DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

سلطان القحطاني

نقاد وروائيون يؤكدون أهمية «نوعية» الروايات السعودية

سلطان القحطاني
سلطان القحطاني
إبراهيم العذلة – الباحة دفع تصاعد وتيرة صدور الروايات السعودية أدباء ومثقفين إلى إطلاق مسمى «تسونامي الرواية السعودية» على هذه الظاهرة، التي بدورها أيضاً جعلت الناقد السعودي اليوم بعيداً عن الاهتمام بديوان العرب (الشعر)، وأصبحت بوصلته مركّزة حول العمل الروائي، وخص كثير منهم «مشرط نقده» إلى روايات كتبتها نساء. كما أصبح النقاد لا يملكون وقتاً كافياً لمتابعة هذا الزخم الروائي، واعتبر كثير من النقاد هذه الظاهرة طبيعية لمجتمع مغلق حتى «11 سبتمبر»، حيث توجهت وسائل الإعلام لكشف الغموض في المجتمع السعودي. على هامش ملتقى الرواية الرابع في الباحة، الذي نظمه نادي الباحة الأدبي الأسبوع الماضي، التقت (اليوم) مجموعة من النقاد والروائيين والأكاديميين ليتحدثوا عن مستقبل الرواية السعودية، ورؤيتهم للرواية «النسوية». طفرة الرواية ويؤكد د. معجب العدواني أن «البعد التراكمي في الرواية لا ينفي وجود أعمال ناضجة على مستوى الكيف، وهذا أمر طبيعي، كلما كثرت الأعمال زادت نسبة جودة بعضها، على الأقل نحن نتمنى أن يكثر هذا الزخم الروائي.. لأنه عادة مع كثرة هذا الزخم سيولد نتاج جيدة ويحسب لهذا الركام الروائي أنه يستشرف مجتمعا قادرا أو بيئة قادرة على تشكيل روائي جديد في المملكة». ويقول: «أعتقد أن المملكة تعيش الآن فترة طفرة رواية بالفعل، وهذه الطفرة لها أسبابها وعمل كثير.. لا أتوقع أن يكون أثرها سلبيا، بل سيكون ايجابيا في القريب العاجل»، مشيراً إلى أن المجتمع كان قبل سنوات يعاني من قلة الأعمال الروائية لعدم وجود بيئة رواية مناسبة باستثناء بعض المدن مثل مدن الحجاز التي كانت تحديدا هي البيئة الرواية التي أنتجت بواكير الروائية في المملكة. ويوضح العدواني أن تحول المجتمع السعودي من المجتمع القبلي إلى المجتمع المدني، سيولّد أكثر وأكثر أعمالاً ناضجة قادرة على منافسة مثيلاتها على العالم العربي. بين الرواية والسرد أما الناقد د. سلطان القحطاني فيقول: إن العدد الكبير لصدور الروايات يخرج منه نحو 15 في المائة هي ما يمكن أن نطلق عليها اسم رواية، فمثلاً عند صدور ثمانين رواية، تخرج منها عشر أو اثنتا عشرة رواية، «أما البقية فهي سرد، إما أنها ذكريات أو حادثة معينة، ولكن للأسف الشديد.. إن الذين لا يعرفون النقد وليسوا متخصصين في الرواية، سموها رواية!، وعلى سبيل المثال لم يكتب على «بنات الرياض» رواية، ولم تعترف مؤلفتها بأنها رواية، ولكن هؤلاء الذين أرادوا أن يعملوها رواية، هم من عملوا ذلك.. هي نص أدبي، لكن ليست رواية». توقف على النقد وعن مستقبل الرواية في المملكة، يقول د. القحطاني: «هو متوقف على النقد، إن وجد النقد وطبق المعايير الصادقة المعترف بها، التي تمت تقنياتها في الدول المتقدمة مثل بريطانيا أو فرنسا.. فسيكون للرواية مستقبل باهر وقارئ متقبل لهذا العدد، وإما إن كانت المسألة بالكم، فالكم لا يمكن أن يعمر طويلا، وإذا استمرت الرواية والنقد على هذا الحال، فأعتقد أن مستقبل الروائية في تراجع وليس في تقدم». الرواية هي الرواية وعن تصنيف الرواية لنسائية ورجالية وشبابية وأخرى، يذكر د. القحطاني هي «تصنيفات ما أنزل الله بها من سلطان»، معتبراً أن الرواية رواية «سواء كتبتها امرأة أو كتبها رجل، وإذا توافرت شروط الرواية الحقيقية من بداية وعقدة ونهاية وزمان ومكان وشخصيات متوائمة وأصبح الروائي يستطيع أن يسيطر على الواقع ويمزجه بالخيال ليخرج عملا روائيا»، كانت هذه روائية. وبالنسبة لمستقبل الرواية النسائية، فيقول: «لا يمكن أن يوازن في العالم إنتاج الرجل بإنتاج المرأة، لأن