DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

الخطاط مصطفى العرب يخط إحدى اللوحات

الحروفية العربية .. فن سيبقى يواكب الحياة وحاجة الناس

الخطاط مصطفى العرب يخط إحدى اللوحات
الخطاط مصطفى العرب يخط إحدى اللوحات
كان الحرف العربي ولا زال يعني للفنانين التشكيليين الهوية العربية والإسلامية. كما أن الحرف وما يحمله من مدلولات جعلت الحروفيين العرب يوظفونه في لوحاتهم الفنية لرشاقته وحركته الجمالية وقيمه التعبيرية، ما يعطي هذه الأعمال قيمة فنية عالية، على الرغم من الاختلاف في الأسلوب التقني من فنان لآخر، إلا أن الجميع يتماهى في تبجيل الحرف وقدسيته. وفي الآونه الآخيرة برزت إشكالية في النظر إلى الحروفية العربية لدى بعض الفنانين الحروفيين، فمنهم من يعتبر نفسه من الأمناء المحافظين على أصالة الحرف وينظر بازدراء وتوجس إلى التجارب الفنية السائرة في إطار التجديد بأنها ستفقد الحرف الجلال والرصانة، بل ذهبوا أبعد من ذلك في نعتهم لهذه التجارب واصفين إياها بـ «العبث». فيما يرى آخرون أن التجديد والبحث الدائم لإبراز جماليات الحرف ستزيد الحروفية العربية تألقاً يحفظ لها مكانتها باعتبارها من أهم الفنون التشكيلية لدى العرب والمسلمين. (اليوم) التقت بعدد من الفنانين والنقاد التشكيليين بالمملكة والوطن العربي لاستطلاع آرائهم عن الحروفية العربية، وهل لا زالت قائمة بعد أن دخلت التنميط والتسويق التجاري؟ وهل هناك إمكانية لتجددها؟ وما التجارب الدالة على التجديد؟ عمل تشكيلي معاصر يرى الفنان التشكيلي السوري د.محمد غنوم، الذي يعد أحد أبرز الفنانين الحروفيين العرب، أن «الاتجاه الحروفي في التشكيل العربي هدفه اعتماد الحرف العربي كمفردة تشكيلية تؤدي لعمل فني عربي تشكيلي معاصر محدد الهوية ويتجذر في أعماقها ويملك إمكانية التطوير والتجديد»، موضحاً أن التجارب، التي تعتمد على الحرف العربي، دخلت «عالم التسويق كبقية التجارب التشكيلية بمختلف مجالاتها». لعبة تجارية ويقول إن الطلب المتزايد للحروفية العربية خاصة في منطقة الخليج ساهم في «ارتفاع الأسعار مضافاً إليه اللعبة التجارية التي يخفى بعضها ويظهر قسمها الآخر، عندما نجد بعض أسعار اللوحات قد وصل إلى أرقام قياسية»، مؤكدا أن «للتسويق دورا وأهمية ولا يمكن تجاهل ذلك ولكن الأكثر أهمية هو ما تقدمه الأعمال الفنية وما تحمله من مضامين وتريد إضافته في جماليات في ميدان فن الخط العربي تجديداً وحداثة». حروف وكلمات ملصقة ويضيف د.غنوم : «أريد التأكيد على أمر هام .. هو الأساس في ظهور الاتجاه الحروفي في التشكيل العربي، وهو أن هدفه هو اعتماد الحرف العربي كمفردة تشكيلية تؤدي لعمل فني عربي تشكيلي معاصر محدد الهوية ويتجذر في أعماقها ويملك إمكانية التطوير والتجديد، فالخط العربي تراث متجدد واضح الملامح العربية البصرية. ولكن للأسف نرى العديد من التجارب الحروفية على مساحة العالمين العربي والإسلامي غربية في كل أركانها (لوناً وتشكيلاً وتكويناً..)، وتلصق بها الحروف العربية وتزج ليقال انها عربية، وهي لا تملك إلا حروفاً وكلمات ألصقت بها». التجديد روح العمل أما فيما يتعلق على دخول النمطية في بعض تجارب الحروفية العربية، فيقول د.