DAMMAM
الخميس
34°C
weather-icon
الجمعة
icon-weather
34°C
السبت
icon-weather
37°C
الأحد
icon-weather
33°C
الاثنين
icon-weather
34°C
الثلاثاء
icon-weather
36°C

الكفالة: «البداية» ابتسامة ورجاء.. و«النهاية» مأساة وخراب

الكفالة: «البداية» ابتسامة ورجاء.. و«النهاية» مأساة وخراب

الكفالة: «البداية» ابتسامة ورجاء.. و«النهاية» مأساة وخراب
الكفالة: «البداية» ابتسامة ورجاء.. و«النهاية» مأساة وخراب
«احذر أن تكون كفيلاً غارماً.. واحذر أن تثق أكثر من اللازم في أناس، قد تعتقد أنهم مصدر ثقة، قبل أن تكتشف أنهم مصدر خراب.. أحذر أن تقف موقف شهامة مع أحد لا يستحق ولو كان أخاك».. بهذه العبارات تحدث كفلاء غارمون عن مآسيهم، مؤكدين أنهم كانوا ضحية الثقة الزائدة، والمواقف النبيلة، التي انقلبت في لحظات، إلى الضد. قصص مأساوية، وحكايات شتى، جاء بها كفلاء في هذا الاستطلاع، كان عنوانها «خراب بيوت»، و»تشريد أبناء»، و»إيقاع الطلاق»، و»الحبس» لمن يفكر أن يكفل أحداً غير موثوق فيه. أبو الكرم لم تعد أسماء «أبو الكرم، والشهامة» و»أبو الفزعات» التي تطلق على «الكفيل الغارم» ذات جدوى هذه الأيام، بعد أن وقع هذا الكفيل، في مآزق ومشكلات، كلفته الكثير والكثير، والسبب أنه فكر في يوم من الأيام أن يكون شخصاً نبيلاً و»شهماً». «الكفيل الغارم» مشكلة وظاهرة خطرة، أخذت تنتشر بشكل كبير وقوي في المجتمع السعودي، وما يحدث لهذا الكفيل من مشكلات، يبعث برسالة تهديد بدمار المستقبل، لمن يفكر أن يكون كفيلاً غارماً لشخص ما، فما يحدث قد يفكك الأسر، التي كانت تعيش في هدوء، وتلقي بها إلى هاوية المجهول، ويصل الأمر إلى حد تفكيك الأسر وإيقاع الطلاق، ولم يعد للاستقرار أو الهدوء أي معنى في حياة الكثيرين، ممن تحولت حياتهم إلى فوضى وعشوائية بعد أن قدموا هذه التضحية وقاموا بالكفالة، منهم من وقف بالمرصاد، وتحدى هذه الظروف، ومنهم من انهار، وتحولت حياته إلى معاناة وديون، وعلاقات أخوية انتهت بالخصام، وصداقات قوية، وصلت إلى أبواب المحاكم، وأسفر عن سجن وفصل من العمل، ليبقى هذا ذنب من ضحى وقدّم العون والمساعدة للآخرين، لتكون النتيجة نكران الجميل لمن أحسن له وحاول تفريج همه. أحد الأقارب البداية من عبدالرحمن، الذي تحدث عن مشكلة الكفالة الغارمة، واصفاً إياها بأنها خطرة جداً، حتى من أقرب الناس»، موضحاً «لي موقف مع الكفالة، حيث تم إيقاف أحد الأقارب، وطلب منه كفيل، فما كان مني إلا أن قمت بأداء واجبي تجاه هذا القريب، وقمت بكفالته وإخراجه من التوقيف»، مضيفاً: «للأسف الشديد، هذا القريب اختفى، وأصبحت أعيش هاجسا كبيرا بعد أن تم إرسال خطابات استدعاء لي، وطلبت مني الشرطة أن أحضر هذا القريب خلال فترة، وإلا سأحل مكانه في الحبس»، مستطرداً «اتصلت به مراراً، إلا انه لا يرد، وأرسلت له عددا من الأقارب والأصدقاء، وأخبرتهم يترجونه بعدم وضعي في هذا الموقف الصعب، وناشدهم يسألونه ما هو ثمن موقفي معه، ولماذا يفعل بي هذا؟ وناشدته أن يرحمني ويرحم أسرتي التي تحتاج إلي، ومن الصعب أن لا أكون معهم، ولكنه لم يقدر موقفي، وظل بعيداً»، مضيفاً: «بعد طول انتظار وصعوبة، التقيت به، وقبل الموعد المحدد لي بإحضاره، بيوم، وأقنعته بالحضور، ونفذ ما وعدني به، ولكن بعد ان حرمني من النوم مطمئن البال، كل ذلك من أجل الكفالة»، مبيناً «بعد أن سلمته للشرطة، وأخليت مسؤوليتي، قطعت على نفسي عهداً ألّا أكفل أيّ شخص مهما كانت الظروف، حتى لو كان أخي، لأن ما رأيته يجعل أي شخص يندم على إقدامه على مثل هذه الكفالة، التي أصبحت فيها الثقة معدومة حتى من أقرب الناس». كفالة غريبة وفي حادثة تعدّ غريبة جداً، قال أبو احمد: «أنا احد المتضررين من مشكلة الكفالة الغرمية، وقصتي غريبة»، موضحاً «مشكلتي بدأت عندما وقع حادث مؤلم لأخي، وكان معه بعض الأقارب والأصدقاء خلال وقوع الحادث، مما نتج عنه وقوع إصابات له ولأصدقائه»، مشيراً إلى أن «أخي دخل العناية المركزة، مما لزم نقله إلى أقرب مستشفى لعلاجه، فقمت بنقله، بعد أن وقعت أوراق النقل كما كنت أعتقد، إذ تبين أن الأوراق التي وقعتها، لم تكن أوراق نقله، وإنما كانت أوراق كفالة غرمية، إذ كان بصحبة أخي، أحد الأقارب، وهو من جنسية عربية، وأصيب أثناء الحادث بشلل رباعي، مما استدعى والده فيما بعد برفع دعوى علي، بصفتي الكفيل الغارم، وترك أخي المتسبب في الحادث، وصدر بحقي صك شرعي، يوجب دفع الأضرار المقررة، والتي تتجاوز 500 ألف ريال»، مضيفاً :»حالياً لا أملك من هذا المبلغ شيئاً، ولا أعمل في أي وظيفة، وأعيل أسرة كبيرة وزوجة وأولاداً، وأسكن في بيت مستأجر»، موضحاً، «الآن أنا مطالب بدفع المبلغ أو السجن، لأنني كفيل أخي، ويعلم الله أن أخي هو المسئول عما حدث، وليس لي أي ذنب في ذلك، سوى أنني وقعت على أوراق، كنت أظنها نقل أخي للمستشفى، لأنه كان في حالة حرجة». أربع سنوات وقال أحد المتضررين من الكفالة: «عشت أربع سنوات كاملة، مع مر الكفالة، لم أتذوق فيها طعم الراحة والنوم، حيث كفلت أحد الزملاء في شراء سيارة بالتقسيط من إحدى وكالات السيارات، وبعد أن تم تسديد قسطين فقط، لم يلتزم هذا الزميل بدفع بقية الأقساط، مما جعل الجهة المسئولة في الوكالة تقدم شكوى ضدي، إضافة إلى شكوى من الحقوق المدنية»، مستطرداً «طلبت من هذا الزميل أن يصدق في وعده، ويسدد الأقساط تجنباً لحدوث أية مشكلات قضائية ضدي، وإلحاق الضرر بي، إلا انه لم يعطني أية أهمية، وتجاهل الأقساط نهائيا، دون مراعاة موقفي تجاهه». وتابع «لم يمضِ وقت طويل، إلا ووصلتني خطابات وشكاوى لمقر عملي، وأعقبه استدعاء للشرطة، وهي المرة الأولى التي أتلقى فيها استدعاء من الشرطة، على الرغم من أنني جربت أن أكون كفيلاً غارماً، إلا أن هذه المرة كانت مختلفة، بسبب