أقام منبر الحوار في نادي الرياض الأدبي ندوة بعنوان "الأغلبية الصامتة" شارك فيها عضو هيئة التدريس في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية د. محمد البشر ونائب رئيس تحرير صحيفة "عكاظ" الناقد سعيد السريحي وأدارها محمد الهويمل.
واستهل الندوة د. محمد البشر بالحديث عن مصطلح "الأغلبية الصامتة" سياسيا وإعلاميا، موضحاً أنها تعني غالبية غير محدودة من الناس في بلد ما أو ضمن مجموعة ما، لا يقومون بالتعبير عن آرائهم ووجهات نظرهم بصورة علنية.
وتحدث عن المجتمعات التي تظهر فيها الأغلبية الصامتة، وهي المجتمع الديمقراطي، حيث تظهر في حالتين : الأولى تتكون من شريحة كبيرة من المواطنين المشغولين بهمومهم اليومية، فهي ليست مكرهة على الصمت بل ربما تكون الظروف الاقتصادية والاجتماعية هي التي جعلتها تصنف كأغلبية صامتة.
وقال : إن الحالة الثانية تتمثل في تعمد وسائل الإعلام تغييب صوت الأغلبية وإقصاءه على الرغم من وجودها في مجتمع يتمتع مواطنوه بحرية الرأي والتعبير.
وأضاف : أما المجتمع الثاني فهو مجتمع الدكتاتوريات ذات النظم الشمولية، وهو مجتمع لا يسمح بالتعددية التي تتيح حرية في الرأي والتعبير. من جانبه، قال سعيد السريحي "حينما نتحدث عن الأغلبية والأقلية نتناول مفهومين ننتزعهما من سياقهما الثقافي والسياسي والحضاري لنعود غرسهما في بيئة لا تمتلك المقومات التي ظهرت فيهما هذه المفاهيم"، مشيراً إلى أن "الأقلية والأغلبية نشأت في بيئة ديمقراطية، وشتان بين مجتمعات تحيا الديمقراطية وأخرى تظل حلما للمثقفين".
وأضاف قائلا : "إذا كنا نتحدث بمفاهيم لا تنتمي إلى سياقنا لا عجب أن تدور الكلمات إلى غير معانيها وينتهي الأمر إلى ما يكون خبط عشواء".
وذكر أن الحديث عن الأقلية والأكثرية لا يتحقق له المفهوم العلمي إلا بإقامة مراكز متخصصة، وبدون الإحصاءات الدقيقة ودراسات اتجاه الرأي لا نمتلك في حديثنا سندا علميا يعتمد على الإحصاءات التي تنتجها مؤسسات محايدة فكل مجموعة تتوهم أنها أغلبية.
وتساءل السريحي "هل الصمت سمة لكل أغلبية؟"، مجيباً "إذا ما بحثنا في مفاهيم الديمقراطية نوجزها في عبارة حق الأقلية في التعبير عن نفسها لأن الأكثرية هي صاحبة القرار.. إذا كانت الأكثرية صاحبة القرار من الطبيعي أن تكون صامتة لأنها عبرت عن نفسها بالقرارات التي تتخذها ويصبح الحديث سمة للأقلية لأنها لا تمتلك حق القرار ولكن حق الاعتراض على القرار بحكم أنها أقلية ولو أعدنا صيغة السؤال لا يصبح السؤال قائما والأقلية هي التي ينبغي لها أن لا تكون صامتة.