غنوم : «مما لاشك فيه أن بعض التجارب وقعت في النمطية، لأنها تعبت من البحث والتجديد وملت عناء الكشف عن مواطن الجمال في حرفنا العربي». ويؤكد أن «التجديد هو روح العمل الفني، وتقدم المعارض على مساحة العالم العربي والإسلامي في مجال الحروفية العربية ما يؤكد ذلك»، موضحاً أن «التجارب الدالة على التجديد هي تلك التي عشقت الحرف العربي بشكله الجميل وبطاقاته الإبداعية غير المحدودة، والتي آمنت أن الطريق لازال طويلاً أمامها، فهو طريق الحضارة التي مرت بها كل أمم الأرض التي عرفت الفن وأدركت أهمية البحث المستمر في مكامن الجمال». ويضيف : «في هذا الصدد أشهد أعمالاً فنية توظف الحرف العربي كل يوم بشكل جديد، ومنذ فترة افتتح في دمشق معرض بعنوان تشكيلات حروفية من الفنانين العرب من سوريا والعراق، يؤكد أن بعض الأعمال تؤكد أن التجديد موجود في تقنيتها وتكويناتها وفي الطرح الفني». الحروفية مواكبة للحياة الفنان التشكيلي أحمد فلمبان يؤكد «أن الحروفية ستبقى تواكب الحياة وحاجة الناس لها، ويقول : طالما هناك ناطقون بالضاد، فالحروف العربية قائمة إلى ما شاء الله.. وهذا الهجوم والحرب (على الحرف العربي)، ما هي إلا تسلط تجاري، وضرورات العصر في المكننة والإنتاج السريع الرخيص». موضحاً أن الحروفية «ستبقى تواكب الحياة وحاجة الناس لها، وأن التجديد وارد طالما هناك باحثون وفنانون جادون في الخط العربي، ولكن في حدود التقاليد والأنماط والأنظمة والمعايير الأساسية للخط العربي، والارتقاء به إلى الجمالية المبدعة التي تخرج من يد الخطاط الماهر». ويضيف : «هناك تجارب فنية رائعة في العالم العربي، خاصة من الفنانين العراقيين، ولكن عندنا لا توجد تجارب جادة وذات خصوصية وتميز وفلسفة جلية وفكر راق.. هي كلها اقتباس ولطش من تلك التجارب التي في معظمها ترديد وتناص لا ترقى إلى مسمى تجربة، كما الحال في الفن التشكيلي، أما في الخط العربي بمعاييره التقليدية فهناك خطاطون مجيدون». قيمة تشكيلية وتعبيرية الفنانة والناقدة التشكيلية فوزية الصاعدي تؤكد أن «الحروفية ما تزال موجودة، وهي فن كغيره من الفنون متجدد ومتطور لما يملكه الحرف من قيمة تشكيلية وتعبيرية عالية». وتقول إن اللوحة الحروفية تتعرض «لكثير من التساؤلات المتصلة بالمنجز الحروفي وصلته بالحداثة، وذلك بفعل الحداثة التشكيلية والرؤى المتجددة في التعاطي الأسلوبي. فعلى سبيل المثال، نرى توسع استخدام الحاسب وإنتاج اللوحات الرقمية، التي ابتعدت بالكتابة عن الدلالات المصاحبة لها وأفقدت الحروف العربية المكتوبة باليد، جزءا من روحها وجمالياتها». تياران للوحة الحروفية وتضيف إن «اللوحات الحروفية حملت الكثير من التجديد على القوالب النمطية التي كانت سائدة منذ القدم، تحمل ملامح التجديد المبني على فهم عميق للحرف العربي وطواعيته في صياغات جمالية لا حصر لها»، موضحة أن الملاحظ «في اللوحة الحروفية عموماً وجود تيارين : استخدام الحرف بشكله التقليدي الممتثل للقواعد والأسس الجمالية الراسخة كهوية ثقافية خاصة، وتيار آخر حديث يريد تفجير الطاقة الرمزية والجمالية للحرف في العمل للوصول إلى رؤية جمالية مستحدثة تظهر معها نوعيات جديدة مبتكرة وحلول أسلوبية غير نمطية». وتتابع الصاعدي قولها : «أما بالنسبة لإمكانية التجديد، فاللوحة الحروفية قادرة على التجديد والتطور، وذلك بإمكانيات