المرأة تكون أقل.. الكثير منهن لا يستمر في هذا العمل، لكن الرواية بشكل عام سواء كتبها رجل أو امرأة هي في النهاية رواية». لحظة تحولات الناقد والشاعر محمد الحرز يقول: «لا أظن أن مفهوم المستقبل له وجهة نظر وجيهة في تحليل الخطاب الروائي بالمملكة.. اللحظة الراهنة لحظة تحولات وجزء من هذه التحولات الاجتماعية والثقافية والسياسية التي تمر بها المملكة تتمظهر في غالب الدعوة للجزء الروائي بالتحديد، لسبب بسيط، هو أن الجزء الروائي هو الأكثر قابلية لامتصاص كل تحولات هذه المرحلة، التي لم تتشكل ملامحها بشكل أساسي.. لازلنا في طور التحولات، وهذا الطور يتطلب الملاحظة والانتظار، ومن ثم يبدأ الفرز». ويؤكد أن هذه التحولات بإمكانها أن تمنح الأساسيات، فيما يحدث من حضور في المنتديات والملتقيات، ومناقشة جملة هذه الروايات كلها تصب في إيجاد ملمح ربما في المستقبل القريب أو البعيد. رواية نسائية ورجالية وحول تأسيس رواية نسوية سعودية، يقول الحرز: «المصطلح الروائي النسائي هو مصطلح ربما ينطبق على ما تكتبه النساء، هذا لا يمكن عزله عما يكتبه الرجال». ويوضح أن تصنيف الأدب بأدب نسائي وأدب رجالي إذا كان القصد من ذلك أن للأدب النسائي ملامح خاصة، فهذا تصنيف غير مقبول إطلاقا، أما إذا كان الحديث عن الأدب الأنثوي الذي تكتبه المرأة ويكتبه الرجل، «فأعتقد لم نصل إلى مرحلة هذه الخصاصة المشتركة، لا زالت المرأة تبحث عن هويتها وعن مكانتها داخل المجتمع، وهذا ما ينعكس على بعض الروايات النسائية». وعي المجتمع من جانبه، يقول د. معجب الزهراني إن خوض المرأة التجربة الرواية «دليل على أن وعي المجتمع قد أصبح أكثر تقبلا للرواية التي كانت في يوم من الأيام نوعا من الكتابة المهمشة، وبالتالي أصبحت الكتابة النسائية تتصدر كتابات جميع الأجناس». ويعتقد الزهراني أن «إقبال المرأة على كتابة الرواية نوع من المقاومة، لأن الرواية في حد ذاتها مقاومة وتغيير، تشكّل من جانب مقاومة وطلب تغيير من جانب آخر»، مشيراً إلى أن ممارسة هذا الدور حق مشروع لكل مبدع أو مبدعة، وله أن يتبنى مقاومة ما يرى أنه اضطهاد أو تمييز ضد المرأة أو ما شابه. المرأة أكثر نضجاً ويقول: ما يطرح في أعمال المرأة يؤكد أن المرأة ليست أقل من الرجل في الكتابة الروائية، بل إن المرأة أكثر نضج بالنسبة للكتابة الروائية، موضحا أن «هذا الأمر حدث كما نراه في رواية «توي لايت» الأمريكية التي كتبتها استفاني ماير.. وهي امرأة ربة منزل وليست مثقفة، لكن المرأة قادرة على تمثيل الجو الروائي وإعادة تشكيله من جديد وإعادته للمتلقين». ويضيف: «أسعد بأي تجربة نسائية.. أراها في السوق، أتابعها، أشتريها، أحصل عليها، لا يعني بصراحة أن أكتب عليها تعليقات أو نقد، بل أني أسعد بما يطرح.. هذه الأعمال في منظومتها تشكل نوعا من التغيير الذي تشكل في مجتمعنا»، مؤكداً أن «الرواية هي الجنس الأدبي الوحيد القادر على إحداث التغيير». عصر الرواية أستاذ الأدب بجامعة الملك سعود بسمة العروس تعلق على صدور نحو ثمانين رواية سعودية خلال عام 2009، وتقول إن «العصر الأدبي الراهن في المملكة هو عصر الرواية بالدرجة الأولى، دون أن ننكر قيمة التجارب الشهرية خاصة في مجال قصيدة النثر وما فيها من تنوع»، موضحة أن «الرواية تشهد انتعاشها، لأنها غيرت مسارها بشكل صارت فيه، معبرة عن الغليان الاجتماعي، وعن مختلف الحساسيات، وعن نوع من التطلع إلى مجتمع جديد، وعن المسكوت عنه، وعن كثير من القضايا التي لاتظهر ولكن تجلياتها واضحة.. خاصة بالنسبة إلى العين الغريبة القادمة إلى المملكة». وتضيف: «لاشك أن تجربة الرواية فيها الكثير مما ينبغي أن يدرس ومما ينبغي أن يماط عنه ومما ينبغي أن يدرس بشكل موضوعي بعيدا عن الأحكام الأخلاقية والتقنية