وصف عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية تيسير خالد الدعوة الأمريكية للجانبين الفلسطيني والإسرائيلي لإجراء مباحثات منفردة قبل وقف الاستيطان اليهودي بأنها "مناورة سياسية خطيرة تنطوي على تواطؤ بين الإدارة الأمريكية وإسرائيل لقطع الطريق على الآفاق الايجابية التي فتحها الاعتراف البرازيلي والأرجنتيني بدولة فلسطين في حدود عام 1967".وقال في بيان ان هذا التوقيت في الدعوة إلى المفاوضات في واشنطن "يؤشر، ليس فقط على تراجع أمريكي، بل وعلى تواطؤ غير مسبوق مع مناورات سياسة إسرائيل العدوانية الاستعمارية التوسعية ويعطي إسرائيل الأولوية في خياراتها السياسية للاستيطان ونهب الأرض الفلسطينية وللفصل العنصري والتطهير العرقي الذي تمارسه في المناطق الفلسطينية لقطع الطريق على إمكانية قيام دولة فلسطينية مستقلة".
وقد توجّه رئيس الوزراء سلام فياض وكبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عرقات أمس الى واشنطن لإجراء محادثات مع المسؤولين الامريكيين حول الازمة التي تواجهها مفاوضات السلام.
وسيجري فياض محادثات مع وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون الجمعة قبل مشاركتها مؤتمر في مركز سابان لسياسة الشرق الاوسط ستتحدث فيه عن الخطوط العريضة لاستراتيجية جديدة لدفع عملية السلام بين اسرائيل والفلسطينيين قدما.
وسيلقي فياض كلمة امام المؤتمر الذي يستضيف ايضا وزير الحرب الاسرائيلي ايهود باراك الذي توجه الى واشنطن مساء الاربعاء.
وسيلتقي عريقات في واشنطن بنظيره الاسرائيلي اسحق مولخو وبدورهما سيلتقيان بمسؤولين في الخارجية الامريكية لمناقشة الازمة.
وأعلن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أمس انه لن يقبل مفاوضات مع اسرائيل "ما بقي الاستيطان" وذلك في ختام لقاء عقده في القاهرة مع الرئيس المصري حسني مبارك.
وقال عباس بعد اللقاء الذي استمر ساعة وربع الساعة "اي كانت النتائج والمشاورات ... اننا لن نقبل مفاوضات ما بقي الاستيطان وابلغنا هذا الامر للامريكيين ولا بد من مرجعية واضحة للسلام".
واضاف: "لجنة المتابعة العربية سنضع امامها كل شيء وبعدها ننتقل للقيادة الفلسطينية وبعدها يكون القرار".
وصباح أمس أعلنت اذاعة اسرائيل أن "اللجنة اللوائية للتنظيم والبناء" الإسرائيلية في القدس طرحت مشروعاً لبناء مئة وثلاثين وحدة استيطانية في "مستوطنة جيلو" في القدس المحتلة خلال الأسبوع المقبل.
وأقر مجلس النواب الاميركي الاربعاء منح اكثر من 200 مليون دولار لمساعدة اسرائيل على نشر نظام مضاد للصواريخ يعرف باسم "ايرون دوم" (القبة الفولاذية) لإبعاد خطر التهديدات البالستية من غزة ولبنان.
وقال الديموقراطي ستيفن روثمن "انه على الاطلاق آخر اقوى مثال في مجال التعاون العسكري والدفاع والاستخبارات والعلاقات بين الولايات المتحدة واسرائيل".
وكان الرئيس الامريكي باراك اوباما قد طلب في ايار/ مايو الماضي من الكونغرس الموافقة على تقديم مبلغ 205 ملايين دولار لمساعدة اسرائيل على نشر هذا النظام بالاضافة الى ثلاثة مليارات دولار تمنحها الولايات المتحدة سنويا للدولة العبرية.
ووضع نظام القبة الفولاذية لاعتراض الصواريخ القصيرة المدى والقنابل التي تصل ما بين 4 و70 كلم، المشابهة لآلاف القنابل التي اطلقها حزب الله اللبناني وحركة حماس الفلسطينية خلال السنوات الماضية على اسرائيل.