الفنان وقدرته على التعامل معها، فهي مبنية على الحرف أو النص، فلابد أن يفهم الفنان التكوين الحروفي ودوره الأساسي في العمل ثم يعتمد على ثقافته وموهبته وقدرته على اكتساب رؤية خطية جديدة». معنى لفظي وجمال صورة وتوضح أن «الكثير من التجارب الحروفية تنتقل بالحرف العربي من المعنى اللفظي الأدبي إلى جمال الصورة وتجليات الشكل والمعنى معاً بعد أن كانت في السابق تسير خلف النص الأدبي (النصوص القرآنية والحكمة و...)، فالجديد فيها هو النص البصري (المقروء أو غير المقروء)، الذي يكشف عن إمكانيات وطاقات الخط العربي الفكرية والروحية والشكلية، والتي تنطلق من جذور الخط العربي في محاولة لتطوير بناء الحرف كشكل وكرمز ومعنى والقدرة على تشكيله وتطويعه ودمجه بما يحيط به من مفردات ورموز بشكل معاصر». ارتباط بالقرآن الكريم فيما ترى الفنانة التشكيلية المصرية د.رهام محسن أن «ما تحتاجه الحروفية العربية بحق هو الاهتمام بالجانب التطبيقي للحروفية». وتقول إن الحروفية العربية قائمة بقيام القرآن الكريم، وهذا هو شرفها، وهذا هو الحافظ لها... ويرتبط الكتاب بالخط العربي لقوله تعالى : «وما كنت تتلو من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك إذا لارتاب المبطلون»، والكتابة العربية من أقدم الكتابات التي لم تتغير، من حيث بنيتها الدلالية للمعاني والتشكيلات الرئيسية للحروف»، مؤكدة أن «ما حفظها من التغير والتجديد هو القرآن، وبالتالي لم تتغير اللغة مع تغير اللهجات وما يجد من الكلمات». وتضيف : «من هنا تستمر الحروفية العربية رغم تعرضها لكثير من الهجوم والعوامل السلبية التي تضعفها أحيانا عند البعض، ولكنها تقوم وتقوى باهتمام محبيها لها ورعايتها بالتطوير والتجديد، ويأتي على رأس التطوير التشكيل الفني المبتكر والمتجدد للأعمال الفنية التي ترقى بالخط العربي من حيث الشكل والمعنى، فالاهتمام بالتشكيل الفني الراقي والمتميز لشكل الحرف العربي وتكراراته ومعانيه، وكذلك الاهتمام بالدلالة الخاصة بالكلمة والجملة في التشكيل، فليس من مصلحة الحروفية العربية إعلاء قيمتها التشكيلية وتجريدها من مضمونها التعبيري ومعاني الكلمات التي تتركب منها الحروف وتصنع مضمونا للعمل الفني التشكيلي». اهتمام بالجانب التطبيقي وتذكر أن الجانب التشكيلي الفني ليس فقط هو المطلوب، «ولكن الجانب الفني التطبيقي الوظيفي الذي يخدم المجتمع واحتياجاته بشكل مباشر بصورة أكبر، فيكون التطوير التشكيلي الفني المبتكر والمتجدد ليناسب أنظمة العلامات العصرية للحروفية واللغة ؛ مثل الخطوط التي تستعمل للشاشات، والخطوط على شاشات الكمبيوتر، وأجهزة التلفون المحمول، ومثل اللوحات الالكترونية التي يكتب عليها بالعربية في المرافق العامة كالبنوك والمطارات»، موضحة أن «هذه مجالات تطبيقية فيها جانب تكنولوجي وتحتاج تدخل الجانب الفني البصري التشكيلي لتطوير الخط العربي في المجالات التطبيقية المعاصرة، حيث تدخل هنا حسابات أخرى زيادة على العلاقات التشكيلية وهي حسابات الإدراك البصري للحرف وعلاقة ذلك بالمسافات وحجم السطور وأبعاد ومواصفات القراءة، وكذلك أثر إدراك مجموعة الحروف والكلمة على سرعة القراءة، وهو أمر مهم في حالات متعددة من التطبيقات الوظيفية للغة العربية في الصحف ومختلف المطبوعات وعلى مختلف أنواع الشاشات». قابلية للتجدد والتشكيل وتؤكد د.