DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

«المقابلة الشخصية» تدفن «مواهب» السعوديين في بيئة العمل

«المقابلة الشخصية» تدفن «مواهب» السعوديين في بيئة العمل

«المقابلة الشخصية» تدفن «مواهب» السعوديين في بيئة العمل
«المقابلة الشخصية» تدفن «مواهب» السعوديين في بيئة العمل
كعادة «العباقرة»، ذهب أحمد السلطان، بثوب قديم، وعيون أجهدها السهر والقراءة، إلى مكان المقابلة الشخصية، حاملاً بين يديه، كومة من مؤهلاته الجامعية، وجوائزه العالمية، وشهادات تثبت أنه «مبدع» في مجال عمله، وكل ما يطمع فيه الحصول على وظيفة شاغرة في الشركة الكبيرة، وبعد 5 دقائق فقط من بدء المقابلة، اعتذر له مندوب الشركة، وأعلن أن الوظيفة، تم شغرها بأشخاص آخرين.. وعندما استفسر السلطان عن سبب عدم قبوله، اكتفى المندوب بابتسامة رقيقة، أتبعها صمت مطبق. ويندرج السلطان ضمن قائمة طويلة لشباب سعوديين، يمتلكون قدرات خارقة، وإمكانات شخصية غير عادية، إلا أنهم لا يعرفون كيف يسوقون لإمكاناتهم في بيئة العمل، وكيف يعلنون عن أنفسهم أثناء المقابلات الشخصية، فينضمون إلى فئة العاطلين، وسعيد الحظ فيهم، يمتهن وظائف أقل بكثير من إمكاناتهم. نسبة البطالة لا تخلو أسباب تصاعد نسبة البطالة في المملكة، من عدم الوعي بأساسيات عملية التوظيف، فحتى هذه اللحظة، لا يعرف كثير من الشباب كيفية التقديم للوظائف الشاغرة، ومن ثم أساسيات إظهار نقاط التميز في المقابلة الشخصية، التي غالباً ما تسبق عملية التوظيف. ويجمع الكثيرون على أن الشباب غالباً ما يفشلون في إبراز المهارات والخبرات الموجودة لديهم، وكيفية تقييم أنفسهم، للحصول على الوظيفة المناسبة لهم، وفقا لشخصياتهم ومهاراتهم. الأساسيات المطلوبة ويذكر عبد الله الغنوم، وهو أحد موظفي كبرى الشركات في المملكة، أنه «أثناء تقديمي على وظيفة في هذه الشركه، كنت لا أعلم ما هي الأساسيات المطلوبة في المقابلة الشخصية، وذهبت لإجراء المقابلة وكلي أمل في الحصول على الوظيفة، ولكن حين وصولي لعمل المقابلة، فوجئت أن الموضوع ليس بتلك البساطة، فقد قوبلت بسيل من الأسئلة، لم تكن إجاباتها سهلة»، مؤكداً «واجهت صعوبة كبيرة في اختيار الكلمات لكتابة إجابات رزينة، وإظهار مواطن القوة لدي، وفي الوقت نفسه، إخفاء نقاط الضعف»، مضيفاً: «عند سؤالي عن سبب النقص الذي يعانيه الشباب في الوعي عن هذه المقابلات، أجبت أنه يؤسفني أن الكثير من الشباب، الذين يملكون رغبه جامحة في العمل، ليس لديهم الوعي الكافي في تسويق خبراتهم ومهاراتهم، للحصول على ما يناسبهم من الفرص الوظيفية»، مستطرداً «التثقيف في هذا المجال قليل جدا، صحيح ان هناك مراكز تقدم دورات متخصصة في هذا المجال، ولكنها تكلف مبالغ كبيرة للشباب القادم لسوق العمل». نقاط نفسية أما صقر المهنا، وهو أحد الشباب الناجحين في المجال المهني، يعمل «فني كهربائي» في إحدى كبرى الشركات في الرياض، ويقول: «بعد سؤالي عن تجربتي، أثناء المقابلة الشخصية، أجبت بأن تجربتي ثرية، ووجدت أن الكثير من الأسئلة كانت مقتصرة على مجالي المهني، والبعض منها يشتمل على نقاط نفسية لم أستطع التعامل معها». واستطرد المهنا قائلا: إن «سوق العمل لدينا غني جدا بالفرص الوظيفية، إلا أن الشباب يفتقد اختيار الفرص المناسبة، حيث إن الكثير من الشباب يرغب في الحصول