هذا الزميل، الذي لم يجد حرجاً عندما طالبته بالتسديد، وقال اذهب واشتكِ، وهذا هو حالي طوال أربع سنوات، حتى انتهت الأقساط بسلام، وبعدها قررت أن لا أكون عرضة لمثل هذه الأمور، وهل يكون جزاؤنا بالفزعة والمساعدة الأخوية، مثل هذه التصرفات والإهمال وتحميلنا المسئولية مما جعلنا في القائمة السوداء». ضحية زميل ويقول عبدالعزيز علي «كنت أحد المتضررين من مشكلة الكفالة على الرغم من أنني تعرضت لخيانة من بعض الأصدقاء مرات عدة، ولم استفد من الدرس بكفالتي لهم، ولعل آخرها عندما كفلت احد الأصدقاء المقربين جداً لي، عندما أراد شراء سيارتين بالتقسيط، ودفع المبلغ الشهري للتقسيط وهو 2200 ريال، وبعد شهور قليلة، من دفع صديقي لأقساط السيارتين، فوجئت باتصال من شركة السيارات، تطلب مني الحضور، وقدّمت ضدي شكوى لعدم سداد صديقي الأقساط المتأخرة عليه، وحضرت بعد أن تم توجيه خطاب حضور إلى مقر عملي، وأثناء حضوري للحقوق المدنية، أوضحت لهم حقيقة الأمر، وأجبروني على دفع الأقساط واستقطاعها شهرياً من راتبي، بصفتي الكفيل»، مضيفاً: «حاولت بكل ما أملك أن اتصل بصديقي، إلا أنه لا يرد على اتصالاتي، أو رسائلي التي أرسلتها له، بل إنه لم يكلّف نفسه حتى بردِّ الجميل وينقذني مما أنا فيه من إحراجات كلفتني الشيء الكثير، ودمرت حياتي وحياة أسرتي»، موضحاً، «أنا الآن ملزم بدفع بقية الأقساط حتى نهايتها، بصفتي الكفيل، بينما صديقي يعيش حرا طليقا، ليس لديه أي هم، وكأن الاحساس والمشاعر معدومة من قلبه»، موضحاً «يعلم الله أن حياتي تغيرت إلى الأسوأ، فبعد أن كنت أعيش مع أسرتي في راحة واطمئنان، اليوم أعيش قلقاً متنامياً، وهماً لا ينتهي، مما أجبرني على بيع سيارتي لسداد الأقساط، في الوقت نفسه، لدي التزامات كثيرة، منها أقساط البنك وغيرها، وهذا كله بسبب أنني فعلت الجميل، ولم أجد إلا النكران، ممّن وثقت فيهم». ثقة عمياء ويقول الشاب عبدالله سعد: «كان لي موقف لا أنساه نهائياً، وهو أن أحد الأصدقاء المقربين جدا لي، كنت معه في أحد الأماكن، وقال لي: إنه في حاجة إلى مساعدتي، فقلت له: «أبشر» لأنني كنت أثق فيه ثقة عمياء»، مضيفاً: «طلب مني أن أكفله عند أحد المكاتب، من أجل استخراج عددٍ من الجوالات، ويقوم بعملية التقسيط الشهري، وفعلاً قمت بهذه الكفالة، ووقّعت على أوراق تفيد أنني الكفيل، وأتحمل المسئولية كاملة في حال عدم تسديد المكفول، وللأسف الشديد، هذا الصديق التزم بالسداد في بداية الأمر، إلا انه تخلى عن التسديد، متحججا لي بظروفه الصعبة، حاولت أن أقنعه بالتسديد بعد أن حمّلني صاحب المكتب المسئولية، ولكن لم أجد أيّ تجاوب منه وأقفل كل وسائل الاتصالات به، ولم أجد حلاً إلا بالضغط على مصروفاتي، وسددت الأقساط حتى نهايتها، وكلفت نفسي وأهلي معاناة كبيرة، لم تكن في الحسبان من صديق، كنت أحسبه أخاً لم تلده أمي».

أخبار متعلقة