رهام محسن أن «الحروفية العربية قابلة للتجدد والتشكيل ، مهما وضعت في قوالب أو تشكيلات معينة، وببساطة كل فنان حاول واجتهد ليجدد في الحروفية العربية أتى بجديد»، مشددة على أن فرص التجديد ما زالت أكبر وأوسع، بالمقارنة بالخطوط من كتابات أخرى غير العربية على الجانب التشكيلي. وتوضح أن ما تحتاجه الحروفية العربية «هو الاهتمام بالجانب التطبيقي للحروفية، مثل «الفونتات» (الخطوط)، التي تستخدم في الكتابة للصحف وعلى الشاشات الالكترونية». قلة الخطوط العربية وتقول إنه «بمقارنة بسيطة نجد عدد «الفونتات» العربية قليل بالنسبة للاتينية، ومعظمها من التشكيلات الكلاسيكية القديمة وقليل منها الجديد المبتكر، ومن أمثلة الفنانين التشكيليين والتطبيقيين في الوقت نفسه، الذين يقضون جهدهم لتطوير الخط العربي الفنان د.فتحي جودة، الذي عمل منذ سنوات عديدة لتطوير الخط العربي لوظائف تطبيقية، مثل اللوحات التي تستخدم في الطرق.. ليقرأها قائدو المركبات على سرعات عالية بدون الحاجة للتوقف، والخطوط المستخدمة في محطات «مترو الأنفاق» بالقاهرة، كما قدم أفكاره للوحات الإرشادية في منطقة مناسك الحج والعمرة بمكة المكرمة». تحد وشموخ من جانبه، يؤكد الفنان والناقد التشكيلي المصري طلعت عبد العزيز أنه «بالرغم من كل الممارسات وأدوات «الرقمنة» والثورة التكنولوجية، ظل الحرف العربي متحديا بقدرته على المواجهة شامخا راسيا. وباتت اللوحة ذات الطابع الشرقي الصميم محافظة على تقاليدنا وموروثاتنا الحضارية المكتسبة لتصارع مثيلاتها من الفنون الأخرى، في الصالات والمزادات العالمية». نافذة للإبداع والجمال ويقول : «بين كل الظواهر المستحدثة في سياق الفن التشكيلي والسمات المغايرة في أنماطه وأساليبه وأدواته يطل علينا دائما الحرف العربي من نافذة الإبداع والجمال معبرا بكل روافده التراثية الهامة التي شكلت هويتنا الثقافية وتراثنا النادر بأسلوب مغاير عن الممارسات التشكيلية في نتاجات المجتمعات المغايرة، بالرغم من كل محاولات النزوع نحو تغريب خطابنا البصري والارتماء في أحضان الحداثة، والاحتفاء الممارس من قبل ممارسي الفن التشكيلي بنتاجات الخطابات الغربية لهثا خلف المحترفات الوافدة على مجتمعاتنا والسلوكيات التي باتت تنهش في جسد التشكيل العربي المعاصر، مضافا إليها الهوس الغربي بمستحدثات التقنية وأدوات «الرقمنة» والإيعاز المباشر من أصحاب القرار الفني وتجار الصالات إلى التشجيع على تبني أوساط موغلة في الغرابة، بقصد طمس الهوية العربية بتراثها الحضاري مع هجر الوسائط ذات الطابع الشرقي الصميم بإدعاء كاذب على أنها أصبحت وسائط تقليدية ونمطية والدور المتعمد نحو تهميش ريادة الخط العربي كمثال بارز في فنوننا البصرية والتشكيلية بكل أنواعها». محافظة على الهوية ويضيف عبد العزيز : «إذا وضعنا في الاعتبار أيضا تلك القطيعة التي تفشت في مجتمعاتنا تجاه نتاجاتنا وابداعاتنا وهويتنا العربية وعدم ارتياد المعارض والمناسبات الفنية مضافا إليها الضغوط الممارسة من قبل المؤسسات الراعية وتقريب ذوي الحظوة من الفنانين لارتياد المهرجانات والفعاليات الدولية والتأثير المباشر على أعضاء لجان التحكيم داخل المهرجانات العربية في