على المقاعد المريحة في القطاعات الكبيرة، سواء كانت حكومية أو في القطاع الخاص»، موضحاً «لا أبالغ إذا قلت: إن فرص الشباب المهنية كثيرة في سوق العمل، إلا أن الشباب السعودي لا يرغب في إمتهانها، ونسبة قليلة جداً مقارنة بعدد الخريجين في المعاهد المهنية، يرغبون في امتهان هذه المهن على أنها ذات دخل شهري عالٍ». المهارات والخبرات وأجاب حاتم الخضير، الذي يعمل مدير مشتريات في أحد المصانع الخاصة، عند سؤاله عن تجربته في المقابلة الشخصية التي سبقت تعيينه في المصنع «واجهت الكثير من المصاعب في تقديمي لفرص العمل»، مضيفاً: «إلا أنني في إحدى التجارب الأخرى، استوعبت أنه يوجد أساسيات، لابد من مراعاتها في المقابلات الشخصية، حيث إنها تعتمد على الاحترافية في إظهار المهارات والخبرات ايضا»، معترقاً بأنه «واجهت صعوبة في إظهار نقاط القوة في مهنتي، إلا انني ولله الحمد تخلصت من هذا الضعف». وعن سؤاله عن استيعاب الشباب، أجاب الخضير ،بأن «الشباب السعودي تنقصه التوعية بهذا المجال، فالكثير منهم لا يعلم ما يناسبه من المهن، فأغلب الشباب وللأسف، يبحثون عن الراحة الوظيفية، لا عن المهنة، التي تزيد من مهاراتهم». ضعيف للغاية ووصف مستشار التوظيف والاستقطاب في مؤسسة الاختيار حسن الخضير مدى وعي الشباب بأهمية المقابلة الشخصية في السابق بأنه ضعيف للغاية، وقال: «لوحظ في السنوات الأخيرة أن الخريجين السعوديين لديهم إطلاع واهتمام بالمقابلات الشخصية، و ذلك يعود إلى الإطلاع، وكثرة تداول هذا الموضوع بين الخريجين والموظفين»، مؤكداً أن «عدداً كبيراً من الخريجين السعوديين وصلوا إلى مراحل متقدمة من المعرفة بأهمية المقابلة الشخصية، والاستعداد لها». مظهر المتقدم وأضاف الخضير في رده على سؤال ،عما إذا كانت المقابلة الشخصية تختلف على حسب الوظيفة المرشح لها «هناك العديد من المقابلات الشخصية، وبناءً على نوعية الوظيفة، يتم تحديد شكل المقابلة وماهيتها، والأدوات المستخدمة فيها»، موضحاً «هناك المقابلة الفردية، والمقابلة الجماعية، ومقابلة اللجان, وبعد تحديد نوع المقابلة، يتم تحديد الأدوات المستخدمة، والأدوات السلوكية وغيرها»، مؤكداً أن «معرفة هذه الأدوات تعد مفتاحاً لكل وظيفية، بعد توفيق الله»، لافتاً النظر إلى أن «للمقابلات الشخصية أساليب عدة تتبعها، وجميعها يرى أن المظهر مهم لكلا الطرفين، فهو أساس في اتخاذ العديد من الأحكام، إذ أن مظهر المتقدم، يجب أن يكون في أفضل الأحوال». اختصار الوقت ونصح الخضير المتقدمين للحصول على الوظائف الشاغرة بالاهتمام بالمظهر العام، قبل التقدم للوظيفة، وقال: «المتقدم قد يمثل الشركة التي يعمل بها، فهو يعد عنواناً للشركة، لذا لابد من الاهتمام بمظهره العام قبل أن يذهب للمقابلة الشخصية». وعن سؤاله عن أساسيات المقابلة الشخصية أوضح الخضير، «كما أشرت سابقاً، المقابلة الشخصية هي أنواع، ولكل نوع أدواته ووسائله، ولكن أشهر هذه الأنواع وأكثرها تطبيقاً، هو المقابلات الفردية، أو واحد لواحد، كما يسميها البعض»، مضيفاً :»المقابلة الشخصية غير المباشرة، تتم من خلال الاتصال الهاتفي أو الانترنت, وما يمتاز به هذا النوع هو اختصار الوقت وتحقيق نتائج سريعة، خصوصا إذا ما تم استخدام الاتصال المرئي من طريق الانترنت، والمقابلة الفردية (واحد لواحد)، هي الأكثر استخداماً في