DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

تقنيات الوصف في القصة القصيرة السعودية

تقنيات الوصف في القصة القصيرة السعودية

تقنيات الوصف في القصة القصيرة السعودية
تقنيات الوصف في القصة القصيرة السعودية
تكشف النظرة الفاحصة المدققة لمسيرة أدبنا العربي القديم ندرة الوصف في حقل النثر قياسا على طغيانه في الشعر، حيث تمنح الأهمية دائما للسرد على حساب الوصف. تحول الوصف في العصر تدريجيا من وسيلة إنشائية يهدف القاص لاستعراض حصيلته البلاغية الى ركيزة أساسية في العمل القصصي وفاعلية كبيرة في تشكيل الأحداث والكشف عن أبعاد الشخصيات ورسم البيئة المكانية والزمانية وما تعكسه من دلالات فكرية ونفسية واجتماعية مما يزخر به عالم النص القصصي. هذا البحث المميز الشيق محاولة لسبر أغوار الوصف ومعرفة موضوعاته وأساليبه ووظائفه ودوره في البناء الفني القصصي، انطلاقا من مجموعة أسباب في مقدمتها إهمال النقاد العرب لهذا الجانب رغم ملازمته للعمل الأدبي واعتبار بعض النقاد الوصف مكملا للسرد وجزءا منه وحتى من تناولوا هذا الحقل مؤخرا فقد تناولوه في الرواية دون القصة القصيرة، ناهيك أن معظم الكتب النقدية لم تقدم دراسة تطبيقية تتناول الوصف بالتحليل، وإن كان هدف الباحثة في كتابها هذا زيادة على ما ذكر محاولة منها في تغيير الصورة النمطية عن الوصف وحصرت بحثها في القصة القصيرة السعودية، حيث إن الدراسات التي تناولت القصة القصيرة السعودية اهتمت بالجانب التأريخي واتجاهاتها الفنية وتحليل المضامين فيها. حصرت الباحثة عملها خلال فترة زمنية 1400- 1420 لأن هذه الفترة هي أكثر الحقب الزمنية نتاجا للقصة القصيرة في تاريخ القصة السعودية وتعبر عن فترة فنية ناضجة نسبيا شاملة لأكثر من اتجاه ومذهب أدبي. نظرا لاستحالة الوقوف على ما يزيد عن مائتي مجموعة قصصية صدرت في الزمن المحدد للبحث، فقد رأت الباحثة أن تنتقي عينة تمثيلية راعت فيها قابليتها للشمول والتعميم وقراءتها قراءة منتجة، معتمدة الوصف والتحليل والتفسير والتأويل، معتمدة مجموعة أسس ومعايير في اختيارها كانطباق أسس القصة القصيرة على المجموعات وعدم الخروج عن المدة المحددة للدراسة واستيعاب مناطق المملكة جغرافيا ،ومراعاة التعدد المرحلي الجيلي للقاصين من رواد ومخضرمين ومعاصرين ،والأخذ بتنوع الاتجاهات والمذاهب الأدبية بين أعلام عينة الدراسة. توزعت الدراسة التي جاءت في 397 صفحة من القطع الكبير وتناولت ستاً وستين مجموعة قصصية على تمهيد وأربعة فصول وخاتمة تناولت في التمهيد مفهوم الوصف في العمل القصصي ومراحل تطوره وأهميته في القصة القصيرة محاولة في فصل الكتاب الأول الإلمام بأغلب موضوعات الوصف الظاهرة في القصة المدروسة متحدثة في المبحث الأول عن وصف الشخصيات البشرية كالشخصية القروية والمرتحلة والشخصية المدينية، وانتقلت للشخصية غير الإنسانية من طيور وحيوانات وحشرات متتبعة في المبحث الثاني أهم الأماكن الموصوفة في فضاء القصص سواء أكانت مفتوحة كالشارع أو مغلقة كالبيت. في فصل كتابها الثاني، تناولت الباحثة أهم وظائف الوصف المؤثرة