عالي الغانمي -ماجد آل فرير
يحتفل العالم بعد أيام قليلة بمناسبة عيد رأس السنة الميلادية الجديدة, وهي واحدة من أكبر التظاهرات الاحتفالية لدى كبرى الدول المسيحية, حيث ترتبط مظاهرها الاحتفالية بشجرة العيد التي تتزين بالنجمات والإضاءات المميزة بمختلف الألوان والتي تضفي مزيدا من البهجة على أفراد الأسرة، حيث ينتهي العام الميلادي مع نهاية آخر ساعة من الليل آذنا بدخول فجر أول يوم من أيام السنة الميلادية الجديدة, فيقوم المحتفلون عند آخر عشرة ثوان بالعد العكسي حتى دخول أول ساعة من ساعات العام الجديد. وتبرز مظاهر تلك الاحتفالات داخل المجمعات السكنية بالمنطقة الشرقية في بعض الأماكن لوجود العديد من المقيمين المسيحيين العاملين في مختلف القطاعات الصناعية والتجارية, فتمثل لها هذه المناسبة أهمية كبرى كما يوجد من المواطنين ممن هم متزوجون من خارج البلد ولديهم الرغبة في مشاركة زوجاتهم في تلك المناسبة, "اليوم" قامت بجولة في المحلات المتخصصة ببيع الهدايا والورود والتجهيزات الخاصة بالإحتفالات والمناسبات , فهي الوجهة الملائمة لمن يريد التجهيز لمثل تلك المناسبات .
الهدايا والورود
أكد صالح اليزيدي أحد العاملين في محلات الهدايا بأنه لديهم تجهيزات خاصة بهذه المناسبات , وانه يوجد إقبال كبير على شراء الهدايا والورود, وبسؤالنا عن أهم الفئات التي تقوم بالشراء في هذا الوقت من السنة فأخبرنا بأن غالبية الفئات التي ترتاد المحل من الجنسيات الأجنبية وقليلاً من الجنسيات العربية.
الأبراج العالمية وأضاف محمد سالم وهو مختص بالتجهيز للمناسبات بأنهم ينشطون في نهاية كل سنة ميلادية بوضع مجسمات مزدانة بالإنارة للأبراج العالمية مثل برج إيفل وغيرها مشيرا إلى أنهم يقومون بإخفاء بعض المعروضات بعيداً عن أعين رجال هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وبحسب قوله: إنهم يضايقونهم في مثل تلك المناسبات , ومؤكدا بأنه لا يوجد لديهم خطاب رسمي يمنعهم من بيع هذه المجسمات.
رفض الحديث
في جولة داخل إحدى المحلات التقينا بـ(بويتا) فلبيني الجنسية الذي أكد أنه لم يتلقَ طلبات كثيرة للتجهيز لهذه المناسبة في هذه السنة ورفض إبداء أي سبب, واكتفى بقوله : إن مجمل الطلبات تدور حول تغليف الهدايا الخاصة بالمناسبات, و أضاف: بأنَ لديهم تجهيزات خاصة لمناسبات من هذا النوع.
لا يوجد إقبال
وأشار محمد ديلورد، "بائع" إلى أنه لا يوجد أي إقبال من الزبائن لعمل أشياء خاصة بمناسبة رأس السنة الميلادية, وعلّل ذلك لبعد محله عن أماكن تجمعات الجنسيات الأخرى والتي قد تهتم لهذه المناسبة.
لا فرق
وأوضح جون ليكسمانا بائع من الجنسية الفلبينية أنَه لا يوجد فرق في الإقبال على المحل في يوم رأس السنة وبقية الأيام,وأشار إلى أن الإقبال من الزبائن غالبا ما يكون في عيد الحب على الرغم من تحذيرات الهيئة لنا بعدم التفاعل وبيع أي شيء يرتبط باللون الأحمر في ذلك اليوم, أما بالنسبة لرأس السنة فأكدَ بأنه لا يوجد أي تحذير من أي جهة لعدم وجود الإقبال من الزبائن في الأساس .
جنسيات وديانات
ويؤكد المهندس أحمد خليفة مالك مجموعة من محلات الورود والهدايا بأن الإقبال في يوم رأس السنة قليل جدا وهذا يرتبط كليا بموقع المحل سواء قرب أو بعد المحل عن المجمعات السكنية التي يقطنها جنسيات وديانات متعددة ,وأضاف: بأنه يؤثر السلامة في أيام عيد الحب ويقوم بغلق محلاته , ولكن هذا الأمر لا ينطبق على احتفالات رأس السنة لأنه أفاد بأنه يمر عليهم كأي يوم آخر.
المجاملة
وأكد إبراهيم العلي على أنه تقام احتفالات رأس السنة داخل المجمعات السكنية والمواطن الذي يكون على علاقة بأي مقيم من الجنسيات الغربية يدعى لمثل تلك المناسبات, ويحضر من باب المجاملة كونه صديقا مقربا أو على علاقة عمل ويرى ذلك الحضور فرصة جيدة للأعمال.