الضيقة»، مؤكدة أن «كثيرا من التجارب الروائية انتهت وأن كثيرا من التجارب لا زالت تبحث عن أفق جديد وعن مسالك جديدة». خط للرواية النسوية وعن الرواية النسوية، تقول العروس: «الرواية النسوية خطها واضح جدا في المملكة، وذلك لخصوصية وضع النساء عموما»، مشيرة إلى أن «ثمة خطا مهما يشتمل على جملة الثوابت مستقبلها في أيدي صاحبات هذه الرواية، أي بأيدي المرأة منتجة هذه الرواية، التي ينبغي أن تنظر في إمكانات استمرار هذا النوع وفق ما تراه، وألا تبقى حبيسة مواضيع جاهزة أو منمطة تكررها وألا تقع في تكرار التجربة وتكريس نفسها، فالتكرار والتكريس في داخل زاوية ضيقة يقود إلى انتحار التجربة ونهايتها من الداخل». موجة تستمر عقدين وجهة نظر الروائي أحمد الدويحي تميل إلى جهة أخرى، حيث يرى أن المستقبل الروائي في المملكة بهذه الكثافة لن يزيد على عشرين سنة، ويقول: «الهطول الروائي لا يتعدى أكثر من عقدين من الزمن»، موضحاً أن المشهد السردي في المملكة كان يتجه إلى كتابة القصة القصيرة. ويضيف: «أزعم أن هناك حدثا يستدعي الرواية كفن أثير، بعد أن سبقه الجنس الشعري والجنس القصصي في الوسط الثقافي السعودي»، مرجعاً السبب إلى «ذاتية الكتابة نفسها والكاتب وإلى الكتابة كفن نوعي»، وموضحاً أن «الكتابة الروائية نفسها شيء يعني الكاتب وسبب آخر يعني الرواية، أما ما يعني الكاتب فهو جملة من الأحداث التي كانت تستدعي كتابة الرواية، وكانت الرواية أصلا حلما راود الوسط الثقافي وكتاب السرد على وجه التحديد، وهناك ما يعنى بالرواية، فالرواية كجنس أدبي تعني الشمولية وتعني التعددية وتعني الذهاب إلى مناطق سرية تعني بطبيعة السرد تستلزم ضرورة كشف ما يسمى ب «مسكوت عنه» أو المستور». التقنية مساهمة بالزيادة ويتابع الدويحي قوله: هناك سبب آخر ربما كان مساعدا لهذا الهطول الروائي، حيث أصبحنا ننتظر في كل موسم مايفوق خمسين رواية بعد أن كنا ننتظر في الموسم الواحد رواية أو روايتين قبل عقدين، وهو حضور التقنية الحديثة، بمعنى أن المبدع أصبح قادراً على التعامل مع الآخر خارج الحدود، إذ إن التقنية الحديثة فتحت نوافذ للمثقفين، مؤكداً أن الرواية السعودية أو المحلية، كما يفضل الدوحي تسميتها، تجد حضوراً مهما جدا في المشهد الثقافي العربي، بل هي مطلوبة بشكل ملح. كذبة «النسوية» وحول الرواية النسوية في المملكة، يقول الدويحي: إن «هذه كذبة كبيرة انطلت على المشهد الثقافي السعودي»، مضيفاً أن «الكتابة هي جنس أدبي بنفسها، ولا فرق بين أن يكتبها روائي أو روائية.. الفارق هي القدرة على صياغة مشهدك الروائي وخلق فضات واستنباط شيء يسعد ويفرح»، ويوضح أن ما يسمى بالرواية النسوية «فكرة مصطلح للنقاد وليس لكتاب الرواية». نوعية وكمية القاص والروائي علي الزهراني يبدي سعادة بازدياد صدور الروايات السعودية، معتبراً أن هذا وضع صحي أدبي متنام، إلا أنه يرى أن أهم أمر هو نوعية هذه الروايات، ومن منها يمكن إطلاق اسم رواية عليها. ويتساءل: «هل نهتم بالكيف أكثر من الكم؟!. ويقول إن هذا سؤال يطرح نفسه، وهذه بادرة طيبة تحتاج من النقاد أن يعيدوا إفراز الرواية من غيرها. ويشير الزهراني، في تعليقه على أفق تأسيس رواية نسوية سعودية، إلى أن «صدور بعض الروايات النسوية بالذات السعودية، يقفز سؤال: هل هذه الروايات النسوية تطلق عليها رواية؟ هل فعلا لدينا رؤية نسوية؟، مؤكداً أنه لا يتوقع تأسيس رواية سعودية مخصصة. ويوضح أن «هذا النسخ الروائي النسوي السعودي لا زال تحت وطأة الرجل، وهذا خطأ كبير»، مؤكداً أن المجتمع يحتاج «إلى روايات تكبح جماح هذه النظرة القاصرة للمرأة السعودية.. نريد المرأة المثقفة.. المرأة المبدعة.. المرأة التي تشارك الرجل في العمل.. في الإبداع.
محمد الحرز
أخبار متعلقة
 
معجب الزهراني