منح الجوائز والاقتناء، وما بين هذه وتلك أصبح الخطاط العربي أو الفنان المحافظ على هويته وتراثه الحضاري المتجذر في الثوابت والقيم بمنأى عن تلك الممارسات والزهد الكامل مع شريحة الفنانين الذين لا يجيدون، أو يرأبون بأنفسهم عن ذلك، التزلف والاستجداء المقيت، مع الاحتفاظ بقدر واف من الكرامة والانزواء بأقلامهم وأحبارهم وألوانهم لاستدعاء التأثير الروحاني وإرساء دعائم لوحاتهم ومخطوطاتهم ولديهم إيمان كامل بطرحهم البصري وتطويع مسارهم الحياتي بشكل ميسر لمقتضيات العيش الكريم والإلحاح النفسي لمواهبهم دون النظر إلى التقدير والتكريم والاقتناء، وسط كل هذه الممارسات وأدوات «الرقمنة» والثورة التكنولوجية، ظل الحرف العربي متحديا بقدرته على المواجهة شامخا راسيا، وباتت اللوحة ذات الطابع الشرقي الصميم محافظة.. لتصارع مثيلاتها من الفنون الأخرى في الصالات والمزادات العالمية لرواد هذه الأنماط التشكيلية من فنانينا في أرجاء الوطن العربي». الحرف والفنان التشكيلي يرى الخطاط مصطفى العرب أن «الحرف العربي يملك مخزونا كبيرا جدا، قد لا يستطيع الفنان التشكيلي توظيفه في لوحته التشكيلية». ويقول إن «على الفنان التشكيلي قبل الخوض في الحروفيات، على أقل تقدير، دراسة، ولو بشكل مبسط، من باب الاطلاع على قواعد وهندسة الحرف العربي، حتى يكون ملماً، بشكل مبسط، عن البناء الهندسي وقوام الحرف العربي وأنواع الخطوط المعروفة ولو من باب الثقافة العامة، لأن الحرف العربي يملك مخزونا كبيرا جدا، قد لا يستطيع الفنان التشكيلي توظيفه في لوحته التشكيلية من حيث معرفة أسرار وأغوار البناء الهندسي للحروف». تعبير عن الهوية العربية ويضيف : «الحروفية بدأت الانتشار في الأربعينات في القرن الماضي بإدخال الحروف إلى اللوحة التشكيلية بدل المنمنمات الشرقية المعروفة التي كانت تعبر عن الهوية العربية في ذلك الوقت في المعارض والمحافل الفنية في أوروبا، حيث وجد الفنان التشكيلي ضالته في الحرف العربي، لما يحتويه من مخزون تراثي كبير (فني وهندسي)، مثلاً : أحمد جميل حمودي، كان من الرواد في هذا المجال وبعدها بدأت القافلة تسير بهذا المنحى. ويتابع العرب قوله : «أكثر ما يؤخذ على الفنان التشكيلي، هو من يستخدم القصاصات الورقية لبعض المخطوطات أو كتابات بعض الخطاطين، ويعتقد أنه قدم شيئا في عالم الحروفية، كالقص واللصق (كولاج)، وفي هذا الحال، أعتقد أنه لم يخدم لا الحرف العربي ولا الفن التشكيلي، حيث بإمكان أي فنان حديث عهد بالفن التشكيلي أن ينتج كثيرا من الأعمال خلال وقت قصير جدا، وبدون إدراك لأي من أساسيات الخط العربي. تصنيف الحرف العربي ويصنف الخطاط مصطفى العرب ما يدور في الساحة الفنية حاليا أو ما يتعلق بالحرف العربي إلى ثلاثة محاور، أولها : «الأسلوب الحروفي، وهو استخدام كل أدوات الفنان التشكيلي وخاماته بالإضافة إلى استخدام حرف أو حرفين وتكرارها في اللوحة»، والثاني : «أسلوب الحداثة، وهو استخدام كل أدوات الفن التشكيلي وخاماته، بالإضافة إلى استخدام عبارة أو بيت من الشعر ويكون على أشكال معينة»، أما المحور الثالث فهو «الأسلوب التقليدي، وهو عادة ما يستخدم بالأدوات العادية من قصب أو أحبار وورق مقهر (التقليدي المعد لكتابة الخطاط)».
لوحة للتشكيلي سعيد نصري
أخبار متعلقة