DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

محمد عبدالعزيز السماعيل

محمد عبدالعزيز السماعيل

محمد عبدالعزيز السماعيل
محمد عبدالعزيز السماعيل
أخبار متعلقة
 
للعمل الإعلامي رسالته وأخلاقياته التي قاعدتها التعاطي مع الكلمة بوصفها أمانة ، يمكنها أن تبني أو وتهد أكبر البنيان، وبدون ضوابط تحكم عمل وسائل الإعلام ؛ يصبح عملها هادما وسلبيا ، بدلاً عن أن يكون بناءً وإيجابياً ، فدور وسائل الإعلام المؤثر والفاعل في صياغة وتشكيل الرأي العام وتنويره يخضع لمعطيات كثيرة ، جاءت في الكثير من النظريات الإعلامية التي منها نظرية “ الرصاصة السحرية “ تلك النظرية التي ترى أن الرسالة تسلك مسار الرصاصة ، وعلى الرغم من ان هناك من يدحض بعض أجزاء هذه النظرية ، إلا أنها في المجتمعات البسيطة واقعية ، حيث يكون التلقي ساذجا وفوريا بمجرد التقاط الرسالة. في العالم العربي هناك نسبة كبيرة من المجتمعات البسيطة التي لم ترتق إلى مرحلة المجتمعات المعرفية ، مما يسمح بسريان نظرية الرصاصة، وبالتالي فإن التزام وسائل الإعلام بالمصداقية وأمانة الكلمة و ( الصورة ) أيضاً يعتبر واجباً يمس شرف المهنة ، ويحتم عدم تضليل المتلقين الذين يمتلكون حقوقا تلقائية في الحصول على خدمات إعلامية صادقة وهادفة . وهنا أريد أن أؤكد بأن الاعلام العربي والاسلامي بشكل عام يحتاج لتحقيق ذلك إلى الالتزام بالمصداقية والقول السديد الحسن، لقوله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا ) ( الأحزاب - 70 ) . كما نحتاج الى البعد عن التشهير و الجهر بالسوء لقوله تعالى (لاَّ يُحِبُّ اللّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوَءِ مِنَ الْقَوْلِ) ( سورة النساء - 148) ، كما على إعلامنا العربي والإسلامي أن يتحرى الموضوعية في الطرح وتداول القضايا والالتزام بالحق المطلق ، وذلك لقوله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاء لِلّهِ وَلَوْ عَلَى أَنفُسِكُمْ) ( النساء - 135 ) ، وأيضاً على إعلامنا تحمل المسؤولية الإعلامية . كما قال تعالى (مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ ) ( سورة ق - 18 ) وعليه أيضا التثبت من صدق النبأ قبل نشره ، لقوله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا) ( الحجرات - 6 ) تلك ملامح من الأخلاقيات المهنية التي تحكم التعاطي مع الخبر والكلمة . وينبغي أن نعمل بها دوما ، خاصة وأن الخطاب الإعلامي يوجه الى شرائح بسيطة لا يملك أغلبها الأفق اللازم لتحليل معطيات ذلك الخطاب، وما لم يكن هناك مجهود أخلاقي في تحري الصدق والموضوعية ؛ فإننا نتعرض لضغط قيمي وأخلاقي يهدم خيارات المجتمعات ويجعلها سهلة الاختراق وغير قادرة على انتاج وعي ضروري يواكب تطور العصر ، وتلك مسؤولية مضاعفة لوسائل الإعلام التي ينبغي ألا تشتغل بالمواد الترفيهية غير المجودة على حساب الهادفة التي تفتح الآفاق وتضيء العقول. دور وسائل الإعلام مهم للغاية خاصة في المرحلة الحضارية الراهنة، حيث أصبحت لها خطورتها وتأثيرها العميق في صناعة الرأي العام وتطوير قدراته ، لمواجهة التحديات بوعي وإمكانيات فكرية قادرة على أن تحلل وتبحث ، لذا على وسائل الاعلام احترام المتلقي في كل ما يتم بثه ونشره كأمانة في الأعناق وليس مجرد تجارة بالكلام والصور . [email protected]