في المغامرة والخطاب كالزخرفة والتفسيرية والإيهام بالواقع والخلاقة والفنية وغير المؤثرة من وظائف خارجية كالتعليمية والمعرفية والأيدلوجية. كان فصل الكتاب الثالث مجالا تتبعت فيه الباحثة أساليب الوصف الفنية التي تصلنا الأوصاف عن طريقها بدءا بالوصف المباشر الصريح والأسلوب البياني وعن الوصف المستفيد من توظيف الرمز الواقعي والتراثي وقد أفردت المبحث الرابع في هذا الفصل لوصف القائم على المفارقة بأنواعها اللفظية والرومانسية والتصويرية. درست الباحثة علاقة الوصف بعناصر القصة الأخرى في فصل كتابها الرابع لمعرفة أثر كل منها في الآخر من حيث هي علاقة اتساق أم اتفاق أم تنافر أم تضاد، حيث بدأت دراسة على ذلك بالسرد في مبحث الفصل الأول وعلاقته بالحوار الخارجي والداخلي والباطني في المبحث الثاني ثم علاقته بالحبكة في المبحث الثالث وعلاقته بالزمن بأنواعه المتعددة من زمن كوني وتاريخي ونفسي في مبحث الفصل الرابع. احتوت خاتمة البحث على مجموعة نتائج وتوصيات، أهمها أن مجال الوصف رحب وغني جاء لدراسة الشخصيات والأمكنة وكل ما هو حي وجامد في النص وليس لدراسة عناصر القصة وعلاقة بعضها ببعض فقط بل لدراسة البنية العامة للنص كاملا، وأن الوصف الوارد في النتاج القصصي السعودي مختلف الضروب باختلاف المذاهب التي ينتسب لها الكتاب، هذا وقد أثبتت الدراسة خطأ النظرة الموروثة عن الوصف كونه عنصرا زائدا هدفه تزييني فقط وتقبل وتأويل المقاطع الوصفية التي تقطع على السرد تواصله تختلف من قارئ لآخر وأن عملية الوصف ليست محايدة بل تكسف عن ذاتية الواصف ومشاعره تجاه الموصوف ، ومع أن وصف الشخصية الإنسانية في القصص المدروسة قد نم عن أصالة الانتماء للبيئة السعودية مدنية وقروية، فإن وصف الشخصية غير الإنسانية وبالذات الحشرات، كشفت عن تقليد فج لأدباء غربيين دون معرفة بالخلفية الأيدلوجية التي انطلقوا منها. تظهر الدراسة إغفال وصف المسجد والحرمين الشريفين في القصة السعودية برغم كثرة الأماكن الموصوفة. الكثير من القصاصين أدرج مقاطع وصفية لا تمت لفكرة القصة بصلة ولا تؤدي أي وظيفة سوى الاستعراض الأسلوبي. واجهت الباحثة بعض الصعاب في دراستها كقلة الكتب المتخصصة لنظرية الوصف باللغة العربية وشح المعلومات الواردة حوله في المراجع العربية السردية إضافة إلى الدراسات التي تناولت موضوع الوصف كانت تدور حول الرواية أصلا. أثبتت الباحثة في نهاية كتابها قائمة بالمصادر التي رجعت لها كتبا ودوريات ووضعت فهرسا بعينة البحث شاملة اسم المجموعة القصصي وتاريخ صدورها ومؤلفها ومنطقة المؤلف الجغرافية، تمنيت أن نجد فهرسا بأسماء المؤلفين مفصلا حسبما وردت أسماؤهم في ثنايا البحث برقم الصفحة والسطر فهذا مما يسهل على المتابع سرعة الوصول للمعلومة عن كل كاتب، أما حديث الباحثة عن تقنيات وصف المكان فأرى انه يحتاج ربطا مع التقنيات السينمائية وتثبيت مصطلحاتها وإيراد أمثلة من القصص السعودية أمثلة توضيحية عليها. جهد الأستاذة هيفاء الفريح جلي واضح ويعد فتحا في موضوعه وتأسيسا لمنهج نقدي موضوعي شامل.
غلاف الكتاب
أخبار متعلقة