DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

[email protected]

عبد العزيز بن عبد الرحمن اليوسف

[email protected]
Azizz22@hotmail.com
أخبار متعلقة
 
في بيئة المدرسة قد يتعلم الطالب الكثير من المواقف التي تصادفه أو يمر بها ، وكذلك من خلال الحوارات ، والنقاشات ، والحديث مع الطلاب حول الاهتمامات المختلفة ، والميول ، والأحلام المتنوعة ، والمشاهدات المتعددة ، والقصص الكثيرة التي يسمعها من الطلاب ، أو المعلمين ، أو الآراء والأفكار ، أو الأنشطة اللاصفية ، أو مما يكون من فعاليات أو جهود طلابية بين أسوار المدرسة. هنا يجد الطالب في ذلك تعليما من نوع آخر غير متضمن ولا مشمول في المناهج الدراسية المفروضة هذا هو التعليم الآخر. إن الطالب في بيئة المدرسة يجد في نفسه طاقات ، وحاجات علمية يريد إشباعها من خلال قنوات مختلفة تتاح له في المدرسة أو يحاول هو اختيارها والبحث عنها فهناك من يحب فتح باب الحوار والنقاش وهناك من يكثر الاستفهام وهناك من يذهب للمعلم ليعطيه رأيا ما في قضية ، أو يبحث عن توجيه ، أو تدور في ذهنه فكرة يريد اختبارها فتجده يذهب لطالب يرتاح له ، أو معلم يأنس به ويبادله الرأي ويشرح فكرته وغير ذلك فالمدرسة تحتوي مصادر للتعلم خارجة عن المناهج الدراسية .. ودوما هناك طالب يبحث عن تلك المصادر التي تهمه في زيادة معرفته ورفع حصيلته الثقافية ، أو للنظر والاستفادة من مسألة ما . إن كثيرا من الطلاب يتعلم أو يقلد أسلوبا ما في التعامل من مدرسه ، أو من زملائه ، أو يحاكي بعض اللزمات التي يسمعها ، أو يراها في المعلم ، أو الطلاب كحركات اليدين ، أو تكرار كلمات مختلفة ، أو ألفاظ يجدها مميزة وجديدة كل ذلك يكون غير متاح له في منهج دراسي .. وخصوصا تلك الأمور الطيبة ، والكلمات النقية .. إن حصص الانتظار يستمتع فيها كثير من الطلاب فهي نوافذ لاكتساب أفكار وثقافات حرة خصوصا إذا وظفها المعلم توظيفا منظما ، وغنيا بالحماس والمعلومة ، وبذل المعلم جهدا كبيرا ، أو اوجد نشاطا مسليا ، أو مسابقة ، أو بدأ حوارا مناسبا ، أو روى قصة مفيدة ، أو طرح قضية لتبادل الرأي حولها وشحذ همة الطلاب على إبداء الرأي والرأي الآخر كل ذلك يفتح للطالب آفاقا جديدة للتعليم الآخر .. ويبدو أن استمتاع الطلاب ينتج عن حرية الحركة خلال حصة الانتظار وانطلاق الأحاديث وتنويع المشاركات ، وتبادل الطرائف ، ورواية المواقف . فكم من الطلاب تعلّم الكثير من الأفكار ، وكم منهم من تحددت شخصيته من خلال ذلك ، وكم عرفوا إظهار الآراء فيما بينهم كل هذا من خلال جهودهم عبر السؤال الخاص ، أو داخل حصص الانتظار ، أو اللقاءات الودية بالمعلمين أو حتى بالممرات .. ومن الأمثلة على بعض الموضوعات التي لا يستطيع الطالب معرفتها أو فهمها وخصوصا طالب المرحلة الثانوية .. هو موضوع اختياره لتخصصه أو دراسته في المرحلة الجامعية ، وكيف تبدو الجامعة .. حقيقة كثيرا ما نجد بعض الطلاب يبدؤون بإثارة تساؤلات مختلفة حول ذلك وغيره من مجالات متنوعة حيث توجه تلك الأسئلة لمعلميهم ، أو المرشدين ، أو الطلاب الآخرين الذي يطمئنون لآرائهم فينتظرون الإجابات من تلك المصادر . كما أن هناك أسئلة تثار أحيانا خلال الدراسة في الفصول وهي الأسئلة التي يريد الطالب فيها التوسع في موضوع ما مرتبط بالمادة أو غيرها يجد الطالب فيما يجمعه تعليما آخر . ختام القول : كل ما سبق يعني وجود تعليم من نوع آخر في المدرسة لا يرتبط بمنهج معين ، أو خطة محددة حيث يتعلم الطالب منه الكثير من المهارات ، والخبرات ، والأفكار ، والأساليب في مجالات مختلفة خصوصا في ضوء ان الطالب ليس شريكا في إعداد المنهج الدراسي وتطويره كما أن هذا النوع من التعليم له أثر بالغ وبقاء طويل في ذهن وقلب الطالب . فيصبح من المفيد أن يكون هذا النوع من التعليم مطروحا للدراسة ، والبحث ، والتسجيل ، والنظر في جعله أسلوبا فعّالا من الأساليب الفعّالة في التعليم كما أن تتم الاستفادة من نتائج هذا النوع من التعليم فيما يخدم مضامين المناهج . ووجب على المدرسة تفعيل هذا الأسلوب وتشجيع المعلمين في المدرسة على الاهتمام بحاجات الطلاب وتساؤلاتهم وحبهم للتعلم بهذه الطريقة وألا يتجنب أو يهمل أو يتجاهل المعلم حماس الطالب نحو ذلك وألا يثبّط عزائم الطلاب أو يتساهل في توظيف حصص الانتظار لمصلحة الطالب لا جعلها للراحة فقط أو الخمول. كما أن المعلم يجب عليه ألا يرد طالبا يبحث عن إجابة تساؤل لديه وإن لم يكن لدى المعلم إجابة أو رأي أو توجيه فعلى الأقل لابد أن يرشد هذا الطالب إلى مكان وجود الإجابة على سؤاله وأن يدله على المصدر أو المرجع المناسب .. فهل لهذا التعليم الآخر من وقفة تربوية؟.