الشركات والمؤسسات الراغبة في توظيف عدد من الشباب، وعادة ما يكون فيها طرح الأسئلة بطريقة النقاش والتحاور، وتبرز فيها‪ قدرة المقابل على إدارة اللقاء، ومن خلالها يتم التأكد من مدى ملائمة المرشح، والتأكد أيضا من المؤهلات والخبرات»، مضيفاً: «أما المقابلة الجماعية، فيحضر فيها ممثل من جهة العمل، ويلتقي بعدد من المرشحين، لا يتجاوز عددهم خمسة أفراد، ويقوم خلالها ممثل جهة العمل، بطرح عدد من الأسئلة بشكل جماعي، ويقوم بمتابعة تفاعل ونقاش المرشحين»، مشيراً إلى أن «ما يتميز هذا النوع من المقابلات الشخصية، هو أن الضغط النفسي للمرشح يكون أقل من أنواع المقابلات الأخرى». الوظيفة الشاغرة ويتابع الخضير «هناك مقابلة اللجان، وهي عكس المقابلات الجماعية، بحيث يضم الحضور عدداً من ممثلي الشركة، وعادة ما يتكون الفريق من ممثل الموارد البشرية ومدير الإدارة المعنية بالوظيفة الشاغرة، وممثل الإدارة المالية»، موضحاً «ما يميز هذا النوع عن سابقيه، هو القدرة في الحصول على نتائج أدق للمرشح، الذي عليه مواجهة أكثر من شخصية، والإجابة عن العديد من الأسئلة». الأخطاء الإملائية وتحدث الخضير عن الطريقة المثلى لإخفاء نقاط الضعف في المتقدم وقال: «لو حضر المتقدم المقابلة الشخصية، وهو يفكر في نقاط ضعفه، فسوف يسهل من عملية اكتشافها، وعلينا جميعا معرفة أن الهدف الرئيسي من المقابلة الشخصية هو معرفة مدى ملائمة الشخص المتقدم للوظيفة»، مضيفاً :»أنصح كل متقدم بجمع معلومات عن جهة العمل، التي يسهل الحصول عليها من خلال الشبكة العنكبوتية، والفائدة من هذه المعلومات في إثبات جدية المرشح بالحصول على الوظيفة، كما أنصح بمراجعة ما كتب في السيرة الذاتية، التي يجب أن تشمل نقاطا مهمة، قد يغفل عنها المتقدمون، وأنصح بتنقيتها من الأخطاء الإملائية أو التعديلات بالقلم، وهذا من أكبر العيوب». مظهر شخصي وتابع، إنه يتوجب على المرشح أن يكون على علم تام بجميع المعلومات في السيرة الذاتية، وعدم تناقضها مع بعضها البعض»، مشدداً مرة أخرى على المظهر الشخصي، وقال: «يتوجب على المرشح الظهور بأفضل مظهر شخصي، وذلك من خلال الاختيار الدقيق لما سوف يرتدي، وأن يحرص كل الحرص على أن يكون اللباس رسمياً، ويتوجب على المتقدم ان يكون على دراية تامة بموقع المقابلة الشخصية، وموعدها، ولو تمكن المرشح من زيارة موقع المقابلة الشخصية قبل موعدها، بيوم، فهذا أفضل له، وعليه التواجد بموقع المقابلة قبل الموعد، بما لا يقل عن 20 دقيقة، ولا يتجاوز 40 دقيقه». حرص المتقدم ويرى الخضير أن حل مشكلة الإرتباك في المقابلة الشخصية أمر سهل، وقال: «على المتقدم أن لا يعطي المقابلة الشخصية، أكثر من حجمها، وان ينظر لممثل الشركة، على أنه سيكون سبباً في حصوله على هذه الوظيفة أو حصوله على الأفضل منها بإذن الله، في حال رفضه، ولذلك، فإنه لا يوجد داعٍ للارتباك العالي»، مضيفاً أن «الارتباك هو دليل حرص المتقدم على الحصول على الوظيفة، فلا بد من الأخذ بعين الاعتبار على انه أمر إيجابي»، ملمحاً إلى بعض النصائح الأخرى «لابد من إجراء المقابلات الافتراضية، والقراءة عن الأسئلة المعتاد طرحها في المقابلات الشخصية، والإعداد النفسي الجيد من خلال النوم الجيد والحضور المبكر، والابتعاد عن شرب المنبهات قبل المقابلة لما له من تأثير ضار».

أخبار متعلقة