وحوائط مسدودة لا يستطيعون النفاذ منها سوى بخلط الأوراق وغياب الاستراتيجية في صراعهم وقتالهم مع من يختلفون معهم سواء الدول الوطنية التي يعيشون فيها أو جيوش الاحتلال أو مجتمعهم أو محيطهم من النسيج البشري الاجتماعي. لاشك أنه تطور سيئ ويتطلب من علماء الأمة الإسلامية أن يرفعوا أصواتهم عالية ضد هذا الانحراف وسفك الدماء بكل الوسائل دون ضوابط أو أهداف سياسية وإلا فسوف ندخل إلى متاهات مظلمة تتفكك فيه المجتمعات وتثور الاحقاد يين ابناء الوطن الواحد والثقافة الواحدة وتنعدم الضوابط والحدود وتصبح قاعدة «الغاية تبرر الوسيلة» هدفا لكل مجرم ومهووس يدعي الاسلام الصحيح ويكفّر أمته ولا يألو جهدا في قتالها.