حرية الممارسة
وقال عبد الحميد اليوسف: بأن زوجته تمتلك الجنسية الأمريكية وهي دائما ما تحرص على الاحتفال بهذه المناسبة على العرف الذي اعتادت عليه، ومن واجبي كزوج أن أترك لها حرية ممارسة طقوسها الدينية دون أن ألزمها برأيي المخالف.
أعياد متنوعة
من جهته، قال المستشار القضائي الخاص والمستشار العلمي للجمعية العالمية للصحة النفسية في دول الخليج والشرق الأوسط الشيخ صالح اللحيدان، أنه فيما يتعلق بلفظ عيد فهو كل ما يعود على الإنسان ليس له فترة أو شهور خلال العام، ولما هاجر النبي -صلى الله عليه و سلم- إلى المدينة وجد أعيادا متنوعة أخذها اليهود من النصارى وأخذها النصارى من اليهود، وهي متنوعة مابين عيد إلى عيد ومابين فرح إلى فرح والنبي -صلى الله عليه وسلم- في المدينة جعل عيدين فقط عيد الأضحى وعيد الفطر المبارك وجعل لهما صلاتين مستقلتين ،وجعل لهماخطبتين مستقلتين وجعل في الأولى أحكاما تختلف عن العيد الثاني وهكذا سار المسلمون على هذه الاعياد.
وأوضح اللحيدان أنه في بداية القرن السابع للهجرة سنة 700 للهجرة حينما انتشر الكاثوليك والبروتستانت في شمال حوض البحر الأبيض المتوسط وانتشرت بعض العادات المأخوذة من صوفية الهند واليونان ترتب على ذلك أعياد كثيرة أخذت عن طريق العرف الديني النصراني منها عيد الأم وعيد الحب والكرسمس وعيد الطفل ويحاولون نشره دائما من خلال الاجتماعات السرية في أوروبا وغيرها ،وأيضا انتشرت كذلك أعياد النجاح والدراسة ويسمونها أعيادا ثم يقيمون لها احتفالات.
لا يجوز
وأشار اللحيدان إلى أن الذي يتبين لي انه لا يجوز للمسلم ما دام أن العيد يتعلق بأمر من أمور العبادة أن يسمى ذلك عيدا فيجعل له احتفالا أو يجعل له هدية أو يجعل له اجتماعا أو أكلا أو غير ذلك, لأنه مع طول الزمان سوف تكبر هذه المسائل، وقد يعتقد بعض المسلمين ومنهم الدعاة, وإلا فإن العلماء لا يقولون بهذا سوى بعض الدعاة الذين نرجو الله لهم الهداية يعتقدون هذا الشيء من باب التسامح ومن باب ضيق من باب التهاون وبفهم الأدلة على غير ما هي عليه فيوسعون هذه الدائرة ثم تنتقل أخيرا إلى عيد المسيح "الكرسمس" وهكذا وهذا أمر منهي عنه مما هو معلوم من الدين بالضرورة.
وأضاف اللحيدان، أنه من خلال اجتماعي بكثير من النصارى في رحلاتي وفي مؤتمراتي ومن خلال اطلاعي على إنجيل يوحنا وإنجيل مرقص وإنجيل متى حينما أطبق كثيرا من الحيثيات وكثيرا من القواعد والأسس عليهم هم ليسوا نصارى إلا بالصورة وليسوا نصارى في الحقيقة وفي التطبيق، فإذا تزوج المسلم نصرانية وأرادت أن تقيم احتفالا فعليه أن يحاربها إذا كان هذا داعية إلى إسلامها ولكنه لا يشاركها من اجل ألّا يكون إقرار وإلّا لا بأس بهذا.
"بابا نويل" أسطورة ارتبط بالفرح وأعياد الميلاد
بابا نويل أو "سانتا كلوز" هو شخصية ترتبط بعيد الميلاد، معروف غالباً بأنه رجل سعيد دائما وسمين جداً وضحوك يرتدي بزة يطغى عليها اللون الأحمر وبأطراف بيضاء وتغطي وجهه لحية ناصعة البياض، وكما هو مشهور في قصص الأطفال فإن بابا نويل يعيش في القطب الشمالي مع زوجته السيدة كلوز، وبعض الأقزام الذين يصنعون له هدايا الميلاد، والأيائل التي تجر له مزلاجته السحرية، ومن خلفها الهدايا ليتم توزيعها على الأولاد أثناء هبوطه من مداخن مدافئ المنازل أو دخوله من النوافذ المفتوحة وشقوق الأبواب الصغيرة.
قصة سانتا كلوز مأخوذة من قصة القديس نيكولاس وهو أسقف "ميرا" وقد عاش في القرن الرابع الميلادي، وكان القديس نيكولاس يقوم أثناء الليل بتوزيع الهدايا للفقراء ولعائلات المحتاجين دون أن تعلم هذه العائلات من هو الفاعل، وصادف وأن توفي في ديسمبر.
وأما الصورة المعروفة لسانتا كلوز فقد ولدت على يد الشاعر الأمريكي كليمنت كلارك مور، الذي كتب قصيدة "الليلة السابقة لعيد الميلاد".