وأعلنت الولايات المتحدة الاربعاء انها لا تزال تأمل في ان يتوصل الاسرائيليون والفلسطينيون الى اتفاق سلام بحلول اب/ اغسطس المقبل رغم فشل جهودها في حمل اسرائيل على تجميد الاستيطان، فيما يتوجّه مسؤولون كبار من الطرفين الى واشنطن لمحاولة انقاذ مفاوضات السلام التي دخلت في ازمة.
وقال المتحدث باسم الخارجية الامريكية فيليب كراولي امام الصحافيين ان واشنطن لا تزال تعتبر الاستيطان في الاراضي الفلسطينية المحتلة غير شرعي لكنها ستسعى الآن الى وسائل اخرى غير تجميد الاستيطان من اجل استئناف محادثات السلام.
واوضح: "لقد عدّلنا مقاربتنا، لكن هدفنا لا يزال التوصّل الى اتفاق - اطار في غضون سنة ونعتقد ان ذلك يمكن تحقيقه".
وكانت الدبلوماسية الامريكية حددت في اب/ اغسطس الماضي هدف السنة هذا للتوصّل الى اتفاق سلام في الشرق الاوسط.
وكان مسؤولون امريكيون اقروا الثلاثاء بأن جهود ادارة اوباما لحمل اسرائيل على اعلان تجميد جديد للاستيطان في الضفة الغربية قد فشلت ما ادخل مفاوضات السلام المباشرة في ازمة.
أما بالنسبة الى طلب الاعتراف الدولي الذي يفكر فيه الفلسطينيون اكثر فأكثر، فهو يبقى مرفوضاً من جانب واشنطن.
واعلن المتحدث "نعتقد ان طرح هذه المسائل امام منتدى دولي سيحوّل الانتباه (عن عمق المشكلة) ولن يؤدي الا الى المزيد من تعقيد ملف هو اصلا معقد".
وقال ان امريكا بالتالي لا تغيّر الاستراتيجية، انها تغيّر "التكتيك" فقط، وفي "وقت معيّن سيكون على الطرفين العودة الى مفاوضات مباشرة".
كما اعلن ان الموفد الامريكي الى الشرق الاوسط جورج ميتشل سيتوجه الى المنطقة "الاسبوع المقبل".
وأرجئ اجتماع لجنة المتابعة العربية الذي كان مقررا يومي غد وبعد غد الأحد في القاهرة لمناقشة ما يجب اتخاذه من خطوات بعد فشل الجهود الامريكية بشأن الاستيطان كما اعلن مصدر رسمي.
وفي ردود الفعل، اعرب الامين العام للامم المتحدة بان كي مون عن اسفه الاربعاء لكون اسرائيل "لا تأخذ في الاعتبار الدعوة الموحّدة للمجتمع الدولي" حول تجميد الاستيطان، مشيرا في الوقت نفسه الى انه ينبغي الا يضع ذلك حدا لمفاوضات السلام.
وقد شنّ الطيران الحربي الاسرائيلي غارات على شمال قطاع غزة ليل الأربعاء ـ الخميس بعد ساعات من اطلاق المقاومة الفلسطينية قذيفة هاون اصابت رجلا اسرائيليا بجروح في مستوطنة زراعية قرب الحدود الشمالية بين قطاع غزة والأراضي المحتلة عام 1948.
وقال جيش الاحتلال ان الضربات الجوية وجّهت الى ثلاثة اهداف منفصلة في قطاع غزة. وقال نشطاء فلسطينيون ان اثنين من تلك الاهداف هما موقعان يستخدمان للتدريب.
واضاف ان نشطاء في غزة اطلقوا حوالي خمس قذائف هاون وان الرجل اصيب بشظايا احداها .. ونقل الرجل بطائرة هليكوبتر الى مستشفى في بئر السبع مصابا بجروح لا تهدد حياته.
وهو أول مصاب جراء قذائف يطلقها نشطاء في غزة على اسرائيل منذ مارس اذار عندما قتل عامل زراعي تايلاندي بعد اصابته بقذيفة هاون.
وفي 2005 أنهت اسرائيل احتلالها لغزة الذي استمر 38 عاما لكنها بدأت في محاصرة القطاع في 2007 عندما استولت حماس المعادية للدولة اليهودية على القطاع من فلسطينيين مستعدين للتفاوض على السلام مع اسرائيل.
